عبداللطيف كبير يكتب : نداء الوطن.. (1)

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

عبداللطيف كبير يكتب :

نداء الوطن.. (1)

الناظر بعين التقصي لجذور المشكلات و الأزمات التي ظل يعاني منها الوطن عبر الحقب يجد أن كل القوى والنخب السياسية التي تشاركت حكم البلاد منذ فجر الإستقلال شريكة في صناعتها بلا إستثناء من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار سواءا كانت أزمة الإقتصاد والتنمية أو نظام الحكم والإحتقان السياسي المزمن أو الإحتراب القبلي وغيرها من المسببات التي أقعدت السودان كونه بلدا غني بموارده البشرية والمادية التي تؤهله للإنطلاق كدولة عظمي تمتلك أسباب التقدم والإزدهار وتستند إلي إرث ضخم ضارب في جذور التأريخ بممالكه القديمة وحضاراته المتنوعة .

مثلت ثورة ديسمبر المجيدة ولاتزال فرصة جديرة بالإغتنام ليجتمع السودانيين كافة علي صعيدها صفا واحدا لأجل بناء الوطن .. وما يفسد تلك الفرصة سوى تمترس بعض القوى السياسية عند محطة التعالي والنظر لكل مكونات الشعب السوداني بعين (الإستنكار) وإزدراء المواقف وخلع صكوك الوطنية وبردتها علي هؤلاء وحرمان أولئك دونما منطق ولا حجة فهل يستطيع أحد أن يجرد سوداني من حقه في المواطنة ?!!!

والهدف تعميق الجراحات وإحالة خيارات الحلول أصفارا لا تقبل القسمة حتي علي نفسها وبعثرة القواسم المشتركة بين مكونات هذا الشعب الذي حباه الله بالتعدد والتنوع وإحالتها إلي سراب بعيد المنال تستحيل معه خطوات التقدم إلي الأمام ..

فمن ياسادتي يمتلك هذه الصكوك دون الآخرين ليوزعها كيف يشاء?!

لا أعمق من نداء الوطن ولا أدعي للإستجابة غيره ولا أوجب من الترفع والتسامى فوق الجراح من أجل الوطن

قطعا لا مناص من رد الحقوق إلي أهلها بالعدل وإعمال القانون وبسط الحريات وحمايتها وذلك لن يتأتي إلا عبر التوافق والإتفاق الجهير دون التمترس فوق المواقف المتحجرة وبعيدا عن نظرية الإقصاء وجدل المنتصر والمهزوم الذي لن يجر الوطن الإ للإنزلاق !!

الدعوة تتجدد من منصة الوطنية فقط لا غير لكل حادب علي مصلحة هذه البلاد خاصة أهل الإعلام والفكر وصناع الرآي لتبني وإبتدار خطاب ملح وعاجل لجمع الصف الوطني وإختراق الحجب والحواجز بين كافة المكونات وتوحيد الرآي العام لإنهاء حالة التوهان والإختناق التي تعيشها بلادنا .. والإبتعاد عن دعم حملات التشنج السياسي والتخريب الإجتماعي الممنهج وخطاب الكراهية والتشكيك في الزمم .. أما صكوك الوطنية فهي للجميع طالما تجمعهم أرض السودان وسمائه ونيله العظيم .. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل..

عبداللطيف كبير
العاشر من مايو 2022م

اترك رد