علاء الدين محمد ابكر يكتب : الشعب بقى على الحديدة ياحكومة

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

علاء الدين محمد ابكر يكتب : الشعب بقى على الحديدة ياحكومة

يقول الله تعالي (إِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ صدق الله العظيم.

نجد في نص السورة الكريمة اعلاه رابط قوي مابين الاستقرار في العيش والامان من الخوف لاجل ان يعمر الانسان هذه الارض ، و بدون شك لن يصنع الجوع والفقر مجتمع سليم يعيش في ظله الناس بكل حب وسلام ، لذلك يجب علينا تقبل الحقيقة وهي بان السودان لم يعد يشعر فيه المواطن بالأمان و الاستقرار فقد انتشر فيه الجوع و الخوف وبات الشخص لا يأمن علي نفسه من خطر العصابات اذا ما قرر الخروج من بيته باحث عن رزقه ،

لقد كان الامل كبير بان تجلب ثورة ديسمبر المزيد من الاستقرار للبلاد حسب ما كان مرفوع من شعارات ابان الثورة بالعمل علي تحقيق السلام والحرية والعدالة ولكن بكل اسف لم يحدث جديد بعد الاطاحة بنظام البشير فصار الوضع المعيشي والامني اصعب مما كان عليه قبل سقوط النظام البائد فقد انتشرت الجريمة وساد الإحباط و فقدان الأمل بين المواطنين و رغم ذلك تصر الحكومة الحالية علي فرض المزيد من الضرائب و رفع أسعار الخدمات مع ترك امر السوق في يد التجار الجشعين فكان المواطن ضحية ذلك العبث بارتفاع جنوني في اسعار الخبز و الغاز و الكهرباء و الوقود فهل تظن هذه الحكومة بان هذا الشعب المسكين يمتلك إطنان من مكدسة الذهب المُدَّخِرة حتي يتمكن من الأنفاق علي نفسه و علي الحكومة عبر تلك الزيادات الغريبة التي تفرضها !
فمنذ سقوط النظام البائد لم تتوقف تلك الزيادات الحكومية حتي صار الأمر ( مسيخ وبايخ) و هذا دليل علي عدم معرفة المسؤولين بحال معاش المواطنين الذين خرجوا ضد نظام الإنقاذ أمل في واقع افضل و لتحسين العيش ولكن بكل اسف اكتشفنا إننا كنا نعيش في زمن الكيزان رغد العيش و نعيم الدنيا مقارنة بما يحدث آلان من خرمجة اقتصادية فقد كانت الاسعار في عهد البشير مستقرة وفي متناول اليد و الأمان موجود و المعاش متوفر حتي للمتشردين في الشوارع على الرغم من كثرة الحروب الداخلية ألّا أن المواطن لم يكن يشعر بالصرف عليها ولم ترهق الحكومة آنذاك كاهل الشعب بفرض المزيد من الضرائب عليهم ، و اليوم بعد ذهاب الكيزان و ايقاف الحرب ورفع العقوبات الدولية ودمج السودان ضمن المجتمع الدولي لم يتحسن الحال بل وصل الي درجة بعيدة من المعاناة،

