إسحق أحمد فضل الله يكتب : رسالة إلى رفيق

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

رسالة إلى رفيق

آخر الليل
إسحق أحمد فضل الله
الثلاثاء /١٩/يناير/٢٠٢١
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
سيادة الرفيق …… عضو مركزية الشيوعي
مساء اليوم يصل إليك رسول خاص جداً يحمل إليك رسالة سرية جداً … سرية إلى درجة أن من يحمل إليك الرسالة يبقى ولا ينصرف إلا بعد أن تقرأ الرسالة ثم تحرقها أمامه
والرسالة هي تقرير الحزب عن إجتماع الأمس في الخرطوم ( ٢ ) الإجتماع الذي لأهميته لا يتخلف عنه أحد عدا صديق يوسف الذي يقيم في القاهرة ..
والتقرير دقيق وخطير وسري لأنه يشمل كل ما يعده الحزب للمرحلة القادمة … وفيه كل ما يحمله الحزب في بطنه للجيش والأحزاب وقحت والناصري … و…
والإجتماع الحسم فيه يجعله يبدأ بغسل الحزب من الأخطاء … ويوجِّه بمحاكمة عضو اللجنة الذي شوهِّد وهو يضاحك حميدتي في دارفور
( في خرق فاضح لتقليد الحزب الذي هو تاريخه كله ضد العسكر )
وفي الإجتماع يصيح من يلطم المائدة وهو يقول
: الحزب لا يقبل هذا حتى من مستجد … فكيف نقبله من عضو قيادي ؟؟
والحسم يحدد أسبوعاً للمحاكمة والحكم
و الحزب مثلها يحدد أسبوعاً لإطلاق الحملة القادمة للتعامل الجديد مع البعث والجيش والناصريو …
وحديث الناصري يذهب إلى الإعلام والتلفزيون وبالتالي إلى الجيش الذي تُغطي تحركاته الأحداث
والحزب حين يجد أنه يستحيل عليه
أن يستمر في موقفه ضد الجيش وأنه يستحيل عليه أن ينشر أخبار الجيش ( التي هي إنتصارات رائعة) الحزب يقرر أن يبث الإعلام أخبار الجيش بصورة لا يخرج منها أحد شيء
والإجتماع الحاد حين يستعيد أن صديق يوسف ما كان ليوافق على عداء الجيش يفاجأ بالقيادي يلطم المائدة ويصرخ
: أنا ثوري مصادم …. واللي ما عايز يمشي …. وأنا أسلوب أولاد أمدرمان دا ما بينفع معاي
والشباب يُحدِّثون عن أن الرجل يحمل للإسلاميين عداء أحمر… أحمر جداً
لكن الحديث يضطر إلى تجاوز الصراخ المهتاج إلى العقل الهادئ حين يصل إلى التعامل مع الجهات كلها
قالوا … الحزب أخطأ حين إنسحب من قحت
قال آخر : كان لا بد من المفاصلة
لكن الحزب يجد أن مركبه يجف البحر من تحتها وأن الآخرين لا بد منهم …. و يجد أن الآخرين لا بد من العداء لهم
والحزب يجمع بين هذا وهذا بأسلوب جديد
الحزب يخطط لتحالف له كل صفات الخنجر …. خفيف …. حاد ويقود بأسلوب يجعل كل جهة تظن أنها هي من يقود الحزب بينما الجهة تلك تركب في الحقيقة ظهر النمر
والحديث الذي يقول أن هناك من لا يخدعهم الأسلوب هذا يجعل الدقير نموذجاً
والحزب الذي يتشكك في نوايا الدقير يوجِّه بالبحث في
ما تحت رحلة الدقير إلى لندن العام الماضي وعما إذا كانت الرحلة للعلاج أم لشيء آخر
والتفكير الهادئ الذي يتجاوز الأمنيات إلى الواقع يقرر البحث في
× هل نحن نفقد الشارع
ولماذا فشل حشد المهنيين فشلاً مؤلماً قبل أيام ( قال … وفَّرنا لهم كل شيء …. وفشلوا في جمع مائة شخص)
و …..
السيد الرفيق … نبعث إليك بما دار في الإجتماع السري والخطير للحزب حتى تستعد لإجتماع الحزب الأسبوع القادم
نرجو حرق الوثيقة السرية هذه بعد القراءة

اترك رد