إسحق أحمد فضل الله يكتب : والآن الإرهاق يحسم

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

آخر الليل

إسحق أحمد فضل الله يكتب :

والآن الإرهاق يحسم

و أربعاء الأسبوع الأسبق ( أول جلسة لمحاكمة وجدي صالح و المعتقلين من قحت ..) …. وجدي يلتفت و لا يجد أحداً
و أربعاء الأسبوع الأخير (جلسة إستمرار محاكمة الوطني) …
جلستان تشيران إلى أن كل شيء يصل الآن إلى المحطة الأخيرة مرهقاً
و إن السودان يخرج إلى الهواء …
و جلسة لا تستحق أسم جلسة في اليوم ذاته كانت تُعقد في القصر و فيها
عرمان يقول للقادة
أعطونا … و لو وزارتين .. و لو .. و لو
و قالوا له : – هذا أمر تجاوزه الزمن
الجلسة إنتهت …
…….
و الأربعاء الأخيرة و القاضي في جلسة محاكمة الوطني يسأل المتحري
: – جهاز اللاب توب هذا … فحصتوه ؟
المتحري : – لا ..
المحكمة : – عند مهاجمة منزل بعد الإبلاغ عن وجود أموال فيه… هل وجدتم الأموال ؟
المتحري : – لا ..
المحكمة : – عند مهاجمة شقة بعد بلاغ عن وجود أسلحة فيها … هل وجدتم أسلحة ؟
المتحري : – لا ..
و المحكمة و كأنها تغلق الملف تسأل الأتهام عما إذا كانت لديه أسئلة
و المتحري يُسأل و السؤال خارج الموضوع ..
ثم سؤال آخر و السؤال خارج الموضوع
ثم لا أسئلة …
و الجلسة و الثانية في القصر تختمها جلسة في الإمارات و مدهش أنها كانت في اليوم ذاته
و جلسة الإمارات هذه كانت بين البرهان و حمدوك
و لما كانت أحاديث الخرطوم تتحدَّث عن أن البرهان يذهب ليأتي بحكومة حمدوك كان اللقاء في الإمارات بين البرهان و حمدوك يتم بعد ( الواسطة)
و الحديث فيه كان حديثاً عن الصحة و الأولاد …. فقط
و الجلسات كلها في كل مكان كان ما يجمع بينها هو شيء واحد
ما يجمع كل خطوة من كل جهة هو
شعور کامل …. بالإرهاق و بأن الموضوع هذا يجب أن ينتهي
شعور عند الجهات بالإرهاق
و بأن الأمر يجب أن ينتهي
و شعور عند الجهات التي تتعارك حول السودان بأن الأمر هذا يجب أن ينتهي ..
و الإتهام و القضاء و الشارع و العالم كلهم يشعر بهذا
و الشعور هذا تتبعه كل جهة بالعمل فعلاً ..
و لعل الشعور هذا كان هو ما يجعل البرهان يعيد تشكيل الوفد المرافق له و يستبعد كل الوزراء/ و تركيبة كل وفد هي عادة تشير إلى المهمة التي يريدها/ و البرهان وفده يصبح وفداً .. مالياً فقط
الإشارة التي تقول للإمارات إن ( ما بيننا هو هذا فقط )
و تقول للشارع إطمئن فالحرب الأن هي ضد الدولار فقط … و لا تغيير
و تقول للجيش الجملة ذاتها
………
و الجملة تجيب على حديث الأسبوع كله فالأسبوع الماضي ظل حديثه هو
صناعة الرعب من هنا
و صناعة التغيير من هنا
و صناعة الرعب كانت تحول كل تحركات الجيش إلى إشارات تستعد للمعارك
و إشارات الهجوم الجديد تغطي المواقع لتقول إن مقتل بريمة و مقتل العميد الآخر أمام الساحة الخضراء كانت إعمالا داخلية من الجيش نفسه …
…….
و السؤال عند الناس عن لماذا لا يُحاكم من إعترفوا حين يقول إن البطء سببه التحقق الحديث هذا يجد من يجيبه بحكاية القاضي أبو قصيصة ..
قال
في الستينات في الجنوب أعمال الإختلاس تصبح شيئاً مخيفاً
و ذات يوم المحامي محمد أحمد محجوب يندفع داخلاً على رئيس القضاء أبو قصيصة و هو يصرخ عن
– كيف يبتكر قاضي ملكال قانوناً من عنده و يصدر حكماً بالإعدام على صراف إحدى المؤسسات هناك بتهمة الإختلاس .. ؟
و أبو قصيصة يرفع الهاتف لتجري أقصر محادثة
أبو قصيصة قال للقاضي على الطرف الآخر
: – الحكم دا …. تقصد منو اللي بالي بالك ؟
قال الآخر : – نعم ..
المحادثة إنتهت
و في اليوم التالي لم يبق مختلس إلا جاء يحمل ما إختلسه
و هو يتوسَّل يتوسَّل يتوسَّل للمحكمة حتى تأخذ منه ما إختلسه ..
إدارة القانون …. يا من يمدِّدون القضايا بدعوى التحقق إدارة القانون تتم بالأسلوب هذا لأن أهل القانون يعرفون إدارة المجتمع
السودان الآن كل شيء فيه يتَّجه للإصلاح … لكن معرفة المجتمع جزء من الإصلاح.

السبت/١٢/مارس/٢٠٢٢

إسحق أحمد فضل الله يكتب : دائرة الصراخ السودانية

اترك رد