إبراهيم عثمان يكتب : ماذا خسر الكفوات بتدابيرهم الاستثنائية ؟

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

ماذا خسر الكفوات بتدابيرهم الاستثنائية ؟

لم يتضرر الشعب وحده من تدابير الكفوات الاستثنائية غير المسبوقة ، فقد قاسمه الكفوات أنفسهم الضرر، فكما كان سور الظلم العظيم الذي سورت به لجنة علي بابا ظلمها، هو بالضبط الحيثيات المتينة التي أبطلت بعض الظلم بواسطة الدائرة القانونية المشكلة منذ عهد قحت، كذلك كانت التدابير الإستثنائية لفترة انتقالية مختلفة مصممة بالكامل للتعامل مع أحلام أحزاب الفكة وكوابيسها، سبباً في خسائر كبيرة للكفوات لا يمكن تعويضها .

طول مدة الفترة الانتقالية، والطمع الزائد، وكثرة الفاولات، والخيانة لكثير من المبادئ :
▪️ كل هذه، صنعت الحاجة إلى شرعية إنجاز إستثنائي، وورطت الكفوات في وعود كبرى غير واقعية،، وقدّمهم كحدَّاثين لا سوَّايين .
▪️ ووفرت إمكانية تشكُّل وعي جمعي أدخل كلمات السواقة والعلف والقطيع إلى القاموس السياسي السوداني كدليل على حصانة معظم الشعب، فقد كانت خطتهم من الانكشاف والضخامة والانحراف بحيث يصبح تحقيقها كاملةً مستحيلاً ..
▪️ وورطتهم في القرارات الاقتصادية القاسية التي أفقدتهم معظم القاعدة المخمومة، فلولا طول المدة لكانوا في غنىً عن هذه القرارات .
▪️ ورطتهم في مخالفة الوعد بحكومة كفاءات غير حزبية . وهذا جعل حليفهم حزب الأمة يصادق على عدم صحة دعاوي تمثيل الشعب، ويعيِّرهم بحجمهم ويذكرهم بعقدتهم مع الانتخابات، بحديث “كاني ماني” و”ناس قريعتي راحت” الشهير عند تقاسم مقاعد الولاة .
▪️ وورطتهم في مخالفة وعد تأجيل العلمانية، وزاد هذا من عزلتهم ..
▪️ صنعت إمكانية التقييم بالفشل، فلو كانوا قد اكتفوا بالتسيير بطريقة معقولة ، وأجروا الانتخابات بعد سنة من انقلاب اللجنة الأمنية، لكانت حكومتنم مثل حكومة د. الجزولي دفع الله في التقييم، ولقلت إمكانية وصفها بالفشل ولزادت فرصهم في الانتخابات نسبياً ..
▪️ صنعت حالة عداء مع حواضن جماهيرية كبرى ممثلة في الإدارات الأهلية والطرق الصوفية والجماعات الدينية المختلفة، وقللت حماس الأطراف الخارجية الداعمة لهم، وأدت إلى انشقاق عدة مجموعات قحتية، وأبعدت الحزب الشيوعي وواجهاته . وجعلت قادتهم يتعرضون للدوس كلما شاركوا في تظاهرة ..
▪️ صنعت إمكانية المقارنة مع الحال قبلهم، وبددت جزءاً كبيراً من حالة العداء للمؤتمر الوطني لدى بعض الجمهور الذي انساق في البداية وراء حملات الشيطنة القحتية.
▪️ ساهمت في تقليل الميل الذي ظهر في البداية لدى الأجهزة النظامية للتنمُّر على المؤتمر الوطني والتنكيل بقياداته لخدمة أهداف الكفوات، وربما لخدمة أهداف خاصة بالأجهزة .
▪️ شجَّعت الأحزاب التي شاركت في الإنقاذ للخروج من حالة السبات والمشاركة في تشكيل المشهد الانتقالي .
▪️ صنعت الحاجة لبعثة الوصاية الأممية لاستخدامها في أي صراع مع المكون العسكري، وصنعت الحاجة لسياسة سفارة سفارة، الأمر الذي رفع مستوى التشكيك في وطنيتهم ..
▪️ صنعت الصراع مع المكون العسكري، وأدت إلى تفاقمه ، وصنعت إمكانية إتخاذ قرارات ٢٥ أكتوبر ..
▪️قللت من قيمة وفعالية انتقاداتهم للسلطة التي خلفتهم، ولم يحظوا بميزة “حليلك يا قحت”، فأغلب ما ينتقدونه عند من خلفوهم كانوا قد تورطوا في مثله وأكثر ..
▪️ وأخيراً صنعت الظروف الملائمة لحميدتي ( ليتجرأ ) على التفكير في الترشح للرئاسة، الأمر الذي ينقل الضرر إلى كل المدنيين ..

لا زالت أحزاب الفكة القحتية تقدم الإثبات تلو الإثبات لمقولة المفكر مالك بن نبي « المبادئ التي تتعرض للخيانة تنتقم لنفسها »

إبراهيم عثمان

اترك رد