هشام الشواني يكتب : أوهام مضى وقتها

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

هشام الشواني يكتب :

أوهام مضى وقتها

قوى الحرية والتغيير هي التعبير الحقيقي عن هذه الحقبة السياسية، وسمات هذه الحقبة واضحة وأهمها غياب الحس الوطني في السياسة لصالح التكالب نحو الخارج، النزعة الليبرالية، السياسات النيوليبرالية، التفكك والتحلل الثقافي. الانحطاط العام وتردي الأخلاق والثقافة السياسية.

قوى الحرية والتغيير ناجحة تماما في تمثيل روح العصر، وبالتالي فإن وزنها وثقلها السياسي يأتي من هذه الصفة تحديدا. وبذلك هي تجد دعما قويا من مراكز غربية خارجية، ثم عبر الشعبوية الليبرالية التي تغذيها العولمة تؤثر على فئات اجتماعية شبابية مغسولة الدماغ في ظاهرة مرضية، هذه الفئات مهمتها بجانب الرقص واللعب أن تقدم ضحايا وقرابين للموت وتمهيد الطريق.

نحن إذن أمام مشهد كامل على درجة عالية من الانحطاط والكارثية، وبالتالي فإن على القوى الوطنية والمحافظة أن تعرف أن معركتها ليست مجرد معركة تكتيكية قصيرة المدى، بل هي معركة طويلة المدى واستراتيجية ضد قوى التفكك والتحلل.

اليوم على الجميع أن يعلم حقيقة بسيطة وبديهية تتمثل في أن العودة لما قبل ٢٥ أكتوبر مستحيلة، العودة لهيمنة تيار قوى الحرية والتغيير مستحيلة، والمؤكد كذلك أن عبارات مثل: تمثيل الشعب السوداني، تمثيل قوى الثورة وغيرها. هي عبارات للاستغلال والتكسب السياسي، لا جهة بعينها تمثل كل الشعب، بل لا توجد جهة محددة لتمثل ثورة ديسمبر.

على الطيف السياسي السوداني من اليمين حتى اليسار أن يتوافق على مشتركات تنظم السياسة ومن يرفض ذلك ويرغب في الهيمنة لوحده بدعم خارجي فإننا نقول له : ستسقط حتما ولن تنال أي شيء؛ فتلك أحلام وأوهام قد مضى وقتها.

اترك رد