محمد طلب يكتب : المقدر لابد يكون (2)

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

محمد طلب يكتب :

المقدر لابد يكون (2)

لا يراودني شك اطلاقا ان هذه الاغنية تحسب من الاغنيات العظيمة التي ستظل خالدة في الوجدان السليم لانها تحمل معانٍ راقية وعظيمة

ما بخاف من شئ برضي صابر والمقدر لابد يكون

احسب ان هذا الحال يمثل تماما حال شباب الثورة هذه الايام حيث (ينتفي الخوف تماماً) ويواجهون الموت بالاضافة (لصبرهم الطويل) والايمان القاطع بان( المقدر لابد يكون) وهذه اعظم حالات الايمان بقضية ما والعمل من اجلها.

كما و يجيب النص علي الصفات التي تصفهم بها بعض( الفئات المضادة) التي تعتمد المظهر الخارجي دلالة علي (العمل الصالح) بل يصف في ذات الوقت تلك الفئة بما هي عليه الان ومن قبل

(ما عصيت مولاي ماني فاجر…لا ولا بالعلم بتاجر.. نفسي يا احباب ليها زاجر لم اكن كل يوم لي لون)

اجد نفسي في حيرة كيف اختار الابيات التي تنطبق تماماً علي حالة الشباب المنتصر لقضيته باذن الله فكل بيت في نص الاغنية يمثلهم تماماً كما انه يحوي رسائل واضحة لجهات بعينها القارئ الكريم اقرب لها ويدري جيداً اتجاهاتها ومراميها

قول لاهل الجور والمساخر ما في اول ما ليهو اخر…. ما بدوم العز والمفاخر…. وما بدوم الظل والحصون

وليس هناك اوضح مما يقوله النص الغنائي في وصف الوضع الحالي وماقبله من تلفيق واتهام ثم محاولات التستر خلف التحالفات (المريضة) التي تسمي جوراً (العريضة)

قول لشاهد الزور فيما سائر…. هدي روعك قبل الخسائر…. ياما قبلك عميت بصائر… من لساني وقولي الهتون
. وكأن الشعب والشباب في حاله المتواصل واعتصامه وتظاهره بحثاً عما يربد يغني بصوت واحد به غصة وغضب يخالطه حزن وقوة وأمل قادم

ان اتاني الهم جيشو دافر… يلقي ياخلاي صبري وافر… يلقي عزمي التام ليهو خافر… ويلقي قلبي شجاع ما جبون

ويتضح جلياً سلمية هذا الشعب وشبابه وعدم العداء السافر للاخرين متي ما كانت تحكمهم القيم الراقية…

والتزام شبابنا في كفاحهم الاخلاق العظيمة ولا يفتتنون بما ينجزون اطلاقاً

(بالعداء معروف ما ببادر…. وما بخون الجار ماني غادر… وما بقول للناس مثلي نادر… بل اقول للخالق شئون)

وهل هناك اعظم من ادارة الخالق لشئون خلقه… فقد يطول الظلم والجور لكن وراء ذلك ما لا نعلمه من منافع كبيرة بمشئية الله
كما هو معروف ثبات هذا الشعب المغوار

(الثبات معروف لي معاصر… والإله غير شك لي ناصر… رغم انف الواشئ الخؤون)

بحثت بحثاً دوؤباً فيما يعرف بالاغنية الوطنية عن نصوص تعبر عن الوضع الراهن فلم اجد نصاً اكثر تعبيرا من نص هذه الاغنية التي لم تصنف من قبل كاغنية( وطنية) اطلاقاً… ومقاربتها واسقاطها علي الوضع الراهن تدل دلالة قاطعة انها تمثله تماماً

(ما جحدت الخير ماني كافر…. عن سبيل الحق ماني نافر… ما ضمرت السوء ماني حافر…. للصديق هاويات السجون )

عيد سعيد وكل عام وانتم بخير نسال الله الرحمة والمغفرة لشاعرنا (الاُمي) وربما نعود لكم مع الشاعر الكبير (العبادي) في رائعته وفي ذات المضمار

برضي ليك المولي الموالي وفيك لازم الصبر الجميل

ويظل الصبر يلازم هذا الشعب الي ان يكتب الله لنا الخلاص

سلام
محمد طلب

اترك رد