محمد طلب يكتب : التغوي و اليغين والغدوة الحسنة و القل الدفين

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

محمد طلب يكتب :

التغوي و اليغين والغدوة الحسنة و القل الدفين

بعض اهل الخليج والدول العربية يسخرون من طريقة نطقنا للكثير من الحروف العربية ويخلقون النكات والطُرف التي تغيظنا ونحن بالمقابل ندافع ونسب ونلعن بدون تروي او محاولات جادة للاصلاح علي مستوي التعليم و تجويد اللغة الفصيحة… اما العامية واللهجات المحلية فالامر طبيعي و لكن ان ندعي زوراً وبهتاناً اننا احسن من ينطق العربية ونحدثهم عن قصص وحكايات معظمها (مصنوع) فهذا عين الخطأ الذي اوصلنا للعنوان اعلاه والذي يفترض ان يكون
*(التقوي واليقين والقدوة الحسنة والغل الدفين)* و الذي اضاف للخظأ في النطق خطأ اخر في الكتابة (والتراب التكيل خشمنا)

و لابد من التاكيد هنا ان هذا الخطأ الفظيع نتيجة حتمية لثورة التعليم العالي والعام والعشوائية والحماس الاهوج الذي انتهجه (الكيزان) و(الجماعات الاسلامية) وثورة ( التعريب) والكم الهائل من المدارس والجامعات غير المؤهلة

وللاسف كانت نتيجة هذه الثورة المدعاة والتهليل والتكبير (لا عربي ولا انجليزي ولا دين زاااتو ناهيك عن غيره) بل صفراً كبيراً في التعليم العالي والعام بل تدني مريع في مستوي القراءة والكتابة
واخطاء فظيعة في المناهج نفسها

بالامس ظهرت نتيجة امتحانات الاساس واستمعنا للمؤتمر الصحفي الذي يحتاج وحده لعشرات المقالات… ولقد شغلني عن الكتابة خطأ في اسم ابني الذي ظهرت نتيجته البارحة (سوف افرد مقالات لهذا الحدث) الذي يدل علي السوء الاداري الكبير في التعليم والامتحانات

ورغم قناعتي بان عنواني بمفرداته (الستة لاغير ) قد يمر علي معظم الذين دخلوا المدارس وتعلموا القراءة والكتابة في عهد الانقاذ اما دون انتباه للاخطاء (الستة) وفي احسن الظروف لن ينتبهوا ويمرروا كلمة واحدة علي الاقل (جربوا مع الناجحين حولكم)

اود ان اسرد لكم قصة عن ممتحنة اسمها ( يقين) تحول اسمها (بقدرة قادر) الي *(يغين)* وسوف يظل هكذا لان اهلها اختاروا اسهل الطرق وابعدوا انفسهم عن البيروقراطية والتعقيد الاداري و(التلتلة والمزازاة)

فبعد ان حملتها امها وهناً علي وهن ثم وضعتها في ظروف (انقاذية) قاسية التعقيد خرجت للحياة واختاروا لها اسم (يقين) ولسوء الحظ ولان من حرر الشهادة هو من تلاميذ (الانقاذ) الذين لا يعرف اغلبهم القراءة والكتابة (ولا ذنب لهم في ذلك) المهم حُررت شهادة الميلاد باسم (يغين) ولم ينتبه اهلها لذلك الا عندما ارادوا استخراج الرقم الوطني لضرورة ما فاختار الاهل الطريق الاسهل و هو كتابة الاسم كما هو بشهادة الميلاد (يغين) وتبعته الجنسية والجواز واصبح الاسم الرسمي (غصباً عن اي زول) هو *(يغين)* والاوراق الرسمية تقطع الشك باليقين انها يغين…….. (لا تمحنا ولا تبلينا)…. والتعديل الان يحتاج لكثير من المال والجهد والوقت في ظل بيروقراطية المؤسسات( الغير مؤسسة) علي النظام و (كل فردفي السودان يحتل غير مكانه)
و رغم علمنا ان اليقين هو العلَم الذي لاشك فيه صارت هذه البنت هي ( يغين) في دور العلم وصارت مجبرة تكتب اسمها بحرف (الغين) بديلا عن (القاف) والغريب في الامر معظم المعلمين الذين مروا عليها لم ينتبهوا لذلك ولا يقفون اطلاقاً عند هذا الاسم لان لا وقت لديهم (للفارغة) هناك حصص وساعات و مال وجري من مدرسة الي اخري بالامس حققت يغين درجة مذهلة وانا علي يقين انه سوف يكون لها شأن عظيم لكنها لن تسلم من السخرية

واعود لكم في ذات الموضوع واسمي الذي تحول بطريقة مضحكة من محمد الي عمر في نتيجة ابني( عبد المطلب محمد) ولا ندري من هو (عبد المطلب عمر)
وختاماً نبارك لكل الابناء الطلاب نجاحهم ولا ذنب لهم فيما يحدث و نشير الي ضرورة التغيير في التعليم وهو مفتاح النحاح في كل المستويات

سلام

محمد طلب

اترك رد