عقب انقلاب الجنرال البرهان علي (قحت)
ظن الناس فيه خير فقد كنا نتوقع بان ينتهج سياسة اقتصادية افضل من سياسة حكومة السيد حمدوك التي كانت تعتمد علي تطبيق روشتة البنك الدولي كان ذلك الاعتقاد مستند علي اساس ان الجيش كان في الماضي نصير الفقراء والمساكين و بالتالي لن يقبل بان يجوع الناس خاصة وان البلاد تمتلك ثروات ضخمة من الموارد مما جعله عبر تاريخ السودان الحديث ينحاز دائم الي صفوف الشعب عندما يحدق الخطر بالبلاد والعباد ، ولكن المدهش في الامر هو استمرار الجنرال البرهان علي السير علي ذات السياسة الاقتصادية التي كانت سائدة في عهد حكومة السيد حمدوك المطاح بها والاكثر غرابه هو استمرار وزير مالية الحكومة المطاح بها في منصبه فقد ظلت وزارة المالية تمارس
الضغط علي الشعب عن طريق فرض المزيد من الضرائب ورفع اسعار الخدمات فوق طاقة المواطن مع ترك السوق في يد التجار الجشعين ونطرح سوال مشروع لهذه الحكومة ( اذا كانت الجماهير تريد مثل هذا الوضع المعيشي الحالي الصعب ان يكون مدخل لاصلاح اقتصاد الدولة لكان ارحم لهم استمرار نظام الكيزان ) فعندما خرج الشعب ضدهم كانت قطعة الخبز بسعر واحد جنية فقط وكذلك سوال اخر الي وزير المالية علي اي اساس كانت حركة العدل والمساوة تقاتل الحكومة السابقة طوال السنوات الماضية؟ هل كان قتالها لاجل اسعاد عموم هذا الشعب اما لاجل هدف اخر ؟ اقترح علي سيادتكم استبدال اسم هذه الحركة التي لاعلاقة لها بالعدل ولا بالمساوة خاصة وانت تتولي وزارة جعلت الشعب خاصة الفقراء والمساكين منهم يعانون من الجوع بسبب سياساتها الاقتصادية القاسية و قد اصبحت شريك بالعمل ضد اهداف الشعب في العيش الكريم ، وليعلم السيد البرهان رئيس المجلس السيادي ان الناس تعيش الان في وضع معيشي صعب جدا للغاية وهو بالتالي مسؤول امام الله تعالي عن كل واحد منهم بات الليل وهو جائع او طفل رضيع امه لا تجد الغذاء او مريض عجز عن شراء الدواء اتقي الله في هولاء ،اتقي الله في هولاء ، اتقي الله في هولاء

، يظل الحل في التدخل الحكومي بارجاع الدعم الي الخبز والغاز والكهرباء والمياه والدواء وضبط السوق بالضرب بيد من حديد علي كل من يتلاعب بالاسعار او يمس قوت الشعب مع تغير العملة الوطنية باخري غير قابلة علي التزيف ووضع نظام ضريبي جديد يشمل
اصحاب الاموال والاثرياء والمطربين ولاعبي الكرة والسماسرة فلا يعقل مساوة الفقراء والمساكين مع هولاء في دفع الضرائب مع فرض تسعيرة موحدة لكافة السلع وتخفيض رسوم الخدمات

ان السودان ليس بالبلد الفقير فنحن دولة كانت ذات يوم مرشحة لتكون سلة غذاء العالم و نملك اطول انهار العالم وكما يقال بالعربي البسيط يمكن نشبع ( سمك سااااكت ) لو تم استغلال موارد انهار النيلين (الازرق والابيض) و(البحر الاحمر ،) وغيرها من الموارد الطبعية من ثروات حيوانية ومعادن واراضي زراعية خصبة وكنوز داخل جوف الارض وخارجها وغابات شاسعة تحتل 60% من مساحة البلاد وعيب والله بعد كل ذلك الخير الوفير ان يعاني شعبنا من الجوع والعطالة والاحساس بالخوف ويجب الاستفادة من طاقات الشباب بارجاع الخدمة الوطنية لاجل الاسهام في بسط الامن في عموم البلاد في ظل الانفلات الامني الذي تعاني منه البلاد

لقد صار وضع الشعب الان علي (الحديدة) بسبب المرض والفقر الذي انتظم البلاد وفوق كل ذلك تخرج علينا هذه الحكومة برفع لا يتوقف لاسعار الخدمات فالخبز قد وصل الي مبالغ فلكية مع انعدام الدواء خاصة الذي كان يقدم للفقراء والمساكين عبر خدمة التامين الصحي والاصرار علي رفع اسعار الكهرباء وانقطاعها
بمعدل كل 48 ساعة وزيادة اسعار الوقود الذي جعل الناس تزهد في ركوب المواصلات وغيرها من الاوجاع التي تحتاج الي علاج ومناهضة،

