علاء الدين محمد ابكر يكتب : اخشي عليكم عذاب كيوم “الظلّة” بسبب جشع التجار

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

علاء الدين محمد ابكر يكتب :

اخشي عليكم عذاب كيوم “الظلّة” بسبب جشع التجار

عذّب الله قوم شعيب بثلاثة أصنافٍ من العذاب، تتناسب مع ما قالوه لشعيب أثناء دعوتهم، وردت هذه الأصناف في الآيات القرآنيّة، وهي:

الرّجفة

فقد قالوا لنبيّ الله شعيب: (لَنُخرِجَنَّكَ يا شُعَيبُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَكَ مِن قَريَتِنا أَو لَتَعودُنَّ في مِلَّتِنا قالَ أَوَلَو كُنّا كارِهينَ)،
فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين.

الصّيحة

حيث كانت ردة فعلهم على دعوة سيّدنا شعيب لهم الاستهزاء به، فقالوا: (أَصَلاتُكَ تَأمُرُكَ أَن نَترُكَ ما يَعبُدُ آباؤُنا أَو أَن نَفعَلَ في أَموالِنا ما نَشاءُ إِنَّكَ لَأَنتَ الحَليمُ الرَّشيدُ)، فقد استهزؤوا به، فأرسل الله عليهم الصّيحة لتوقفهم عن فعلهم، قال -تعالى-: (وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ)

عذاب يوم الظلّة

فقد عاندوا نبيّهم وقالوا له: (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ)،فأرسل الله عليهم عذاب الظلّة بعدما اشتد عليهم الحر سبعة أيامٍ، فلمّا استظلّوا بها اشتعلت فوق رؤوسهم ناراً، قال -تعالى-: (فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).

لقد بعث الله الانبياء لاجل اخراج الناس من عبادة العباد الي عبادة رب العباد والعمل على النهي عن المنكر و الامر بالمعروف وبث روح التعاون ومحاربة الفساد والمفسدين والجشع وهي قواسم مشتركة بين معظم الرسائل السماوية فنجد قوم سيدنا شعيب كانوا أهل تجارة وزراعة وتمر وبديارهم واحدة من أهم الطرق التجارية أنذاك، إلا أنهم كانوا يتعاملون مع الناس بالغش والمكر والخداع، فهم إذا اكتالوا على الناس يستوفون ويزيدون عما يستحقون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون وينقصون، ولا يعطونهم ما يستحقون. فنهاهم شعيب من مغبة هذه الأفعال الشنيعة والمعاملات السيئة فلم يأبهوا بما يقول فذكرهم شعيب بعاقبة هذا الأمر فردوا عليه بالتكذيب لنبوته فطالهم من الله عذاب عظيم فسلّط عليهم الحرّ لمدة سبعة أيّام، وبعد ذلك بعث عليهم سحابة، فذهب أحدهم تحتها، فإذ بها ظلٌّ، وفيها البرد والراحة، فدعى قومه للاستظلال بظلّها. فما إن أتَوا واستقروا تحت ظلّها حتّى استبدل الله البرد والراحة بعذاب ونار شديدة، قال -تعالى-: (فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ* إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)

