حليم عباس يكتب : إجراءات ٢٥ اكتوبر هل كانت ضد الدعم السريع ؟!

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

حليم عباس يكتب :
إجراءات ٢٥ اكتوبر هل كانت ضد الدعم السريع ؟!

كنت أقول أن نفوذ حميدتي و قوات الدعم السريع التابعة له قد تراجع بعد إجراءات 25 اكتوبر كنتيجة لفقدانه للغطاء السياسي الذي كانت توفره له قوى الثورة بوصفه شريكاً بشكل اصيل في التغيير الذي أطاح بالبشير ثم بالفريق عوض ابنعوف، و أصبح بالتالي في موقف أضعف أمام الجيش و أمام القوى السياسية و الإسلاميين بالذات. و لكن الصحفي Montaser Ebrahim يقرأ وضعية حميدتي و الدعم السريع بعد 25 اكتوبر بشكل أكثر درامية؛ إذ يقول أن اجراءات 25 اكتوبر هي في الواقع انقلاب على وضعية الدعم السريع التي فرضتها كورنثيا كقوة رديفة للجيش و إعادتها إلى قوة تابعة له، و أن الإطاحة بالمدنيين ضمن هذه العملية تبدو أقرب إلى التمويه؛ بمعنى أن الهدف الأساسي هو تصحيح وضعية الدعم السريع. تحليل بديع و مدهش!

تابعت قبل قليل كلمة الفريق البرهان في إفطار قوات الدعم السريع و كان يقف خلفه السيد حميدتي و هو يرتدي الزي العسكري الخاص بقوات الدعم السريع، و لكن وقفته بدت أقرب إلى وقفة الجندي خلف القائد، وقفة عسكرية منضبطة لا تعطي أي انطباع بالندية بين الجيش و الدعم السريع. و إنه لأمر ذو دلالة بالنسبة للتحليل الذي يقدمه منتصر أن خطاب البرهان خلا تقريباً من اي إشارة إلى “الدعم السريع” كقوة منفصلة و كان يستخدم دائما كلمة “القوات”. و يبدو أن ثنائية جيش- دعم سريع التي كانت قائمة طوال فترة ما بعد كورنثيا قد اختفت. البرهان كان يتكلم كقائد يخاطب قواته، و يقف خلفه -بانضباط- أحد القادة. و هو ما ينبغي أن يكون؛ جيش واحد تحت قيادة واحدة هي قيادة مؤسسة القوات المسلحة.
النتيجة النهائية للتحليلين، تحليلي و تحليل منتصر، هي نفسها؛ تراجع نفوذ الدعم السريع و معه نفوذ حميدتي شخصياً بعد اجراءات 25 اكتوبر. و لكن منتصر يرى و بجرأة مثيرة للإعجاب أن 25 اكتوبر هي في المقام الأول انقلاب على المادة 70 في وثيقة كورنثيا التي جعلت الدعم السريع رديفاً للجيش و نداً له، و أن قحت أقرب إلى الضحية العرضية لهذا الانقلاب. ربما لدى الرجل- كونه صحفياً- معلومات حول الأمر. و لكن على اية حال يبدو بالفعل أن النتيجة هي نفسها، الدعم السريع سيعود إلى حجمه الطبيعي كقوة تابعة للجيش، مثل قوات أخرى كثيرة عملت تحت إمرة الجيش كقوات الدفاع الشعبي و غيرها من المليشيات. و في النهاية لا يصح إلا الصحيح.

اترك رد