ان الشعب يحتاج لتفسير لما يحدث من غلاء و معرفة سر هذا الارتفاع الجنوني في اسعار الخدمات فهل هذا الذي يحدث من غلاء هو انتقام من الشعب اما هو فصل اخر من فصول سياسات صندوق البنك الدولي الذي تسبب في تدمير العديد الدول تحت حجة الاصلاح الاقتصادي والتي هي كلمة حق اريد بها باطل ،

وفي نهاية المطاف لن يسكت الشعب علي هذا الظلم وسوف يهب في ثورة عارمة لتصحيح كل الاخطاء التي لازمت السودان منذ خروج الاستعمار الانجليزي من البلاد فقد انتهي عهد النفاق ويجب وضع النقاط علي الحروف ومعرفة اين تذهب موارد البلاد و معرفة تفاصيل مرحلة ما بعد سقوط النظام البائد الذي كان متهم بالفساد واين ذهبت الاموال والاصول المستردة عبر لجنة ازالة التمكين السابقة وكيف استرد ازلام النظام الاموال المستردة منهم في ظل الفقر الذي يسود البلاد فكان الاجدي توظيف تلك الاموال في دعم الخزينة العامة و غيرها من الأسئلة المشروعة ،

مرت ثلاثة سنوات من رحيل النظام البائد و لا توجد لدينا مؤسسات دستورية لتحمي الشعب من الظلم واهمية وجود البرلمان و نواب للشعب لاجل الدفاع المستميت عن حقوق البلاد والعباد ، ويبقي الامل في اجراء انتخابات حرة تجعل هذا الشعب يقرر مصيره ويختار من يريد

الشعب الان في مرحلة بعيدة من السخط والاحباط وهو يشاهد بلاده تضيع منه فالضغط الاقتصادي المتواصل علي المواطنين سوف ينعكس سلبا علي الامن المجتمعي بانتشار المزيد من السرقات واعمال العنف وذلك يعد بمثابة صب الزيت علي النار فقد وصل الحال في السودان الي درجة نقص في الغذاء واصعب انواع الصراعات هو صراع البقاء ويكفي ما كان يحدث في السابق من ضرب و قتل في صفوف بيع الخبز بسبب التزاحم في عملية الشراء فكيف اذا سوف يكون الحال هذه الايام في ظل هذه الاوضاع الصعبة وقد بات العديد من الناس لايمتلكون اصلا نقود لشراء شي يسد الرمق ، بالتالي يجب تقبل حقيقة بان الشعب قد صار علي ( الحديدة )

ترس اخير

زرقاء اليمامة، واسمها عَنْز، هي من جّديس، حيث عاشت في اليمامة في منطقة فسيحة اسمها جَوّ. اشتهرت بقوة بصرها، فقيل إنها كانت تبصر الشّعرة البيضاء في اللبن، وتنظر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام، وكانت تنذر قومها فتخبرهم إذا الجيوش غزتهم. تخبرهم بقدوم العدو قبل ثلاثة أيام، فلا يأتيهم جيش إلا وقد استعدوا له، حتى احتال لها بعض من غزاهم، فأمر أصحابه أن يقطعوا شجرًا، ليمسكوه أمامهم بأيديهم. نظرت الزرقاء فقالت: إني أرى الشجر قد أقبل إليكم، وأنشدت: أقسم بالله لقد دبَّ الشجر أو حِمْيَرٌ
قد أقبلتْ شيئًا تجرّ قالوا لها مكذّبين: قد خرفت، ورقّ عقلك وذهب بصرك. ولكن بكل اسف صبّحتهم الخيل وأغارت عليهم

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر alaam9770@gmail.com

اترك رد