ياسر أبّشر يكتب : رسالة لسعادة الفريق أول رئيس هيئة الأركان

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

ياسر أبّشر يكتب :

رسالة لسعادة الفريق أول رئيس هيئة الأركان

عاطر تحياتي لسعادتكم.

وبعد:

أُثِر عن كلوديا بمبرتون قولها : «America without her Soldiers would be like God without His Angels»

«من غير جنودها ستصير أميركا كالرب بلا ملائكته».
واستغفر الله من نقل هذا الحديث الكفراني..
ولأنني مسلم أستطيع أن أقول:
إن #السودان من غير جيشه سيبقى مائدة لضباع جائعة ستنهش جسده.. ومن غير اعتذار أو تبرير لكلوديا، فمن الواضح أنها تريد أن تُبين الأهمية القصوى للجيش في بلدها.. وما أشد حاجة السودان لجيشه، وخاصةً الآن وأنا أرى الضباع تحتوشه.
ومما أحمد الله عليه، وأحمده لنفسي أنني كنت في صفِ جيشنا البطل لم تتزلزل فيه ثقتي يوماً.. وأفرق في نقدي للسيد #البرهان و #الجيش، رغم أنه يحاول أن يُوهم الناس أن كل نقدٍ له نقداً للجيش !!! وكثيرون جداً يكتبون أو يتحدثون عن إخفاقاته العديدة وما عانته الملايين نتيجة لفشله، دون أن يخذلوا الجيش.
وأشاركك الرأي سيدي رئيس هيئة الأركان: أن أقواماً يأتمرون بأوامر أجانب ليتآمروا على الجيش..
وصحيح ما تقوله: إنهم يتحدثون عن إصلاح الجيش وهم كمثل الذي ينعق بما لا يسمع، فقد أصمّت العمالةُ أسماعهم، وأعمت أبصارهم.. وهؤلاء هم العدو، وهم أشدّ خطراً من الأعداء الخارجيين..
وقد أُثِرَ عن حكيم الإنجليز وينستون تشرتشل قوله:
«لا يضرنا العدو الخارجي، حين لا يكون هناك عدو بين ظهرانينا»

« When there is no enemy within , the enemies  outside cannot hurt you»
وقد رأينا ما حاق بالعراق حين حل بريمر (فولكر العراق) الجيش العراقي.. وفعل فولكر العراق فعلته بتآمر عرمان العراق (أحمد الجلبي) ومريم منصورة العراق (أياد علّاوي) والواثق برير العراق (إبراهيم الجعفري) ، وآخرين من دُونِهم .
الجيش الآن  هو حصننا وجُنّتنا ومَلِكُنا  المحبوب، وكما قال الفرنجة قديماً:
«Whoever controls the king, controls the kingdom»
«من يسيطر على الملك يسيطر على المملكة».
يتحدثون عن تغيير عقيدة الجيش العسكرية، ويعلمون أن العقيدة العسكرية التي تحمي الوطن إنما تنبع من ثوابته الوطنية، التي هي هويته ودينه وثقافته، وهذا عين مايستهدفونه. يستهدفون قلب هويتنا وهو الإسلام ، وهم لا يعرفون الإسلام ولا يعرفون حقيقة الغرب .
ولأنهم لا يتعظون بتجارب الأمم، وربما لأنهم لا يعرفونها، فيتبعون أوامر السادة صمّاً وعُميانا.
فحين أعاد عدنان مندريس – رئيس تركيا الآذان، بعد أن منعته العلمانية الطاغية، اكتظّت شوارع المدن بالأتراك وهم يبكون فرحاً، كمن عاد له قلبه السليب.
هؤلاء لا يعرفون أن علمانية الهند لم تمنع قتل الهندوس للمسلمين وللسيخ.. ولم تخلق الوئام الاجتماعي بأن تحمي طبقة الداليت المنبوذة  «the Untouchable» ، إذ لازالت طبقة  البرهمن والطبقات التي دونها تضطهد الداليت وتنبذها حتى اليوم.
ولا يعرفون أن العلمانية في لبنان لم تُزِل العداء بين  الموارنة والمسلمين، وجراء هذا الفتق يبقى لبنان شهوراً عديدة (مثلنا الآن) دون حكومة، ويبقى كل طرف متسلحاً متربصاً بإخوانه في الوطن، إلى أن انهار اقتصاد لبنان الآن (مثلنا أيضاً).
والعلمانية لم تداوي عنصرية الغربيين داخل بلادهم!!!  ولم تجعلهم عادلين منصفين إزاء الشعوب الأخرى، ولم تمنعهم من ارتكاب جريمة الاعتداء aggression crime» « على الأمم.. وهي التي فتتت مجتمعاتهم، ودمرت أسرهم، وأشاعت بينهم الفواحش.
وأعجب أشد العجب من استهدافهم لعقيدة الجيش العسكرية أو القتالية التى لم نرَ فيها عيباً والتي حفظت السودان في أشد أيامِ محنه.. هدفهم الأهم تغيير عقيدة الجيش ، ويفعلون ذلك كأنهم أرادوا  أن يجعلوا جيشنا مثل جيش لبنان الذي هو مسخرة الجيوش !!!
والذين وراء استبعاد كل مقدس لدينا ليسوا أكثرنا معرفة وعلماً.. والأهم : لا هم استشاروا ولا الشعب انتخبهم وفوّضهم.. يمارسون علينا وصايةً من غير تأهيل.. هم يستجيبون لرغبات الغربيين فحسب، رغم أن هذا لن يكسبهم تقدير واحترام الغربيين.. وإثباتات هذا بلا عدٍّ ولا حصر.
فأحمد الجلبي، مثلاً، رماه الأمريكان كما ترمى الخرقة القذرة وكتبت صحافتهم إنه: » Fell out of Favor «، بل فضحوا كل سوءاته ووصفوه بالمزور المفبرك Fabricator » «.. وسيفعلون بعملائهم عندنا نفس هذا بعد أن يقضوا منهم وطرا!!!.
ومن ثم فما ينبغي لجيشنا أن يرضخ لأهوائهم وأمراضهم ونزواتهم، بل ماينبغي أن يفاوضهم، وعليه أن يستعيذ من خبثهم وخبائثهم.
لن يبقى الجيش آمنا إن استأمنهم ، ومن ثم لن يأمن السودان مادام الجيش ساكتاً عن عمالتهم وجرائمهم وبيعهم لميناء أبو عمامة وأراضي الشمالية للأمارات التي تُمسك بلجام هؤلاء.
ولن يبقى الوطن آمناً ما دام الجيش يسمح بوجود قوة أخرى تُسمى الدعم السريع ، وقوات أخرى ،تنازعه سلطانه الذي ينبغي أن يبقى محتكراً له؛ لأن هذا ما يُعرّف الدولة.
الطبيعي أن يدمج الجيش ُ الدعم السريع by any means necessary بكل الوسائل الضرورية، ولو اقتضى ذلك رفع السلاح. فعن أخينا مالكولم أكس رضي الله عنه أنه قال:
«Sometimes you have to pick the gun up , to put the gun down ».

