محمد حامد جمعة نوار يكتب:السودان وأثيوبيا سيناريو اليابسة

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

السودان وأثيوبيا سيناريو اليابسة
1
كرر رئيس الاركان الأثيوبي برهانو جولا ؛ بالتزامن مع تصريحات للناطق الرسمي للخارجية الاثيوبية دينا مفتي ؛ كرر اليوم أقواله _ وبالأصح تطابقت أقوالهما _ حول قضية الحدود مع السودان بتكرار _ في الحديثين _ الإشارة غير اللأئقة لما يسمى طرف ثالث يدفع الخرطوم ؛ وتسمية ان القضية تعدي على الحدود وإنتهاك لأراضيها بقوله ان تلك العناصر تقف وراء تجاوز الحدود مستفيدة من التحول السياسي في السودان وعملية إنفاذ القانون التي تم تنفيذها في التقراي. !
أقوال جولا تطابقت في التعابير والمحتوى والتوقيت في اليوم ذاته _ اليوم الأربعاء _ وتركزت على موقفين واضحين الاول ان السودان تجاوز الحدود وان الارض اثيوبية وان التفاوض يقتضي الانسحاب (هذا قول الناطق باسم الخارجية الأثيوبية فيما كشف رئيس اركان بلاده عن مفاوضات بين البلدين وصفها وسماها بالعسكرية
2
بالنسبة للسودان ؛ الجيش ينتشر على أراضيه وداخل حدوده ولا سبيل لاي معالجة تتعلق بسحب جندي عن موقعه الحالي وبالتالي يبدو عمليا ان افق تسوية الحل الوسط مغلق وغير ظاهر وإن كان الجيد في تقديري حاليا إمساك الجيش الأثيوبي بملف المعالجة وذلك تطور موضوعي من واقعية ان اثيوبيا اليوم تحكم بما يمكن تسميته (كابينت) عسكري فحزب الازدهار الجديد الحاكم لم يبلغ درجة الحضور السياسي الذي يمثل له ثقل في قضية معقدة مثل التي تثار مع السودان فيما تبدو الحكومة المركزية في زراعها الاثيوبي التنفيذي المدني غير ذات قدرة على الفكاك من أزمات الداخل والتشظيات العرقية التي بشكل ما جعلت حتى حكام الأقاليم تحت إمرة الجيش الفيدرالي برئيس الاركان ونائبه للعمليات ورجل آبي احمد القوي الجنرال الباشا
3
اثيوبيا فيما تدير الملف بتوجهين الاول خطاب دعائي غير دقيق المعلومات لحشد الشارع تجاه قضية وطنية وهذا يفسره التركيز على خزعبلة الطرف الثالث ؛ لإستثارة حساسية الأثيوبيين تجاه مصر اكثر من العرض المنطقي لقضية الاراضي السودانية وفي الوقت نفسه تكون باستخدام عبارات مثل تجاوز وإنتهاك قد سكنت كتل قومية الأمهرا وإن كنت أعتقد ان سحب الملف من دمكي مكنن وزير الخارجية وقيتشاحو اندراجو ونقله لطاولة العسكريين كأنها او لرئيس الوزراء الأثيوبي على الاقل قد تجاوزت معضلة تدخلات وضغط مجموعة القيادات من الامهرا باعتبار ان التوجه الجديد لقادة الجيش والنظام الأثيوبي في شكله العسكري ؛ أقرب لتدشين مركز قوى عسكري غير مبال بالنفوذ العرقي لبعض القوميات وهو ما وضح في الصرامة البينة للجم محاولات الامهرا خلق مسرح عمليات ضد البني شنقول مؤخرا
4
المفاوضات المقبلة مع أثيوبيا حال إنعقادها يمكنني القول انها تتم مع الجهة الحاكمة الان في أديس ابابا ؛ ومع جهة ستحرص على معالجة لان وقوع نزاع مع السودان سيعقد حساباتها الميدانية وهي تدرك تبعات ذلك ويمكن بعد تقييم تلك المفاوضات المنتظرة تحديد وجهة الحرب والسلام بين البلدين ؛ وسيدخل المفاوص السوداني بأفضلية الوضع على الارض والسيطرة فيما يبدو لي جليا ان الموقف العسكري يبدو ارسخ تمركزا في جوانب الدعم السياسي والدبلوماسي الذي يبدو ان للخرطوم فيه مشكلة واضحة.

اترك رد