محمد حامد جمعة نوار يكتب : ماشين على وين ..؟؟

السودان

رصد : الرآية نيوز

محمد حامد جمعة نوار يكتب :

ماشين على وين ..؟؟

1

ما حدث بالسودان في أبريل 2019 كان إنقلابا . وظف أجواء الإحتجاج وغطائها السياسي وتماهى معها حتى 25 اكتوبر وهي اللحظة التي تقرر فيها من الطرف الداخلي والحاكم الفعلي بتفاهمات خارجية لإتخاذ وجهة جديدة ستصنع (هي) وتؤسس للشكل السياسي وهياكل الحكم وتوجهاته الداخلية . ولن تكون توجهات من الاسلاميين او القحاتة او عموم القوى السياسية او المسماة ثورية . وعلى الأرجح انتاج (كوكتيل) وفق مواصفة خاصة بطبيعة المرحلة ومطلوباتها . وهذا فقط مرهون بقبول تلك القوى والجماعات للإندماج في المشروع الخاص بهذه المرحلة وفق شروط العسكر مع إمكانية إخراج الأمر وفق معالجة لشرعنة الاندماج ومنحه وضعية انه خيار وليس إضطرارا . هذا بالطبع يمكن ان يتحقق كما أصف بناء على معطيات ان الاطراف الخارجية المهتمة بالسودان خيارها الان تثبيت الحكم ومناهضة تكتيك المضايقة في ظرف استقطابات دولية وعراك فرعي ساحته افريقيا بشكل مؤكد.
2
شعارات مثل أن الإنقلاب يترنح او أنه يتراجع (كلام ساكت) بل على العكس أظن أن الإنقلاب الأول او الثاني إعاد الإنفتاح على وضع جديد كروت اللعبة فيه بيده وأنه محظوظ بشكل قدري حيث تقريبا تراجع الاهتمام العالمي بقضية السودان ووضعه بل فوق هذا ان الظروف الموضوعية لصراع روسيا والغرب سيضطر تلك الاطراف حال العودة للتركيز على السودان الى خيار دعم نظام حكم دون التقيد بمرجعياته او فحص هويته . إذ ليس من متاحات بخلاف كسب الطرف الحاكم وان كانت خطورة هذا الاتجاه ان القوى العالمية التي ستخسر بشكل قطعي السودان ستضطر ان إحتاجت لدعم تغيير بالقوة ساحته الاطراف العسكرية وبالتالي ستراهن على إنقلاب بإعتباره اقصر الطرق لان الوقت لن يتاح لعملية تجهيز بازرع مدنية تحتاج الى زمن وادوات في وقت سيكون فيه الطرف الخارجي الذي تحكم قد دعم حليفه بكل ما يشل مساحات المهددات جملة.
3
إن صحت هذه الإحتمالات . اتوقع قريبا وقياسا على فرضيات واقعية تشير الى ميزان روسيا هو الراجح كسبا حتى الان فعلى الأرجح ان عملية إنعاش ستتم لحركات التمرد السودانية خارج الحكم . وتحديدا جماعتي الحلو وعبد الواحد نور وربما تجهيز جماعات أخرى من مطروح قسمة خسائر اعمال الترتيبات الأمنية . حال حدوث هذا التوقع والتحرك يمكنني القول ان عملية شد أطراف من الجهة الغربية ستحدث للسودان مع تصعيد حدة الحصار الإقتصادي وأزماته خاصة بالمركز .

محمد حامد جمعة نوار

اترك رد