إبراهيم عثمان يكتب : أخلاق الصغار

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

أخلاق الصغار

كلما تظن أن القحاطي قد تدنى ووصل إلى القاع، ستتفاجأ بأنه لا زال يحفر وفي حالة نزول دائم في مشوار “تسفُّل” لا قاع له .. ومقابل المثالية المزيفة الكاملة والمسطرة شديدة الحساسية التي يقيس بها أفعال الغير، يسمح القحاطي لنفسه بكل شئ مهما كانت درجة مفارقته للدين والأخلاق والعادات و( الرجالة ) .

تُرى من أي قاع يكتب أؤلئك الذين بلغت بهم البجاحة حد الاعتراض على انتهاء أحد أوجه ظلمهم لبروف غندور وإخوانه بعد الحكم القضائي ببراءتهم، ومن أي مستوى تضليل يستمدون الجرأة على ( اتهام ) البرهان بأنه قد أطلق سراحهم رغم إدانتهم .. وبأي درجة استغفال يصورون أنفسهم كمظلومين في هذه القضية الملفقة وفي موقع الهجوم المتحدي لا الدفاع المنكسر الذي يُفترَض أن تجبرهم عليه كل الحقائق المتعلقة بهذه القضية/الفضيحة مكتملة الأركان :-
– بما حدث فيها من تسييس كامل مفضوح تماماً ومن تشهير بالكذب والبهتان .
– وبعجزهم عن الرد على أقوال الحواتي وتقديم شهادة بديلة، أو أي أدلة حتى لو كانت ملفقة تسوِّغ اعتراضهم على حكم البراءة .
– وبما ثبت من رشوة وابتزاز للمتهم/الشاهد الحواتي .. ومن ضعف أقوال المقدم تمكين عبد الله سليمان الذي قال إنه أعطى الأموال للحواتي كسلفة على أن يستلمها من شقيقته !!
– وبحقيقة أن الأبرياء قضوا سنتين في السجن بلا محاكمة في ظل سلطة قحت التي اعتقلتهم ..
– وبحقيقة أن دور البرهان في القضية كان هو الصمت، وربما المساعدة، على الظلم أثناء حكم قحت، وإضافة شهور اعتقال أخرى بعد إعادة اعتقال الأبرياء بعد إطلاق سراحهم بالضمان بواسطة النائب العام السابق …
– وبحقيقة أن بعض المعتقلين تأذوا صحياً، وأنه إذا كان فيهم من مات أثناء الاعتقال، فإن رد الفعل المؤكد من كثير من القحاتة هو الشماتة ( من يستطيع أن يجادل بأن هذا ما كان ليحدث ؟)
– وبحقيقة أن القحاطة لا يجدون في كتاب حقوق الإنسان الذي يدعون حفظه كاملاً جملةً واحدة تجعلهم يشعرون بأقل درجات الحرج في قضية كهذه ..

هل بعد هذا القاع من قاع ؟ مع قحت المؤكد أن الإجابة ستكون نعم ..

إذا أردت تمثيل قحت بأخلاقها، وسلوكها، وعاداتها، وأهدافها وطرق وصولها إليها في رجل فمن الصعب أن تتصوره شهماً كريماً، ضو قبيلة، أو فارس حوبة، أو مقنع كاشفات، أو قدوة حسنة لغيره صاحب مبادئ وأخلاق يطمع في شئ منها حتى خصومه .. ستجد أن خير من يمثلها هو “راستا” فارغ الرأس منكوش الشعر ناصل البنطال لا “قيود” دينية أو أخلاقية أو عرفية تقف أمام أقواله وأفعاله التي تؤسس للتفلت والأنانية وكل القبائح، لا يقبله كريمٌ زوجاً لبنته أو أي من قريباته، ولا يقبل رئاسته أصيلٌ سليم الوجدان يتطلع إلى المثال كما يعرفه أصحاب الهمم والمروءات، ولا يزكيه إلا نديم كأس أو صنف ..

في الحقيقة هذا ناتج طبيعي لصغر أحزاب الفكة القحتية، فهي تثبت صغرها في أثناء سعيها لإثبات العكس، فعقدة الصغر تتلبسها بالكامل ولا تستطيع منها فكاكاً، ولهذا لا تستطيع مجرد تمثيل شخصية الكبار أصحاب المبادئ التي تمنعهم من كثير من التورطات والارتكابات، وتجعل خصومهم يستفيدون منها بأي شكل مهما قلت درجة الاستفادة ..

وفي أثناء محاولات قحت لتشيطنة خصومها بالكامل وجعلهم غير مستحقين لتفعيل أي مبدأ أو قانون أو حق إنساني في أثناء التعامل معهم، تشيطن نفسها تماماً، وتتعرى من أي غطاء، وتضع قبحها أمام أعين الجميع، بحيث لا تعمى عنه إلا عين حولاء في رأس شخص قبيح مثلها ومعتل الدواخل ..

في الحقيقة كانت قحت ولا زالت وسنظل، إن أتيحت لها الفرصة، تقتبس من الشيطان في كل شئ : في الاعتقالات، وفي تسييس العدالة ، وفي الظلم وإدعاء المظلومية، وفي الدوس الاقتصادي للشعب، وفي استغفال الشعب وتخديره وتضليله، وفي الحرب على الدين، وفي العمالة للخارج، وفي تحريضه وطلب عقوباته، وفي الدياثة، وفي فجور المواكب والمنابر، وفي تخريب الشوارع ، وفي قتل رجال الجيش والشرطة وغيرهم .. إلخ

إبراهيم عثمان

اترك رد