إبراهيم عثمان يكتب : نعم استفدنا من الإنقاذ .. نعم الفطام صعب

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

نعم استفدنا من الإنقاذ .. نعم الفطام صعب

إلى ما قبل سقوطهم كان رد القحاتة الرئيسي لكل من يشتكي من سوء الحال هو : انت كنت من المستفيدين من نظام الانقاذ، والفطام صعب .. هذا الرد، على ما فيه من خبث وتحايل، ورغم إنه ينطبق عليهم الآن تماماً إذ لم يستفد من نظامهم سواهم، أو بالأحرى سوى الأقلية منهم، لكنه لم يجانب الحقيقة، لأن الشعب كله كان مستفيداً من الإنقاذ ، وكله عانى من الفطام القحطي :
▪️ نعم فطام أي شعب من عزته وكرامته وسيادة بلاده واستقلال قرارها صعب جداً. ▪️ نعم فطام قوى المجتمع الحية من أدوارها وتأثيرها وتفوق أدوار الدول والسفارات والمبعوثين المقيمين والزائرين على أدوارها أمر صعب .
▪️ نعم الفطام من مشروعات التنمية الكبيرة والصغيرة صعب .
▪️والفطام من سعر الدولار الرخيص/المدعم لاستيراد السلع الأساسية صعب ..
▪️ والفطام من سعر الدولار الجمركي الرخيص صعب .
▪️ والفطام من الوقود الرخيص، والخبز، والغاز، والكهرباء، والتعليم، والعلاج، والانترنت، وغيرها من الاحتياجات صعب .
▪️ والفطام من المواصلات الرخيصة، والزيارات بين الأهل والأصدقاء (وتناول الشاي ) الرخيص، بالسكر الرخيص معهم صعب .
▪️والفطام من انتظام التعليم صعب، خاصةً إذا كان بسبب العجز والفشل والخوف من المظاهرات، أو كما قال القراي .
▪️ وكذلك فطام الجامعات من دولارات الطلاب الأجانب صعب، وفطام عدد كبير من الطلاب من التعليم واضطرارهم للبحث عنه في الخارج ..
▪️ القائمة طويلة ولا يسهل تفصيلها كلها المهم كل الأشياء التي فُطِم الشعب منها وصنعت الجوع وصنعت الحاجة إلى شعار ( الجوع ولا الكيزان ) ..
▪️ حتى من ينجون من هذا الفطام القاسي ويجدون عملاً في الخارج سينتظرهم فطام من الخدمات الهجرية السريعة والرخيصة في مجمعات خدمات الجمهور .

▪️ لماذا تعتمد قحت الآن على تجييش الشعب ضد هذا الفطام، ولماذا تحاول التبرؤ منه ومن آثاره الباقية، أليس لعلمها بأنه كان صعباً على الجميع ؟
▪️ أليس الكيزان أقلية كما تقول قحت ؟ فإن سلمنا – جدلاً – لقحت بأنهم أقلية، وبأنه لا يحق لهم الشكوى مما يصيبهم ويصيب أهاليهم وبلدهم، فما ذنب الأغلبية؟
▪️ هل تكفي العلمانية كتعويض معنوي للأغلبية أم إنها نفسها من ضمن الخسارات التي تحتاج إلى تعويضات حتى يقبلها من لا يمانعون في هذا النوع من المساومات ؟
▪️وحتى بالنسبة للعلمانيين، هل يكفي الفطام الذي رفعته العلمانية تعويضاً عن الفطام الذي جلبته ؟
▪️ كم كاس عرقي وكم قرعة مريسة وكم قطعة بنقو تكفي للتعويض؟
▪️ كم عدد الملحدين والمرتدين، والراغبين والراغبات في التعري ممن ( لا يخجلون من أجسادهم) الذين استفادوا من الفطام الذي رفعته ؟
▪️ كم عدد الأسر الراغبة في التفكيك، أو المفككة التي استبشرت بالسعي لتعميم النموذج ووضع الأسرة على رأس قائمة التفكيك ؟

إبراهيم عثمان

اترك رد