عن شماعة السياق !

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

عن شماعة السياق !

( الكلام عن الدين شبعنا فيهو السودان الآن يتمزق باسم شعارات زائفة الدستور دا يتكلم عن وضع انتقالي مؤسسي ) – د. كمال عمر

قال لي : لقد اقتطعت كلام د. كمال عمر من سياقه، وأخشى أنك بهذا لا تبتغي غير تشويه صورته !

▪️ قلت لنبدأ من الآخر : لا وجه للاتهام بتشويه الصورة لمجرد النقل، فالنقل حتى إذا صحبه انتقاد هو أمر طبيعي ولا غبار عليه، بل حديثك يحمل اتهاماً للمتحدث أكثر من للناقل ! ببساطة لأنه لا مجال للحديث عن التشويه إلا إذا حمل الحديث نفسه محتوىً سيئاً يلتقطه السامع مباشرةً … ومن الجيد أنك قد التقطته !

أما بالنسبة للحديث عن السياق، فيمكن القول :
▪️ الاتهام بالاقتطاع من السياق يأتي عادةً من شخص يُسلِّم – ضمناً أو صراحةً – بأن الحديث المقتطع فيه فكرة مشوهة أو ناقصة أو خاطئة .. ومن الجيد أنك سلَّمت بأن في حديث د. كمال شيئاً من هذا !
▪️ الاتهام بالاقتطاع من السياق عادةً يرد التشويه أو النقص أو الخطأ إلى ما حدث للحديث من اقتطاع لا لفكرة المتحدث … ومن السيئ أن تتعلق بهذا دون أن تورد السياق !
▪️ في بعض الأحيان يتضح فعلاً أن السياق يوضح فكرة المتحدث ويزيل لبساً تسبب فيه الاقتطاع . وفي أحيان أخرى يورَّط السياق المتحدث أكثر مما يورطه الحديث المقتطع ! .. ومن السيئ أن حديث صاحبك من النوع الأخير !
▪️إليك السياق :
– الحديث هذا كان خاتمة حديث ولم يكن في وسطه، بدليل أن المذيع أحمد طه ختم بـ ( وصلت الفكرة ) إذن الاقتطاع كان فقط لما قبله ..
– ما قبله كان هو ما نقله الفيديو أعلاه، وهو دفاع عن الدستور ( الدستور دا دستور انتقالي يحكم الفترة الانتقالية يؤسس لسلطة مدنية بحريات بمؤسسات مستقلة لحين بلوغ الانتخابات ).
▪️إذن السياق يقول إن حديثه كان رداً على من يرفضون “الدولة المدنية” لأسباب دينية !
▪️ وهذا يتعارض مع ما أعلنه من تحفظه، لأسباب دينية، على مادة الدولة المدنية في دستور السفارات/ المركزي. فلو كان جاداً في تحفظه لما ضاق ذرعاً بالمواقف الداعمة لموقفه !
▪️وهو بهذا يتطابق مع العلمانيين الذين يتهمون الشعارات الدينية بتمزيق البلاد ! ويضيقون بالحديث عن الدين الذي يعرقل مدنيتهم/علمانيتهم !
▪️ بل هو – رغم حديثه عدة مرات عن أن الدستور قابل للمناقشة والتعديل – أكثر ضيقاً من العلمانيين أنفسهم بالمناقشة، وأكثر مهاجمةً لمن ينتقدون مدنية الدولة/علمانيتها !
▪️إذا أخذ العلمانيون تحفظه – الذي تحدث عنه مرة وتناساه – مأخذ الجد، وقالوا رداً عليه : لقد شبعنا من كلام الدين والشعارات الزائفة التي مزقت البلاد، فهو بحديثه هذا كأنما يقول لهم : لقد صدقتم !

إبراهيم عثمان

اترك رد