محجوب فضل بدري يكتب : اذا لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل!! ( ٨)

الخرطوم : الراية نيوز

محجوب فضل بدري يكتب :

اذا لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل!!
( ٨)

– نواصل بحول الله وقدرته استعراضنا لكتاب (احجار على رقعة الشطرنج) لوليام كار.

-وقد وجدنا ان ملاحظات (اسحاق دزرائيلى) فى كتابه الضخم (حياة الملك شارل الثانى) فى التشابه الغريب، والتماثل حد التطابق، فى أنماط التخطيط، والاعداد للعمليات التى سبقت الثورتين الانجليزية (١٦٤٠م-١٦٦٠م)، والفرنسية عام ١٧٨٩م!!

فلو اسقطنا هذه الملاحظات على التغيير الذى وقع فى بلادنا لوجدناه وقع الحافر على الحافر، او حذو القذة بالقذة

-وفي الحديث: لتركَبُنَّ سنَنَ من كان قبلَكم حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّة.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويُضرَبُ ذلك مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان،
-وجد النورانيون ضالتهم، فى الخطيب الفرنسى الشهير المركيز ميرابو والذى ينتمى لطبقة النبلاء، ويتمتع بعلاقة صداقة قوية بالدوق دورليان الذى وقع اختيار النورانيون عليه ليكون واجهة للثورة الفرنسية، وكانت نقطة الضعف فى ميرابو هو انغماسه فى حياة التهتك والمجون، والذى اغرى بدوره صديقه الدوق دورليان بقيادة الثورة، ليتولى العرش بعد ابن عمه الملك لويس السادس عشر.كحاكم ديمقراطى وان الهدف من الثورة هو تطهير السياسة، من الدين والخرافات والطغيان، حرية سلام وعدالة !!

– وفى هذا الأثناء كانت خطة النورانيبن تمضى فى اغراق الثنائى (ميرابو/دورليان) بالديون الباهظة، والفضائح المزلزلة، وبوصول الدوق دورليان للقصر الملكى فى فرنسا ( الباليه رويال) كانت ديون المرابين قد اغرقته تماما، والفضائح تحيط به من كل جانب للدرجة التى أعطى موافقته على اعدام ابن عمه الملك لويس وزوجته مارى انطوانيت، تشيعهما لعنات الجماهير الثائرة الواقعة تحت ضغط الاعلام المفبرك،الذى شيطنهما وجعلهما من اصحاب الفواحش والرزيلة والفساد، وطالت احكام الاعدام الآلاف من طبقة النبلاء،(أكثر من ٨٠٠٠ فى سجون باريس وحدها، فى شهر أيلول ١٧٩٢م)، وتحول قصر الدوق الى اضخم ماخور للتهتك،(وللمقارنة مع الفارق البسيط، تحويل دار القرآن الكريم عندنا الى مقر للمثليين)!! وتحولت قاعات الاجتماعات والمسارح، والمعارض الفنية، والاندية الرياضية، الى جلسات للمقامرة، وحانات لتعاطى المسكرات والمخدرات!! لتأكيد المبدا الحاخامى (أفضل الثوريين،شاب مجرد من الأخلاق) ونترك للقارئ مقارنة ما يقرأه هنا بما يراه فى واقع حياته اليوم.

-يقول الكاتب البريطانى الكبير السير والتر سكوت، فى كتابه حياة نابليون، ان الكثير من الحقائق تؤكد ان القوى الخفية(النورانيون) هى التى كانت تقف وراء الثورة الفرنسية، وفى كتاب آخر من تأليف (ج رينيه) بعنوان (حياة روبسير)

-ماكسيمليان فرانسوا روبسبيير ‏ هو محام فرنسي ورجل دولة كان أحد أشهر وأكثر الشخصيات تأثيرا في الثورة الفرنسية. بصفته عضوا في الجمعية الوطنية ونادي اليعاقبة- آه يقول رينيه فى كتابه، شن روبسير هجوما عنيفا امام الجمعية العمومية على من أسماهم بالارهابيين المتطرفين، وقال (اننى لا أجرؤ على تسميتهم هنا !! ) ويضيف الكاتب يبدو ان روبسير قد تلفظ بأكثر مما هو مسموح به، فقد تلقى طلقة فى فكه اخرسته بصورة عملية قبل ان يقتاد الى المقصلة فى اليوم التالى،وأنتشرت الأهازبج الجنسية الرخيصة (اى كوز ندوسه دوس) !!

-اما مصادرة الاملاك، من قصور وضياع واموال، فقد تولتها الاصابع الخفية من المرابين الذين ادخلوا الدوق دورليان فى نفق الديون المظلم، واوصلوا أحدهم وهو (السيد نيكر Neeker) لمنصب وزير اعلى للشؤون المالية، فى المجلس الاستشارى للملك، تحت دعوى انتشال فرنسا من مصاعبها المالية، ولكن ما حدث كان على العكس تماما، وهو توريط الحكومة الفرنسية، مع الممولين اليهود!!

(ولكم فى تصرفات لجنة التفكيك اقذر مثال)
ونواصل بحول الله وقوته.

محجوب فضل بدري يكتب : اذا لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل !! ( ٧)