بارود صندل المحامي يكتب : حوار دار المحامين ما له وما عليه !!

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

بارود صندل المحامي يكتب :
حوار دار المحامين ما له وما عليه !!

بدعوة من لجنة تسيير نقابة المحامين حضرنا ورشة تحت مسمي الاطار الدستوري الانتقالي،،وكما قلنا من قبل فان الورشة من تدبير قوي التغيير والحرية المجلس المركزي وان لجنة التسيير تولت الإخراج،،اهم ما ميزت الورشة ان المداخلات في الجلسة الاولي اقتصرت علي ممثلي القوي السياسية والحركات المسلحة ولجان المقاومة وشهداء الثورة، ومنظمات المجتمع المدني،،كما تميزت الورشة بحضور لافت للمجتمع الدولي،،،كان المطلوب من المتحدثين الاساسيين طرح رؤي الحزبية حول الدستور الانتقالي،،طبيعة المرحلة الانتقالية،،مهامها، مدتها، هياكل السلطة ، كيفية تشكيلها، دور ومهام المؤسسة العسكرية والامنية،،وبعد كلمة ضافية من البروفيسير علي سليمان حول الدستور وتحسر فيها علي الوضع السياسي الماثل والذي عنوانه غياب الوفاق السياسي وان القوي السياسية لا تقبل بعضها بعضا،،ثم ابتدر النقاش الاستاذ كمال عمر ممثلا للمؤتمر الشعبي فاحسن في وقت وجيز في طرح رؤية المؤتمر الشعبي مركزا علي ضرورة تحقق الوفاق الوطني وان تجربة الحكم في الفترة التي تلت الثورة تقف شاهدا على ضرورة الوفاق الوطني وان الفترة القادمة تحتاج الي تدابير دستورية قادرة علي حلحلة المشاكل التي تاخذ بتلاليب البلاد،،،ثم توالت الفرص تباعا تحدث حوالي ثلاثة عشر شخصا،،من ضمنهم المنصورة مريم ممثلة لقوي التغيير والحرية وشاركته في الحديث وجدي صالح،وساطع الحاج ممثلا للحزب الناصري تيار العدالة،،كما تحدث ممثل حركة تحرير السودان مني اركو مناوي،،وقد اعجبني حديثه الصريح والواضح والذي أكد فيه ان المشكلة تكمن في الخلاف السياسي وان الحوار هو المخرج الوحيد للخروج من الديكتاتورية العسكرية والمدنية الي ديمقراطية مدنية حقيقية تضعنا في مصاف الدول التي تقدمت و مصوبا نقدا موضوعيا للجنة التسيير نفسها وعلي تجربة قحت في الحكم،،نخلص الي ان الحوار كان هادئا ومهذبا فيه انحسار كامل للغة الاقصاء وادعاء ملكية الثورة والتحدث بإسم الشعب واقبال لغة التصالح وقبول الاخر،،لعلنا نستطيع القول ان القوم (سدنة قوي التغيير والحرية) قد افاقوا من سكرة السلطة الي رحابة الفكرة،،لم اشهد خلافا كبيرا في مجمل ما طرح،،اتفق الكل علي ضرورة انسحاب القوات المسلحة من مسرح السياسة،،وحتي التباين حول مدة الفترة الانتقالية فيه تضييق للهوة التي كانت قائمة،،يري المؤتمر الشعبي ان تكون الفترة عاما واحدا ولم يغلق الباب حول تمديدها قليلا،،،اما قوي الحرية والتغيير فقد حددت الفترة بعام ونصف كحد ادني وعامان كحد اقصي هذه المسألة مفصلية بحسبان أن بعض القوي السياسية وهي صغيرة الحجم في تحالف قوي الحرية والتغيير كانت تسعي لتتطويل الفترة الانتقالية لاسباب ودواعي معلومة!! ولكن يبدو ان حزب الامة القومي استطاع فرض رؤيته،،ممثل لجان المقاومة هو الوحيد الذي تحدث عن اربع سنوات،،

اما ما يستفاد من الورشة فان الوضع السياسي سوف يشهد انفراجا،،وان الوفاق السياسي اصبح في متناول اليد،،القوي السياسية التي حضرت الورشة ولم تكن في منظومة قوي الحرية والتغيير،،تعتبر من العيار الثقيل،،حزب الاتحادي الديمقراطي الاصل،،المؤتمر الشعبي،،جماعة انصار السنة المحمدية، الوطني الاتحادي،،بالاضافة الي حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان،،

صحيح هنالك اصوات نشاز ما زالت تغرد خارج السرب،،الحزب الشيوعي،،غاب حتي ممثليه في لجنة التسيير وبعض الحضور من الذين اختلط عليهم الامر وغاب عنهم الحكمة وثقل عليهم قراءة المشهد السياسي بعقل وتبصر،،حزب البعث السوداني، هيئة محامي دارفور وبعض لجان المقاومة،،بيانات هنا وهناك تندد بالورشة وبحضور بعض القوي السياسية،،

هذه الورشة فتحت آفاق للوفاق الوطني العريض تماثل بعض المبادرات المطروحة بل تتفوق عليها،،ولكن يظل الحذر قائما بحسبان ان القوي السياسية السودانية عبر تاريخها الطويل قد ادمنت نقض العهود واضاعة الفرص،،،
فهل تستطيع ان تتجاوز المتاريس(الاقصاء،،،المحاصصة،،الانتقام،،التشفي،،التمترس بالاجنبي،،والعمالة،،وهلم جرا)…والسلام

بارود صندل رجب/المحامي

اترك رد