محجوب فضل بدري يكتب : إذا لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل !! ( ٦)

الخرطوم : الراية نيوز

محجوب فضل بدري يكتب :

إذا لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل !!
( ٦)
– نواصل ما انقطع من تلخيص كتاب وليم كار (أحجار على رقعة الشطرنج)

-وكنا قد انتهينا فى المقال ( ٥) الى ان النورانيين قد تمكنوا من اشعال الثورة الانحليزية (١٦٤٠م-١٦٦٠م) والتى انتهت باطاحة الملك شارل الاول من العرش،واعدامه، وتبع ذلك سلسلة من الاضطرابات الداخلية، والصراعات الدينية، حتى وقف الكاثوليك والبروتستانت، وجها لوجه، فى معارك، مايزال البروتستانت يحتفلون بالنصر فى معركة بورنى، فى اليوم الثانى عشر من يوليو من كل عام،حتى يوم الناس هذا!! بالاضافة الى الحروب الخارجية ضد هولندا، وكل ذلك بتدبير وتمويل الايادى الخفية للنورانيين.

-وانتقلت المؤامرة الى السيطرة على اقتصاد انجلترا حيث كان الهدف الأول للنورانيين(كبار المرابين) هو الحصول على الاذن بتأسيس بنك انجلترا، لتأمين سداد الديون التى استدانتها منهم الحكومة الانجليزية، لتمويل تلك الحروب، والتى لم تحصل منها انجلترا ، او اى بلد عبثت أصابع النورانيين بها، على أى نتيجة ذات فائدة محسوسة، كما لم تحسم-الحروب- أية مشاكل دينية، او سياسية، أو اقتصادية، فقد كان الرابح الوحيد هو تلك المجموعة الصغيرة من(كبار المرابين) وتجار الحروب، وعملائهم، ولا يزالون !!

-وبدات اللعبة بقرض صغير مبلغ(١،٢٥٠،٠٠٠) جنيها تستدينه الخزانة الانجليزية من الصيارفة اليهود، واحتاجت عملية الاستدانة هذه الى مفاوضات سرية جرت داحل كنيسة مغلقة امعانا فى التكتم والسرية، وافق خلالها المرابون على منح الخزانة الانجليزية القرض المطلوب شريطة، ان يضعوا هم بنود الاتفاق، الذى قضى بان تمنح الحكومة الانجليزية للمرابين الحق فى تأسيس بنك انجلترا، وأن يمنح مديرو البنك، الحق فى تحديد سعر العملة الانجليزية بالنسبة للذهب، كما يحق لمديرى بنك انجلترا، اصدار قروض بقيمة عشرة جنيهات، مقابل كل جنيه ذهبى، ويسمح للمديرين بتوثيق القرض الوطنى، وتأمين دفع الأقساط الرئيسيه منه، مع دفع مبالغ الفوائد، عن طريق فرض ضرائب مباشرة على الشعب!!

-وهكذا وفى مقابل هذا القرض الصغير، وبشروطه المجحفة القاسية، وقد بلغ الامر الى حد اصدار العملة البريطانية، مع مبدأ معادلتها بالذهب، وكانت النية المبيتة لدى (بارونات المال) هى عدم تمكين انجلترا من تسديد قروضها القومية ابدا، فقد كانت خطتهم الجهنمية ترمى الى خلق ظروف دولية تؤدى الى توريط العديد من الأمم فى الديون اكثر فأكثر، وتضخم القرض القومى البريطانى، حتى وصل الى مبلغ (٨٨٥،٠٠٠،٠٠٠ جنيه) وقد بدأ كما ذكرنا بمبلع (١،٢٥٠،٠٠٠ جنيه)!!! ولعبت القوى الخفية دورها القذر من وراء ستار، وحركت الدمى المناسبة،(كاحجار على رقعة الشطرنج) ومهدت الطريق للحروب مثل تلك التى عرفت ب(حرب الوراثة الاسبانية)

-تقول الموسوعة اليهودية ان دوق مارلبورو القائد العام للقوات المسلحة الهولندية، كان يتقاضى مبلغ (٦٠٠٠جنيها) كمرتب من المرابى اليهودى الهولندى (سلمون مدنيا)!!! ومدنياااااو!!!!

نواصل…، ان شاء الله.

محجوب فضل بدرى يكتب : اذا لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل (٥)