إبراهيم عثمان يكتب : د. أحمد بلال .. ضحية الإثارة

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

د. أحمد بلال .. ضحية الإثارة

من أشهر قصص الإثارة الصحفية الرخيصة قصة الرئيس الأوروبي الذي زار الفاتيكان فقابله صحفي وسأله ( كيف وجدت بيوت الدعارة في الفاتيكان ؟) فكان رد الرئيس هو ( وهل توجد بيوت دعارة في الفاتيكان ؟)، فصدرت الصحيفة في اليوم التالي بمانشيت ( الرئيس الزائر يسأل عن بيوت الدعارة في الفاتيكان ) !!

استندت الكتابات ضد الدكتور أحمد بلال على مانشيت كتبه أحد المواقع الباحثة عن الإثارة وجلب الزوار والإعلانات، ولم يكن الموقع هو الذي أجرى المقابلة .. ومع توضيح د. بلال من اللحظة الأولى لحقيقة ما قاله، ومع التوضيح من الصحفي الذي أجرى المقابلة، وثبوت أن ما قاله ليس فيه مساس بالمؤتمر الوطني، مع كل هذا لا زال البعض يهاجمون الرجل ويحاسبونه على مانشيت الصحفي الباحث عن الإثارة ..

قادة المؤتمر الوطني أنفسهم كثيراً ما يتعرضون في هذه الفترة للتلاعب بتصريحاتهم، وهناك الآن صفحة قحاطية باسم الحزب متخصصة في نشر المواد الملغومة ، وفي عهد الإنقاذ كانت هناك حالات كثيرة للإثارة الرخيصة . كل هذا كان ينبغي أن يجعل أهل الإنقاذ أكثر حذراً في التعامل مع مانشيتات المواقع والصحف، ويحصنهم من الانجرار وراء ألاعيب الباحثين عن الإثارة..

من قصص الإثارة الرخيصة الشهيرة في عهد الإنقاذ ما جاء في مانشيت صحيفة “آخر لحظة” ( وزارة الصحة توصي النساء بالإكثار من الرقص للوقاية من السرطان )، ولسوء حظ الصحيفة كان هناك تسجيل لما دار في ندوة تثقيفية عن الوقاية من السرطان، فقد تحدثت إحدى الطبيبات عن أهمية الرياضة، وفي نهاية الندوة سألتها إحدى الصحفيات عن رقص النساء لأزواجهن هل يعتبر رياضة ؟ فضحكت الطبيبة وبمزح قالت لها ما دام هو حركة فهو رياضة ، وطارت الصحيفة المدلسة بالمانشيت الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وقد نقلته مئات المواقع حول العالم وأثار سخرية الجميع ..

وفي إحدى المرات نسبت صحيفة تبحث عن الإثارة الرخيصة لمحلية الدندر قولها إن النمل قد التهم مئات جوالات السكر، جاء ذلك في العنوان لكن في متن الخبر تجد أن النمل قد ذكره الصحفي في تساؤل ساخر، ولا علاقة له بالموضوع ولم يتحدث عنه أحد غيره ..

وهناك أيضاً قصة الفأر الذي زعموا أنه “أسقط كبري المنشية”، والذي تسبب في سخرية واسعة من الحكومة، وعندما تبحث عن الحقيقة تجد أن الأمر يتعلق بهدام بسبب الفيضان تسبب في تآكل جزء من الردمية، وأن قصة الفأر جاءت على لسان بائعة شاي نقلها الصحفي في الجريدة الباحثة عن الإثارة .

ولا زال كثير من المدلسين يتهمون الإنقاذ بجلب المخدرات بالحاويات، وعندما تبحث عن مصدر معلومتهم تجده هو إعلان السلطات عن إحباط محاولة لتهريب كمية من المخدرات كانت مخباة داخل بضاعة في حاوية ..

أهل الإنقاذ أكبر ضحايا الإثارة الرخيصة، ولذلك عليهم أن يحاربوها لا أن يصادقوا عليها ويتصرفوا على ضوئها ..

إبراهيم عثمان

اترك رد