عبدالماجد عبدالحميد يكتب : أسرار الإستقبال الخرافي للبرهان في القاهرة !

السودان

رصد : الرآية نيوز

عبدالماجد عبدالحميد يكتب :
أسرار الإستقبال الخرافي للبرهان في القاهرة !

مراسم استقبال البرهان اليوم في القاهرة لها مايبررها ..السيسي خرج بنفسه لاستقبال ضيفه الذي زار مصر أكثر من مرة في زيارات خاصة وزيارة حكومة لحكومة وزيارة رئاسية وفقاً للترتيب البروتوكولي لمراسم استقبال كبار الضيوف والرؤساء في مصر ..
• وسائل التواصل الاجتماعي في السودان تناقلت قبل أيام ماقالت إنه استقبال فاتر للبرهان في كلٍ من الأمارات والسعودية وهو مارصدته أعين الرقابة المصرية في الخرطوم ونقلته للقاهرة التي أعدت استقبالاً فوق المعدل للفريق البرهان ..
• هذا من حيث الشكل ..أما من حيث المضمون فإن زيارة البرهان لمصر تأتي في إطار التشاور الذي تجريه مجموعة البرهان مع دول الطوق العربي والأفريقي ..الضغوط الأمريكية تزايدت علي السودان مؤخراً ليس بسبب مايتم تداوله عن تصعيد العنف تجاه المحتجين السلميين المطالبين بحكومة مدنية ، هذه ليست المشكلة لأن المعلوم أن أمريكا وحلفاءها العرب في المنطقة قد تجاوزوا حقبة الحرية والتغيير وباتوا علي قناعة بعدم جدوي التعويل علي شتات الناشطين في إدارة ملفات الحكم والسياسة في السودان ..قضية أمريكا الراهنة تتعلق بمخاوفها الجدية من اعتزام السودان المضي قدماً في تحالفه غير المعلن مع روسيا وخاصة أمر القاعدة الروسية في البحر الأحمر والذي أخذته أمريكا مأخذ الجد ومن ذلك حضور مبعوث أمريكي خاص هبط قبل يومين في الخرطوم ودخل في أحاديث ساخنة مع الجانب السوداني لتحديد موقفه النهائي من موضوع القاعدة الروسية بالبحر الأحمر والتي باتت شغلاً شاغلاً لواشنطن برغم كابوس الحرب الروسية علي أوكرانيا..

• البرهان في القاهرة إذن بطلب أمريكي لمزيد من الضغوط والتفاصيل غير المعلنة ..
• الفريق البرهان والمجموعة المحيطة به أصبحوا يتعاملون ببراغماتية ظاهرة للمتابع في الآونة الأخيرة ..الزيارة الأخيرة للبرهان لكلٍ من الرياض وأبوظبي شهدت صراحةً تجاوزت حدود المعدل مع العاصمتين الخليجيتين ..لم يعد الأمر كما كان سابقاً أن يطلب السودان علي استحياء دعماً خلًيجياً بالوقود والقمح وودائع دولارية لسند البنك المركزي .. هذه المرة كان البرهان واضحاً ومحدداً في طلبه ..إنه يريد دعماً واضحاً ومباشراً ليقوي علي مواجهة المظاهرات والقلاقل التي تسعي لاسقاطه .. والبديل حال سقوط تحالف البرهان وحميدتي هو تحالف اليسار العلماني بنسخته النيولبرالية والتي أظهرت عداءاً سافراً لمحور الرياض ، أبوظبي والقاهرة ..
• البرهان يطالب بدعم مباشر لتسكين الأزمات الاقتصادية ولجم تصاعد الدولار وعندها ليس عسيراً التحكم في متابعة وملاحقة المظاهرات الشعبية التي أضحت روتينية وغير مؤثرة وستبور بضاعتها أكثر حال استقرار ميزان الخبز والوقود والدولار !!
• هذه الأيام تقدمت القاهرة بعروض جدية للسودان لشراء كميات إضافية من القطن والذي شهد إنتاجاً مقدراً هذا العام ..القاهرة رفعت عرض شراء قطن سوداني بقيمة مليار دولار وهو مبلغ مهول إن علمنا أن جملة ما ظلت تدفعه مصر لشراء قطن من السودان لم يتجاوز حاجز ال300مليون دولار طيلة السنوات الأخيرة.
• رب ضارة نافعة ، فقد أحدثت حرب روسيا علي أوكرانيا زلزالاً في سوق القمح العالمي ولك أن تتخيل حجم الفجوة التي تواجهها مصر إن علمت أنها كانت تستورد15مليون طن من قمح السهول السيبرية التي تنتج أكثر من25 مليون طن حيث تراجع هذا الإنتاج إلي الثلث مما دفع مصر لرفع صفارة الإنذار باتباع إجراءات صارمة حدّت من تصدير المنتجات التي تعتمد علي القمح وهو مايفسر زيادة أسعار بضائع مثل الشبس والفيشار وغيرها من المنتجات المصرية التي تعتمد في صناعتها علي القمح وهي منتجات ظلت تغزو السوق السوداني بكثافة تقلّصت هذه الأيام للأسباب المذكورة سابقه ..
• مصر تبحث عن أسواق جديدة لشراء القمح السوداني .. مصر تريد مزيداً من التسهيلات لاستيراد اللحوم من السودان وليس في الأمر غرابة ..فمصر هي أكبر مستورد ومستهلك لللحوم السودانية ..
• كل هذا يبدو أمراً معلوماً ومقبولاً لرفع سقف الاستقبال الخرافي للبرهان بالقاهرة ..
• لكن مالايبدو ظاهراً أن مصر الرسمية باتت هي مركز صناعة مستقبل الرئاسة في السودان . المجموعة المحيطة بالفريق البرهان تخطط عملياً لإنتخابات رئاسية في السودان وهي خطوة تحتاج لمشاورات وتكتيكات مركزها القاهرة وهو أمر يحتاج لإخراج محكم وسيناريو متقن ..وجولة البرهان التي ستأخذه لعدة دول أفريقية وعربية خلال المرحلة المقبلة ستركز علي التشاور في هذه الجزئية المهمة .
• الفريق البرهان سيأخذ علي محمل الجد النصيحة الغالية التي قدمها له قبل أيام الرئيس موسفيني والذي سأل البرهان عن سبب تأخره في تنظيم إنتخابات مبكرة ..قال له البرهان إن الإنتخابات المبكرة ستأتي بالإسلاميين مرة أخري ..قال له موسفيني :وأين المشكلة إن جاءت الإنتخابات بك رئيساً للبلاد وأعطت الإسلاميين وحلفاءهم من القوي الوطنية الأخري مقاعد في الدوائر الإنتخابية شريطة أن يقود هذا التكتيك إلي استقرار السودان بموافقة دولية وإقليمية؟!
• لم أتمكن من الحصول علي إجابة الفريق البرهان علي المقترح الماكر للرئيس اليوغندي موسفيني ..لكن الرجل يبحث بلاشك عن مخرج للمأزق السوداني الحالي بأفكار خارج الصندوق لكن بطريقة يمكن التحكم فيها داخلياً وخارجياً
نقلا عن صحيفة ( مصادر )

اترك رد