محمد طلب يكتب : فاوضني بلا زعل

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

محمد طلب يكتب :

فاوضني بلا زعل

الحركة الدؤوبة في صراع المصالح السياسية يجعلني أغرق في الأغنية السودانية لإعتقادي الجازم انها تحمل كثير من المعاني والجمال..

و ازدحام مواعينها بالكثير من الدلالات التي يمكن إسقاطها على عموم أحوالنا وربما السخرية مما نعيشه الان من فوضى وتخبط ولعل مبعث ذلك الاضطراب مصدره عواطفنا السخية الندية والقابلة للانفجار أيضاً

اما حكوماتنا الغبية التي تشتكي شعوبها لرئيس مجلس الأمن ما هو إلا دلالة على (خوفها المرعب) او قلة حيلتها وعدم فهمها للسياسة ومهام المنظمات الدولية وتعاملهم الارعن مع هذه المنظمات دون وعي فمن الغباء بمكان أن تشتكي الحكومة سرقة طبق هوائي وتكسير زجاج عربة شرطة… يعني ببساطة أن تقول للمنظمة نحن بلدنا (في السهلة) و لا نملك مؤسسات ولا حتى (شرطة) إذا انها غير قادرة على حماية ممتلكاتها أليس من الغريب أن تكون شكواكم لحماية الشرطة وممتلكاتها!!!!
ابسط شئ ان كنتم لا تعرفون السياسة والمنظمات (ما سمعتوا الغناء السوداني) و اغنية النعام آدم

فاوضني بلا زعل

وأهم شئ (بلا زعل) هذه ومن غير خباثة أو خيانة و أجندة خفية أو (كيزان) السليم منها و(المطرقع) وعودة الجيش للثكنات.

واستيعاب مفردات الأغنية من الأهمية بمكان ليس المطلوب المفاوضة (بلا زعل) فقط بل :
فاوضني بلا زعل
يا أخي
طمني انا عندي ظن

في مطلع هذه الأغنية نجد أنها وضعت تبسيط كبير لشروط التفاوض

1-التفاوض باخوة
2-التفاوض دون غضب
3-التفاوض دون ظنون
4-التفاوض بطمأنينة
الاخبار في الميديا هذه الأيام تحمل بشريات نتمنى أن تتوفر هذه الشروط و (كل زول يعرف محلو وين)
و احذروا (شيال الخبر) أينما حل حتى يتمتع أهلنا وينتعش اقتصادنا كما كان في (زمن الشيك اب جمل)
أو كما تغني المرحوم النعام ادم

ياسلام يا اشيك اب جمل
يا البلاك ما تم الامل
متين حبيبي لي يصل
وينقطع جياب الخبر

وهذه الأغنية على إيقاع الدليب في شمال السودان عند أهلنا الشايقي الا انها حافظت على رونقها رغم اختفاء كل مظاهر الحياة الجميلة في السودان السكة حديد و(كشاف القطر) و (الشيك اب جمل) التي تحتاج الشرح للأجيال الجديدة رغم أن الأغنية أعادت لها الحياة (هدى عربي) وقبلها (ابن البادية) مما يدل على حياتها رغم موت كل مظاهر الحب والجمال التي حوتها بكلماتها البسيطة

اه انا (السودان) المعلعل
داير اموت ما تم الاجل
متين حبيبي لي يصل
وينقطع جياب الخبر

وقد أجريت تعديلا بوضع كلمة (السودان) مكان مفردة (المرضان) تيمناً بوصول الحبيب او (الحل المنتظر) الذي تعج به الأسافير هذه الأيام..
ونتمنى أن يقطف السودان كل خياراته بنفسه وتعود عليه أيام الخير والجمال

سلام
محمد طلب

اترك رد