«قد تحتاج أحياناً لرفع السلاح لتُجبر آخرين على وضع سلاحهم أرضاً».
والجيش قادر.
وسبق أن صرّح #حميدتي باستحالة دمج الدعم السريع، ومالأه خالد سلك وعرمان وآخرون. وفي حالة عصيان الدعم السريع فلن يحتاج الأمر سوى القبض على حميدتي وأخيه، كما ثبت يوم انقلاب بكراوي.
سيدي رئيس هيئة الأركان:
أرى كأن الجيش يلجأ لمن يكيد له المكائد بسكوته على الاتفاقات مع أعداء الجيش.
وأراه تجاهل من دعموه ويدعمونه وهم الكثرة والأغلبية الغالبة بين أهل السودان . والجيش ، كل جيش لا يستغني عن عمقه الإجتماعي لأن عمقه الإجتماعي هو سنده وعضُده وملاذه ،  ونبع قوته .
بديهي ، أن الواقفين على أبواب السفارات ” سفارة ….. سفارة ”  لن يكونوا  إلّا عملاء للسفارات ، خونة لجيش الأمة. المطمئن أنهم شرذمة قليلون .
وباختصار سيدي:
لا شك أنك تعلم ، إن حماية الجيش لا تتحقق بتعلية أسوار قياداته وقواعده العسكرية..
ولا شك لدي أنك تعلم ، أن حماية الجيش ليست عملية داخل تلك الأسوار، بل هي خارجها، حَيْثُ توجد الجماهير الحادبة والحريصة عليه، التي تحترمه، لا تلك التي تتربّص به الدوائر، وتهتف ضده:
«معليش معليش ما عندنا جيش »!!

وما أكتبه هنا مجرد ذكرى ، والذكرى تنفع المؤمنين ، جعلني الله وإيّاك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسَنَه ،

سيدي رئيس هيئة الأركان :
شتان ما بيننا . أنتم تجودون بأرواحكم ، ونحن نتحدث بأفواهنا ، ولكن قلوبنا معكم ، ولا نرجو لكم إلّا خيرا .
هذا مع أكيد مودتي وتقديري سعادة الفريق.

 ياسر أبّشر
————————————-
20 ديسمبر  2022

اترك رد