إسحق أحمد فضل الله يكتب : تحليل و غناء البرهان

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز


تحليل و غناء البرهان

آخر الليل
إسحق أحمد فضل الله
الأثنين/١٨/يناير/٢٠٢١
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحوار أمس في القاعة والخارجية وفي مكاتب قحت ومكاتب الجيش والشارع الحوار هذا كان ( يُعد) بدقة وكل جهة تُذاكر وترتب ما تقول قبل الوصول إلى قاعة الإحتفال
والحوار كان هو حوار القذائف …
وحمدوك يقول … ويقول …
والبرهان يقول و يقول
والأمارات التي تضع الكلمات في فم حمدوك تقول والشيوعي بلسان جهات أخرى يقول … و … والجهات تسمع
وكل جهة تستمع ثم تحشر ما تسمعه في المعمل وتسكب عليه الأحماض وتمسك بالورقة والقلم وتسجل النتائج ..
وأمس وقبل الذهاب إلى الحفل الشيوعيون يقولون إن الإسلاميين يكسبون الأرض بسبب ما تقوله قحت عن الجيش وما تفعله
وأنه يجب إيقاف ذلك
و حمدوك يشهد الإحتفال وهو يختنق تحت المتناقضات
وحمدوك يدخل القاعة والعيون التي تنظر إليه تستعيد إشاعة البيع
وتستعيد الإستغراب الهائل حين يسكت الرجل عن نفي الإشاعة التي تكسر الظهر
والتفسير عند الناس يجعل الأمر يعني أن حمدوك يغوص أكثر وأكثر حين يُغازل آبي أحمد
والتفسير يذهب إلى أن حمدوك سوف يستغل منصة إحتفال الجيش أمس ليستعيد كل مواقعة بخطاب قوي ترتدي كلماته الكاكي ….
والتفسير يذهب إلى أن الشيوعي والإمارات يجعلون حمدوك يشهد الحفل حتى لا يصبح غيابه عن حفل الجيش إعلاناً كاملاً بالقطيعة
وحمدوك في الإحتفال محملاً بكل هذا كان لا بد له من أن يتحدَّث
وحمدوك الذي لا هو يستطيع أن ينفي ولا هو يستطيع أن يثبت يكتفي بإعلان أنه مع الجيش في ما يفعل
…………
والجملة تبدو مفيدة لكن المعامل التي تفسر كل شيء تحت التربيزة تسمع حديث البرهان الذي تعمَّد أن يكون رداً دقيقاً محسوباً على حديث حمدوك .
وحمدوك كان خطابه محملاً بكل أحداث و احاديث قحت لأسابيع
والبرهان كان حديثه محملاً بالأحداث والأحاديث ذاتها
والبرهان و في ذكاء واسع يجعل من حديث حمدوك مسرحاً للرد على كل شيء
البرهان يشكر كل ( من ساندوا الجيش )
والناس في القاعة يجردون رصيد قحت في مساندة الجيش ويفهمون ما يقصده البرهان
والبرهان في حديثه يشير إلى ( المخذِّلين) والناس ذاكرتهم تستعيد موقف كل جهة لتعرف من هم المخذِّلون الذي يشير إليهم الجيش الغاضب
بعدها البرهان يشير إلى شيء هو ( محور ) الخطابين معاً خطاب حمدوك وخطاب البرهان
فالسيد حمدوك في الأيام الماضية يتحدَّث عن ( التعاون ) بين إثيوبيا والسودان لتنمية الفشقة
قبلها حمدوك كان يشير إلى الفشقة السودانية كلها بإعتبارها ( أرض متنازع عليها ) الجملة التي تعني أن السودان يتشكك في ملكيتة للفشقة
وأمس / في خطابه الدقيق / البرهان يطلب من رجال الأعمال تنمية الفشقة
ولا أحد بالطبع يطلب من مواطنيه تنمية أرض أجنبية متنازع عليها
والجملة هذه التي تبدو هادئة هي الأمر كله بضربة واحدة
…..
و حديث الشيوعيين عن أن قحت تخسر الجيش والشعب و عن أن الإسلاميين بدعمهم للجيش يقودون الشارع ويعودون للواجهة حديث كان يطل بجهه أمس في إحتفال الجيش
………
وأمس / وكأنه يجرتق الفشل الكامل للشيوعي / حزب الأمة يصدر بياناً عن المجلس الجديد يطالب فيه أن يكون تمثيل كل حزب في المجلس حسب وزنه أول عام تسعة وثمانين
و البيان الذي يبدو هيناً هو في حقيقته شيء يجعل الشيوعي يعرف حجمه
فالناس سوف تلتفت يميناً و تجد أن حزب الأمة كان حزباً له ستين مقعداً في البرلمان
وأن الشيوعي كان حزباً له مقعدان
ونقد يوجز الصورة حين يقول في خطابه في البرلمان
( سيدي الرئيس …. إن الحزب الشيوعي ليس تمومة جرتق … )
المدهش هو أن الشيوعي اليوم وقبل اليوم هو تمومة جرتق
وأن حزب الأمة اليوم هو بوخة مرقة
وأن الإسلام اليوم و الجيش هما السودان كله
وراجع مباراة البرهان وحمدوك أمس .

اترك رد