عقيد حقوقي د.جادالله فضل المولى يكتب : لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا

السودان

رصد : الرآية نيوز

عقيد حقوقي د.جادالله فضل المولى يكتب :

لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا

إن أهم الأشياء التي يجب أن تحرص عليها أي دولة من الدول هو أن تدرك وضعها وحالها بالنسبة لوضع وحالة الدول الأخرى التي تعيش في عصرها هذا الإدراك الذي يعني أن تلك الدوله تعيش عصرها وتميز أوضاعه في ذات الوقت الذي تدرك ما آلت إليه هذا المآل الذي يجب أن تعمل إما على تثبيته وتعزيزه وإما على تغييره وتبديله إن الدوله أي دولة لا يدرك فيها كل أبنائها هذا الوضع بدقة كبيرة بل هي النخبة التي تمتلكها هذه الدولة أو تلك هي التي تستطيع أن تدرك هذا الوضع وتلك المكانة بالشكل الكافي والتفاصيل الدقيقة ومن ثم توضح وتشرح لبقية أبناءها ذلك وترسم الخطة وتضع الخطوط الرئيسة لوضع التعزيز للحالة الأولى أو لمرحلة تغيير جذرية في الحالة الثانية للخروج من حالة التأخر وتغيير الوضع غير الملائم ليتبلور السؤال الهام الذي يحتاج إجابة شافية يتم الانطلاق منها وهو لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا؟ هذا السؤال الذي ظل مطروحا منذ استقلال السودان وهل حاولنا الإجابة علي هذا التساؤل وهل شرعنا في بناء مشروعا يؤسس لمغادرة مربع التخلف والالتحاق بمربع الحضارة الحديثة ذلك الذي يعني بالضرورة أن هناك اعترافا واضحا وصريحا بتأخرنا من ناحية ورغبة أكيدة لدى هؤلاء السياسيين والمفكرين في مغادرتنا لهذه الحالة من التردي والتخلف لنلتحق بالحضارة الحديثة من ناحية أخرى والكثير غيره تصب أيضا في إيجاد إجابة لهذا السؤال الكبير هذا السؤال الذي لم يعد مطروحا في عصرنا الراهن على الرغم من أننا لم نتقدم كما تقدم غيرنابالرغم من مواردنا التي يسيل لها لعاب الغرب والشرق بل لازلنا ندور في نفس الحلقة الجهنمية فأين ذهب هذا السؤال إننا نزعم أن طرح الأسئلة هو دليل حي على حيوية أي مجتمع فطالما هناك أسئلة يطرحها العقل فهذا يدل على أن آلة الإدراك مازالت تعمل وتندهش وتدرك ونحاول الحصول على إجابات لأسئلة يفرضها الواقع إذا طرحنا للأسئلة حتما سنجد الإجابة والعكس نرى أن اختفاء هذا السؤال هو اختفاء لإدراك حالة التردي ذلك الذي يعني أن هناك غيبوبة مسيطرة على العقل السوداني خاصة على مستوى النخب السياسية التي يجب أن تكون هي الطارحة للأسئلة المستثيرة لعقول العامة المقدِّمَة تصورات للانتقال من حالة التأخر والتقهقر التي نعيشها إلى حالة المدنية والحضارة الإنسانية الحديثة إن خمول العقل في طرح الأسئلة يتبعه بكل تأكيد انتفاء الابتكار للحلول والإجابات وإن ميل العقل لحياة الدعة والسكون يوهمنا أننا نمتلك نفس القوة أو نفس التقدم أو ذات الحضارة وهنا نكون قد خدعنا أنفسنا وانسحبنا من معركة الحياة الكبرى في إثبات ذاتنا ومشاركة الآخرين في الحضارة والتقدم إن كل محاولات الانتقال الديمقراطى والتنمية الشمولية في السودان تتعثرلا نريد مُمارَسة جلْد الذات أو الترويج لليأس وقطع الأمل بإمكانية تغيير حال السودان إلى الأفضل عندما تكون هنالك إدارة وارادة وعلينا ان نؤمن بأن دوام الحال من المحال اشتد ازمه تنفرج في قمة الظلام يولد الفجر وإن طال الليل لابد من الفجر وإن طال العمر لابد من القبر ولا بد للشعب السوداني أن يتغلب على الصعاب وان نتصالح مع أنفسنا ونتسامي فوق الجراح نضرب مثال بدولة تقع في شرق وسط أفريقيا وهي رواندا عندما قامت الحرب الأهلية الرواندية (في ١أكتوبر ١٩٩٠م واستمرت حتي ١٩٩٤م) أو ما يعرف بالحرب القبلية بين التوتسي والهوتو قتل خلال الاربع سنوات مايقارب خمسمائة الف وجرح مايقارب المليون شخص بالرغم من ذلك تساموا فوق الجراحات وقدموا نموذج حي الآن رواندا يطلق عليها أوروبا الأفريقية تطور في كل المجالات ارتفع دخل الفرد بصوره غير مصبوغة اذا لابد أن نتكاتف ونوحد كلمتنا لبناء وطننا السودان لاينقصنا شئ الموارد والخبرات موجوده ومتاحة ماالذي يمنعنا من التقدم مشكلة السودان واضحة في التحزب وكل حزب بمالديه فرحون لاننظر للأمام فقط ننظر تحت ارجلنا والعالم سبقنا في كثير من المجالات علينا بالوحدة والتعاون لمواجهة التحديات الماثلة ونبذ العنف وإن لانضيق وسعا نرضي ببعضنا البعض من أجل سودان العزة والكرامة سودان ديمقراطية ونحقق شعار الحرية والسلام والعدالة السودان يسع الجميع ننظر للدول من حولنا ماذا جنت من الحروب غير الدمار والخراب
نأخذ بناصية الحضارة والديمقراطية هذه خواطر وتساؤلات فرضت نفسها ودفعتنا للتفكير بصوتٍ عالٍ عسى ولعل الصوت يصل ويحدُث التغيير المنشود من الجيد الإحساس بالمشكلة ومن الجيد أكثر تلمُّس أو وضْع إجابات عن التساؤلات المرتبطة بالمشكلة أو السؤال عن سبب تعثُر للحاق بركب التقدُم ولكن الأهم من كل ذلك هو كيفية تحويل الإجابات إلى استراتيجيات عمل؟ ومَن يأخذ بناصية الانتقال والتغيير المثل السوداني يقول اليد الواحده مابتصفق أن الاتحاد قوة والتفرق ضعف لقد عانى المجتمع السوداني الكثير من الفرقة التي جعلت الجميع يتفرق لشتى الطرق التي أدت إلى الهلاك و السبب في هذا هو عدم قبول الرأي والرأي الأخر فكل شخصاً جعل من رأيه وأحاديثه بأن تكون مقدسة ولا يمكن المساس بها ولذلك ترتب على هذا الأمر التفرق والتحزب ونسأل الله جل وعلا أن لايؤدي ذلك بالاخلال بالأمن فلم يخلقنا الله لنفترق بل لنتحدونكون بمثابة شخصاً واحداً حتى لا نهزم فالمجتمع الذي يقوم كل واحداً فيه بأن يبذل قصارى جهده بأن ينسب لنفسه كل شيئاً ولا يجعل هناك مساحة للتشاور سيهدم بكل تأكيد الي الآن ومع الأسف الشديد بعضنا يخرج في مظاهرات تحت شعار “لا تفاوض لا شراكة لا شرعية” طيب لكي تاتي بالشرعية لابد نجهز للانتخابات وبعدها يعود العسكر للسكنات إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشاور الآخرين قبل أن ينطق بكلمة واحدة وكانت شورته مبنية على اختلاف الآراء والمستشير ينظر في ذلك الخلاف وينظر أقربها قولا إلى الكتاب والسنة إن أمكنه فإذا أرشده الله تعالى إلى ما شاء منه عزم عليه وأنفذه متوكلا عليه إذ هذه غاية الاجتهاد المطلوب وبهذا أمر الله تعالى نبيه في هذه الآية “وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ”فهل سيكون هناك أفضل منه يتخذ الأصلح لكل من حوله وبالرغم من معرفة الناس بكل تلك الأمور إلا أن الغرور والتكبر هو من يجعل كل شخصاً يتسبب في حدوث النزاعات والفرقة في داخل المجتمع الواحد لقد نجح الشيطان في تفريق قلوبنا وشق صفوفنا ووصل إلى أعماقنا ودواخلنا وزرع فيها الضغائن والأحقاد والكراهية والحسد فصرنا نختلف على أبسط الأشياء ويهجر بعضنا بعضاً على أتفه الأمور فضلاً عن التناحر والاقتتال ولكنه رجس الشيطان وخبثه وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن رضي في التحريش بينهم لقد وقع فينا ما أخبر عنه رسولنا صلى الله عليه وسلم ودبّ فينا داء الأمم قبلنا عندما تفرقوا واختلفوا فاختلفت قلوبهم وتصدع بنيانهم وحلت القسوة في صدورهم بسبب هذا التفرق والاختلاف فهل رجعنا للصواب

اترك رد