علاء الدين محمد ابكر يكتب : بعد ماحدث من جوع وغلاء، الشعب بات يفضل رجوع البشير على اعادة حمدوك

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

علاء الدين محمد ابكر يكتب :

بعد ماحدث من جوع وغلاء، الشعب بات يفضل رجوع البشير على اعادة حمدوك

لم يكن اكثر المتشائمين يتوقع ان تصل الاوضاع في البلاد الي هذا المستوي من الفوضي الخلاقة وانعدام الامن وتجويع الناس لدرجة بات الخبز والغاز والكهرباء من كماليات الحياة فقد اعتقد الشعب السوداني بمجرد سقوط نظام الانقاذ بان تنفتح ابواب الغرب عليه بسيل من المساعدات الاقتصاديةو الانسانية التي كان يحتاجها السودان خاصة بعد تنصيب السيد عبد الله حمدوك رئيس للوزراء ولكن الرجل شرع اولا في معاقبة الشعب الذي استبشر به خير بان سارع الي الدعم الحكومي الذي كان يتمتع به الشعب في عهد الكيزان وبسرعة جنونية ارتفعت الاسعار لتسود البلاد حالة من الذهول والتعجب في حكومة الفترة الانتقالية فهي هل اتت بالفعل لاجل ان تقدم اداء اقتصادي افضل بديلا عن حكومة الكيزان التي كان يحمد لها استتباب الأمن واستقرار الحياة المعيشية الي حد ما ولم تشهد البلاد في عهدهم مثل هذا الجوع والفقر والبطالة وتردي الخدمات فكانت حكومة الفترة الانتقالية عبارة عن انتقام وتدمير وتشريد للمواطن المسكين الذي ظن فيهم خير

والبلاد تعيش في حالة فراغ دستوري بات التدخل الاجنبي سيد الموقف تحت حجة المبادارت ومنها مبادرة تنادي برجوع السيد عبد الله حمدوك مرة اخري لتولي رئاسة وزراء الفترة الانتقالية كانما حواء السودانية عقمت من ان تنجب غيره وهل تظن تلك الجهة الاجنبية التي تريد ارجاع حمدوك مرة اخري بان الشعب السوداني بات حقل لتجارب نظريات الفشل !
واذا كان لابد فان من البحث عن رئيس سابق فالشعب يفضل رجوع البشير رئيسا للبلاد بدون حزبه المحلول الموتمر الوطني فالجميع مندهش في البشير و كيفية ادارته للبلاد اقتصاديا والتي كانت تحت حصار دولي وعقوبات اقتصادية وحروب علي عدة مسارح ومشاكل عديدة ورغم ذلك تمتع الشعب بالرخاء والامن وتلك حقيقة لاينكرها الا منافق اذا البشير يستحق ان يمنح جائزة نوبل في الاقتصاد مقارنة بهولاء (الجعجعين) الذين ما ان وصلوا الي السلطة الا وقد كان اكبر همومهم حرمان شعبنا من حقوقه المشروعة في العيش الكريم والخدمات تحت حجة الاصلاح الاقتصادي وحتي الحركات المسلحة التي ظلت تقاتل طوال السنوات الماضية لم تهتم بامر الشعب الذي كان يدافع عنهم في ان تجلس معهم حكومة البشير علي طاولة واحدة لاجل سلام عادل ولكن بكل اسف صار السلام اعلي تكلفة من الحرب فصارت الحركات المسلحة حالها حال الاحزاب السياسية تبحت لنفسها عن المقاعد والمناصب وكانك يا ابوزيد ماعزيت فهل كان نضالكم لاجل هذا؟

نعم البشير كان ابغض خلق الله للعديد من السودانين بسبب سياسات حزب الموتمر الوطني المحلول الذي كان يقدم رؤية الحلول الامنية اكثر من الحلول السياسية والاجتماعية للكثير من القضايا فجعل الدولة بوليسة في المقام الاول باستغلال جهاز الامن ومنع حرية التعبير وهو بذلك اعاد سناريو نظام الراحل جعفر النميري الذي انتفض عليه الشعب في ابريل ١٩٨٥م ورغم ذلك اصر الموتمر الوطني في خنق حريات الناس
مما قاد الي نفور الشعب منهم خاصة بعد الادعاء بانهم افضل من يطبق الشريعة الاسلامية التي كانت مجرد شعار للتمكين والموتمر الوطني المحلول الذي دخل اعضاءه في صراع داخلي لاجل خلافة البشير في قيادة الحزب والدولة قاد صراعهم ذلك البلاد الي مصير مجهول ونفس الشي تكرر مابين الاحزاب السياسية عقب سقوط البشير في الاستحواز علي السلطةوالمناصب فحدث ماحدث من تدهور مريع في الاقتصاد بسبب سياسة البنك الدولي التي قادها السيد حمدوك الذي لم يجد برلمان يحاسبه او حاضنة سياسة تراجع اداء الحكومة فدخل السودان في فوضي سياسية مما قاد الجيش الي الاطاحة بالجميع ولكن الجيش ذاته لم يستفد من تجربة الرئيس المصري عبد الفتاح اليسسي الذي سخر امكانيات الجيش المصري في النهوض بالاقتصاد المصري المنهار ابان فترة الرئيس المعزول الراحل محمد مرسي المحسوب علي الاخوان المسلمين ولكن في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تحسن اقتصاد مصر مما جعل الشعب المصري يجدد له ولاية رئاسية اخري وربما اخري وذلك حفاظ علي المكتسبات الاقتصادية والسياسية
ولو كان سارع الجيش السوداني عقب الاطاحة (بقحت) الي الانحياز الي المواطن الفقير بدعم السلع والخدمات لكان اليوم في موقف افضل فالمظاهرات التي خرجت عشية الانقلاب كانت محدودة ولكن مع ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة فانها سوف تتصاعد فالجوع والفقر من اهم الاسباب الي تقود بالاطاحة بالحكومات في السودان والبلاد تشهد كل يوم ارتفاع جنوني في اسعار كل شي وتجويع غير مبرر للسودانيين، ولن يحتمل الناس اكثر من ذلك و سوف يقود ذلك الضغط الي اخر المطاف الي ما لايحمد عقباه

ان رجوع السيد حمدوك للسلطة مرة اخري لن يفيد السودان في شي
واذا كان ولابد من الرجوع الي الماضي فالافضل ارجاع البشير الي منصبه السابق و يا دار مادخلك شر فنحن شعب يعيش علي ذاكرة الماضي ولا نملك مستقبل مشرق مثل بقية الشعوب ولا نستفيد من تجارب الاخرين

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
alaam9770@gmail.com

اترك رد