“الفئات الخمسة السوداء”.. كيف قسّم المجتمع الصيني؟

السودان

رصد : الراية نيوز

“الفئات الخمسة السوداء”.. كيف قسّم المجتمع الصيني؟
ماو تسي تونغ اتجه لملاحقة من صنفهم ضمن الفئات الخمس السوداء وتحدث عن إمكانية إعادة تأهيلهم للعيش بالمجتمع

بعد مضي نحو 17 عاما عن إعلانه قيام جمهورية الصين الشعبية على أراضي الصين القارية، أعلن الزعيم الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ منتصف شهر أيار/مايو 1966 عن بداية الثورة الثقافية لاجتثاث معارضيه وأعدائه السياسيين المزعومين.

فعقب تصريحات أدلى بها أكد من خلالها اختراق الحزب الشيوعي الصيني من طرف من وصفهم بالبورجوازيين، دعا ماو تسي تونغ الشباب، الذين شكلوا هيكل وأساس الحرس الأحمر، لملاحقة المتهمين الذي مثلوا النخبة المثقفة، كالأساتذة الجامعيين والمهندسين والأدباء والأطباء، بالبلاد. وبسبب ذلك، دخلت جمهورية الصين الشعبية في دوامة عنف أسفرت عن مقتل مئات الآلاف واعتقال وتعذيب الملايين.

تقسيم المجتمع الصيني
مع بداية الثورة الثقافية، اتجه الزعيم الصيني ماو تسي تونغ لتقسيم سكان جمهورية الصين الشعبية لقسمين. وفي البداية، حدد الأخير المجموعة التي أطلق عليها الفئات السوداء الخمسة. وقد ضمت هذه المجموعة أصحاب الأراضي والمالكين إضافة للفلاحين الأثرياء ومناصري الثورة المضادة والمؤثرين السلبيين واليمينيين. وحسب تصريحاته، وصف ماو هؤلاء الأشخاص بأعداء الثورة وجمهورية الصين الشعبية وعملاء الدول الأجنبية.

وفي المقابل، أطلق ماو تسي تونغ اسم الفئات الحمراء الخمسة على مجموعة أخرى من الصينيين الذين وصفوا بأصدقاء الحزب الشيوعي وحماة الثورة. وقد تضمنت هذه المجموعة الثانية الفلاحين الفقراء ومتوسطي الدخل والعمال والجنود والسياسيين الثوريين وعائلات ضحايا جيش التحرير الشعبي الذين سقطوا بالنزاعات السابقة كالحرب الأهلية الصينية والحرب الكورية.

إهانة علنية وعقوبات
بداية من فترة آب/أغسطس 1966، الملقبة بفترة أغسطس الأحمر، اتجهت السلطات الصينية للتفريق بين عناصر المجموعتين. وتنفيذا لأوامر ماو، عمد أفراد الحرس الأحمر للإمساك بهؤلاء المتهمين المنتمين للفئات الخمسة السوداء، الذي تكونوا أساسا من الأساتذة والأدباء والمفكرين، واقتادوهم لجلسات إهانة علنية أمام العامة، حيث تعرضوا للضرب بالعصي والقتل.

وعلى حسب ماو تسي تونغ، كانت هذه العمليات ضرورية لإطلاق الثورة الثقافية التي ستغير الصين الشعبية لتجعل منها دولة مثالية. ومن خلال هذا العقاب، آمن الزعيم الشيوعي الصيني بإمكانية تأديب وإعادة تأهيل هؤلاء المتهمين لينصهروا بالمجتمع الصيني ويتحولوا فيما بعد لمواطنين صالحين.

من جهة ثانية، لقب ماو تسي تونغ العديد من المثقفين ورجال الدين بالبلاد بالقدامى التسعة كريهي الرائحة. وقد ضمت هذه الفئة حينها البيروقراطيين والمعارضين السياسيين والكهنة والرهبان البوذيين والأطباء والعلماء الكونفوشيين والصيادين وبائعات الهوى والمتسولين. وفي الأثناء، اتهم الزعيم الشيوعي الصيني هذه الفئة بإفساد المجتمع الصيني وتعطيل تقدمه.

وتزامنا مع ذلك، اتجهت السلطات لاعتقال العديد ممن صنفوا ضمن القدامى التسعة كريهي الرائحة قبل إرسالهم نحو مراكز العمل القسري.

من ناحية أخرى فرضت السلطات الصينية عقوبات اجتماعية على المصنفين ضمن هذه الطبقة فحرموا من الوظيفة وفرص الزواج لتظهر بذلك فئة جديدة مهمشة منزوعة الحقوق بالبلاد فرضت عليها رقابة صارمة وعومل أفرادها كأعداء محتملين لجمهورية الصين الشعبية.

العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان

اترك رد