إبراهيم عثمان يكتب : أعراس العدالة ومآتم الدوس

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

أعراس العدالة ومآتم الدوس

بنت قحت طريقتها الاحتفالية في إعلان قرارات فصل العاملين بالدولة، وكذلك مأتمها على الدوس الضائع بأحكام القضاء، بنتهما على افتراض خاطئ بأن الشعب السوداني تتحكم فيه الغرائز البدائية وعلى رأسها الحقد والتشفي بذات الدرجة المتوفرة عندها .

كان يجب عليها – بدلاً من حديث المؤامرات القضائية التي ستجهضها دريبات وجدي – أن تحاول توظيف الأمر لمصلحتها، بأن تتحدث عن أن الأحكام القضائية أتت كتأكيد لنزاهة القضاء، وعدم تسييسه، وأن تقول – كعادتها في “السلبطة” – إن هذه الأحكام تثبت أنها قد قطعت أشواطاً في ترسيخ دولة القانون .

لكن موانع عديدة وقفت أمام هذه السلبطة، من بينها عنجهية أعضاء اللجنة وعدم قبولهم لأي مراجعة حقيقية لقراراتهم. ومن بينها صعوبة، إن لم يكن استحالة، صدور مثل هذا القول من جهة تستتثمر في العنصرية السياسية والحقد والتشفي، وشعارات الدوس والصراخ .

من بين الموانع أيضاً يقين قحت بألا أحد سيصدق هذه السلبطة إن حدثت، ليؤمن بدور لقحت في هذا العدل القضائي، فالصغار صغار حتى في سلبطاتهم، ويكفيهم السلبطة في الإنجازات الموروثة، وحتى في هذه لم يبارحوا محطة الفشل، فما أكملوه من مشاريع موروثة وجدوها في اللمسات الأخيرة ونسبوها لأنفسهم، أقل مما عطلوه عجزاً أو كسلاً .

الاحتفالات الكبيرة للعاملين في المؤسسات الحكومية بعودة زملائهم، في مقابل الغضب القحتي الكبير تثبت خطأ وخطل الظن القحتي الآثم بأن الضمير الجمعي قد تقحتن بالكامل، وأن من لم تفصلهم كانوا سعداء معها بفصل زملائهم، وأنهم سيغضبون معها لعودتهم ..

إذا جاز لنا أن نجاري قحت ونعتبر أن احتجاجات المفصولين كانت صراخاً، فشتان بين صراخ وصراخ : صراخ رافضي الظلم، وصراخ رافضي العدل .. صراخ الواثقين في القضاء ونزاهته واستقلاله، وصراخ المشككين فيه الراغبين في تسييسه ليحكم بضمير كضمير وجدي مكتمل القحتنة .. صراخ الواثقين في زملائهم وحسن استقبالهم لهم، وصراخ من امتلأ قلبهم قيحاً وصديداً وتألموا من الاحتفالات والإلفة والمودة والذبائح والزغاريد .

على كل من تعشم في دريبات وجدي، وتأذي، بأي درجة، من مشهد التآلف والمودة بين العاملين أثناء الاستقبال، أو تمنى أن يكون هذا الاستقبال “سحابة صيف” للضمير الجمعي ستنقشع بسرعة، ويعود العاملون للتشاحن والصراع كما تريد قحت . عليه أن يستفيد من خيبته في معرفة سر عزلته وعزلة الأحزاب التي يوالي، ويبحث عن العلاج، أو أن يصرخ سراً فلا فائدة سيجنيها من إعلان أن مرضه عصي على المعالجة .

إبراهيم عثمان

إبراهيم عثمان يكتب : حمدوك : ظالم أم مظلوم ؟

تعليق 1
  1. […] إبراهيم عثمان يكتب : أعراس العدالة ومآتم الدوس […]

اترك رد