وبكل اسف كثير من المسلمين يقرءون السيرة بدون ايمان لمعرفة اسباب نزول ايات القران الكريم والاطلاع علي مصير الاقوام التي سبقتهم وفي السودان انتشر الفساد والغش والخداع فلا يوجد حاكم يهتم بامر المواطنين ولا تاجر صدوق صادق يخاف الله وصار السوق تحت رحمة التجار الجشعين يفتكون بالمساكين برفع الاسعار بدون ان يجدوا الردع من جانب الحكومة والتي هي كذلك تمارس ضغط رهيب علي المواطنين برفعها للدعم الحكومي عم الخبز دع عنك بقية الخدمات الاخري مثل العلاج والتعليم والمواصلات والكهرباء والاتصالات فحتي الخبز الذي يعتبر عصب الحياة للمواطنيين ارتفع بشكل مبالغ فيه فبات الجوع هو سيد الموقف مما دفع العديد من الناس الي الانحراف عن جادة الصواب بالانغماس في الجرائم بسبب الحوجة و لم تبادر الحكومة الي الاعتراف بالمشكلة بمثل ماقام به سيدنا عمر بن الخطاب عندما حدثت مجاعة عام الرمادة و عام الرمادة تسمية لسنة قحط وجدب وجوع أصابت المدينة المنورة وما حولها زمن خلافة عمر بن الخطاب، تؤرخ هذه الفترة برجوع النّاس من الحج سنة 18هـ وحتى تسعة أشهر، فيه صارت الأرض كلّها سوداء، فشبّهت بالرماد، وفي ذلك تعليل التسمية بعام الرمادة لجأ الناس إلى أمير المؤمنين فانفق فيهم من حواصل بيت المال مما فيه من الأطعمة والأموال حتى أنفذه. ألزم عمر نفسه أن لا يأكل سمنا ولا سمينا حتى يكشف ما بالناس. فكان في زمن الخصب يبث له الخبز باللبن والسمن ثم كان عام الرمادة يبث له بالزيت والخل، وكان يستمرئ الزيت ولايشبع مع ذلك فاسود لون عمر وتغير جسمه حتى كاد يخشى عليه من الضعف. كذلك أكثر عمر بن الخطاب من التضرع والابتهال كما خرج لصلاة الاستسقاء بعد أن استنفذ بيت المال ولم تنته الأزمة كاتب عمر الأمصار طالباً العون فجاءه المدد من أبي عبيدة عامر بن الجراح ومن أبي موسى الأشعري فأرسل إليه عمرو بن العاص بألف بعير تحمل الدقيق، وبعث في البحر بعشرين سفينة تحمل الدهن، وبعث إليه بخمسةِ آلاف كِساء، وأرسل إلى سعد بن أبي وقاص فأرسل له بثلاثةِ آلاف بعير تحمل الدقيق، وبعث إليه بثلاثةِ ألاف عباءة، وأرسل إلى والي الشام فبعث إليه بألفي بعير تحمل الزاد، ونحوُ ذلك مما حصل من مواساة المسلمين لبعضهم واستمر هذا الحال في الناس تسعة أشهر ثم تحول إلى الخصب والدعة وانتشر الناس عن المدينة إلى أماكنهم هكذا عالج سيدنا عمر بن الخطاب تلك الازمة الاقتصادية بالصدق والايمان عكس حكام السودان اليوم الذين وضعوا كل توكل لهم علي عاتق البنك الدولي لاجل اصلاح الحال وانما الاصلاح بالاعتماد على الله ومن ثم العمل علي فلاحة الارض فقد منح الله بلادنا كل شي من خيرات الطبيعية واذا استمر تجويع الناس بهذا الشكل مع ترك التجار الجشعين يسرحون ويمرحون في البلاد فان الله سوف يسلط عليكم من لا يحرم فدعاء الفقراء والمعدمين لا حجاب بينه والسماء والحر جند من جنود الله وما ارتفاع درجة الحرارة هذه الايام الا غضب من الله بسبب مايحدث من فساد وظلم وتجويع للشعب

اللهم انت تعلم حال اهل السودان خاصة الفقراء والمساكين والمرضي اللهم ارزقهم من الثمرات ومن خير تخرج الارض وارفع عنهم حر السموم واجعل خريف هذا العام خير واحفظ منازلهم وحياتهم وانزل غضبك علي كل من لايريد خير للفقراء ويسعي الي تجويعهم وانشر الخوف بين اعداء الفقراء وانصر من يريد لهم الخير انك سميع مجيب الدعاء

ترس اخير

ما منْ حديث ٍ به المُخـْتار يفـْتخرُ إلاّ وكُنْت الذي يعْنيه يا عُمــــــرُ
عام الرمادة ِ أشبعتَ الجياع َ ولمْ تُسـْرفْ، وقد نعموا بالخير ِ وازدهرو وَقـَفـْتَ تدْرأ ُ نَهـاّزا ً ومُنْتفعــــاً فما تطاولَ طمّاعٌ ومُحْتـــــكرُ

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر

𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺

اترك رد