إبراهيم عثمان يكتب : عن الوثبة القحتية

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

عن الوثبة القحتية

من كثرة إدمان قحت للكذب والتضليل وقلب المعايير، ومن شدة ثقتها في أن الحالة القطيعية قد وصلت إلى المعدل الذي تحتاجه ، لم تعد تبذل أي جهد لتغطية ألاعيبها وقلبها للمعايير، وأصبحت تغطيتها الوحيدة لمواقفها الأكثر قبحاً هي الصعود إلى مسرحها الأخلاقي الوهمي واتهام الآخرين بما فيها، وإعطائهم دروساً ومحاضرات في المصداقية ونُبْل المواقف

المواقف التي تثبت هذا كثيرة، وآخرها موقف قحت من الحوار، فهو يقدِّم إثباتاً صارخاً شديد الوضوح، إذ سخرت قحت من حوار السلام روتانا الذي أقصى بعض الأطراف التي تطالب بإقصائها، ووصفته بحوار الوثبه 2, وتوسعت في الشتائم والاتهامات للمتحاورين، واشترطت إبعادهم عن الحوار، كشرط ضروري، لكنه غير كافٍ، لإنجاز حوار مثمر ذي مصداقية، والشرط الكافي هو أن يقتصر حوارها المنفرد مع المكون العسكري على التسليم والتسلم !!

وأي منصف يحكم بمعيار واحد سيجد أن حوار الوثبة 1، وحوار السلام رونانا متقدمان بسنوات ضوئية على الحوار الذي تريده قحت، وأن قحت هي الأولى بالاتهامات بالأنانية الكاملة ووأن حوارها الذي تريده هو الأولى بأن يُعتمَد كأمثولة للحوارات التي يُضرَب بها المثل في السوء :

– لأنه الحوار الذي تستقوي فيه قحت بالأجنبي، وتحمل معها عصيه وعقوباته إلى قاعة الحوار . وتريد منه أن ينقلها منفردة في وثبة واحدة سريعة ورشيقة من ردهات السفارات إلى مكاتب القصر الجمهوري، ومجلس الوزراء وكل مفاصل الدولة ..

– لأنه الحوار الذي لا تتردد قحت في إقصاء الآخرين منه بصراحة صادمة، ولا تترك مجالاً حتى لاتهامها بالسعي لاستصحابهم كديكور لحوارها ومن ثم لسلطتها المطلقة، فالحوار حوارها والسلطة سلطتها وعلى الجميع الانزواء والانصياع والابتعاد مما لا يعنيهم ..

– لأنه الحوار الذي تحدد قحت مخرجاته مسبقاً، وتطلب اعتمادها كاملةً، بما يفرغه من مضمونه ليكون مجرد عملية شكلية للتسليم والتسلم ، على أن تحدد هي آليات التسليم ..

– لأنه الحوار الذي يعطي قحت، بعد توليها الحكم، الحق في البت في القضايا التي كان يجب أن تخضع للنقاش أثناء الحوار الجماعي …

– لأنه الحوار الذي يرسم ملامحه، وينتظر نتائجه على أحر من الجمر، متهومون بقضايا خيانة أمانة مطلقو السراح بالضمانة، بمساعدة هاربين تطلب النيابة من الجمهور المساعدة في القبض عليهم، ماذا إن تم القبض غداً على الهاربين ؟ هل سيذهبون إلى السجن للتحقيق أم ستضيفهم قحت إلى زملائهم المتهومين في وفدها المحاور ، ويذهبون إلى القاعات لبحث آليات التسليم ؟

– ولأنه الحوار الذي يقسِّم القوى السياسية إلى ثلاث فئات : الفئة المميزة التي يجب أن تنفرد بحوار التسليم والتسلم، وفئة أقل تسمح لها قحت بالمشاركة الشكلية لاحقاً في بعض الترتيبات الخاصة بتمكين حكمها، وفئة ثالثة لا يُسمَح لها بشئ سوى أن تكون على هامش مؤتمر قحت الدستوري ..

– ولأنه الحوار الذي تنطق فيه قحت باسم الشعب، كل الشعب، رغم إنها لا تمثل حتى الشارع الصغير الذي تزعم إنه شارعها، ولهذا كان همها الأول شرح موقفها له لتفادي غضبته التي تتوقعها .

– ولأنه الحوار الذي ما أقدمت عليه قحت إلا بعد قناعتها بأنها لا تملك الشارع، ولا تستطيع عبره تحقيق مرادها ..

إبراهيم عثمان

إبراهيم عثمان يكتب : يا سيدي الحسن الأمريكي براحة

اترك رد