م. آلاء الصافي جعفر تكتب : في ذكرى مولدك يا أبي

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

 م. آلاء الصافي جعفر تكتب :

في ذكرى مولدك يا أبي

السلام عليك يوم ولدت و يوم مت و يوم تبعث حيا، كل وقت و حين و أنت بخير..
جزاك الله بخير ما جزي به والد عن أبنائه و راع عن رعيته و مسلم عن المسلمين..
نحمد الله دهوراً أن منّ علينا بصحبتك. كانت صحبة حلوة ممتعة، كنت خفيفا لطيفا، و لك مجالس لا تمل، تطوف بالحاضرين في السيرة و الشعر، و التاريخ و التصوف و السياسة، في ادب جم و طرفة لا تخرج عن الوقار، تلبس لكل شيئ لبوسه و تعلم أن الوقار في البستان سخف، كثير التبسم سهل المعشر، تُعلّم بالقدوة، لا تعنف و لا تكثر النصح…
علّمتنا أن خير ما يلقى به العبد ربه هو حسن ظنه به، و أن الطريق إلى الخالق بعدد الخلائق، و أن من كثر علمه قل إنكاره، و أن عين الكرامة هي الإستقامة
و أن التعلم شرف، و أن السعي في الأرض عبادة و أن حصرها في المسجد تضييق، و أن غاية الحياة إعمارها و أن الموفق من أستعمله الله فترك أثراً صالحا، و أن المؤمن القوي خير، و أن جبر الخواطر قربة، و أنه و اللين يملكان القلوب، وأن الكلام بخور الباطن، و أن العائلة اولاً، و أن أنزلوا الناس منازلهم…
كنت تحب الفأل الحسن، مستبشراً على الدوام، لا تركن ل يأس، تبغض دنو الهمة، و تحب المعالي من الأمور، تؤمن أننا لا ننهزم الا حين نسمح نحن. و تكره أن ينظر أهل العلم و الإستقامة للناس من علِ…
كنت كثير التغافل، حسن الظن بالناس، تحمل همهم و تفرح لفرحهم، البعض عاداك في العلن، و طلب ودك في السر، هؤلاء صغار يكبرون بأعدائهم، حقا ما كانوا أهلا للمنازلة
عفوت عنهم و أنت قادر و وصلت و واصلت و وجدت لهم العذر، كيف أبقيت قلبك سليما بعد كل معارك الحياة التي خضتها، حقاً لك من إسمك النصيب كله.
لك إخوان تودهم، ترعي العهود و تحفظ الغيبة و لا تخشى في الحق، تؤمن يقيناً أن الغلبة لهذا الدين، و أن الخير باق في الأمة. من هذه الأمة صلى عليك الآلاف، ما عرفوك ولا ربطهم بك غير العقيدة رباط، وددت لو شكرتهم فردا فردا
و آخرون كثير دعوا و سعوا و وصلوا و واصلوا، بعض الديون يصعب ردها، الله يعلمهم فجزاهم عنك و عنا خير الجزاء..
وددتُ يا أبي لو يهبني الله حياة عامرة ك حياتك و همة عالية ك همتك و قلباً سليماً ك قلبك، حتى إذا حان الأجل و حُملنا على الأكتاف، فاحت الأعمال أثاراً لا تنقطع.
أبدلك الله جواراً خير من جوارك لا شك، و أكرمك حقاً يا أبي.
نسأل الله لك تمام المنة و أن يجعلك من الأحياء الذين هم عنده يرزقون متوسداً السندس و الأستبرق الي يوم يبعثون، جعلك الله بأعينه و أراك منه ما تحب و ألحقنا بك في الصالحين…
و لكل من فقد حبيباً، ف العزاء أنه إنما رجع الي ربه و الي أصله و موطنه، و إنّا لله و إنّا اليه راجعون، و أن للمحن آجالا كما للأعمار آجال، و أنه ما أصاب من مصيبة الا بإذن الله و ما وقع أراده الله و ما أراده الله وقع، و أن من يتصبر يصبره الله ،و أن الرضا لمن يرضى، و أن سيد الخلق و حبيب الحق ما سلم من الفقد، و أن أبر البر بعد الموت و أن الصلة لا تنقطع أبداً
(ربنا أغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).

م. آلاء الصافي جعفر
استكهولم – السويد
١٢ مارس ٢٠٢٢

اترك رد