دورة حياة خمَّة .. مناهج القراي نموذجاً

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

دورة حياة خمَّة .. مناهج القراي نموذجاً

واحدة من أكثر “الخمَّات” خبثاً هي تلك التي ابتدأت بتطمين الرأي العام بأن الأفكار الخاصة للقراي لن تتسلل إلى المناهج، وانتهت إلى الدفاع المستميت الذي يتركز أساساً على الأجزاء التي تحمل بصمات القراي في المناهج الجديدة !!

الغريب في الأمر أن الخطة الخمية الساذجة قد حققت نجاحاً معقولاً، فبعض القطيع كانوا يرددون مقولة أن أفكار القراي لن تظهر في المناهج، لكنهم تدريجياً بدأوا في الدفاع عن هذه الأفكار في أثناء تبشير القراي بها وبعد انعكاسها في المناهج .

وواحدة من أكثر الخمات تلاعباً واستخفافاً بالعقول هي تلك التي ابتدأت بالدفاع الشديد عن لوحة خلق آدم كتغيير جذري في التعامل مع اللوحات الفنية بعيداً عن قيود “الهوس الديني”، وانتهت إلى تحميل “نظام الهوس الديني” المسؤولية عنها تضميناً في المقررات الدراسية في السابق، وتدبيراً ماكراً أدخلها فيها الآن !!

👈🏽 بدأت الخمة الأولى بتلميع القراي ككفاءة استثنائية في المناهج .
👈🏽 ثم جاء التطمين بأن الفكر الجمهوري *لن يتسلل إلى المناهج وأن المناهج ستعدها لجان متخصصة .*
👈🏽 ثم جاءت حملة “القراي أمل التعليم” للدفاع عن أفكاره الجمهورية التي بدأ يصرح بأنها ستؤثر على المناهج خاصةً ما يتعلق بالقرآن الكريم .
👈🏽 ولما ظهرت بعض كتب القراي وكانت بصمات القراي الفكرية ظاهرة اعتبرها أنصار القراي *ميزة المناهج الجديدة وأنها تمثل التغيير الجذري المطلوب .* وردد القطيع خلفهم ذات الكلام.

أما لوحة خلق آدم فقد تسببت في ارتباك كبير ابتدأ بالدفاع المستميت عنها وانتهى بتحميل النظام السابق المسؤولية عنها :
– القراي *نفى* أن يكون في اللوحة تجسيد للذات الإلهية وقال ( منو القال ليكم الزول أبو دقن دا الله) .
– وزير التعليم أقر بأن في اللوحة تجسيد لكنه قال إن الغرض من اللوحة تدريب الطلاب على الحوار والتفكير والبحث، وتكليفهم ببحوث عن جواز التجسيد في اليهودية والبوذية !
– ثم عاد الوزير لاحقاً ليتحدث عن الضعف الشديد في الجزء الخاص بعصر النهضة في أوروبا الأمر الذي يستوجب المراجعة.
– ثم احتج الوزير عندما تحدث حمدوك عن تجميد المناهج لحين الانتهاء من المراجعة .
– أما أسماء محمود محمد طه فلم تستطع الدفاع عن اللوحة وقالت ( اعتقد أنها وُضِعت بتدبير وأُثيرَت وفق هذا التدبير) وأضافت ( إن هذه الصورة ظلت موجودة في المناهج طوال فترة الإنقاذ بشهادة عدد من المعلمين)

كما رأينا ماتت خمة التي تتحدث عن اختيار القراي بسبب كفاءته لا أفكاره فور ظهور هذه الأفكار في المناهج وما تلاها من دفاع شديد عنها، الأمر الذي أثبت أن أفكاره، لا خبرته، كانت هي سبب اختياره ، وماتت خمة اختيار لوحة خلق آدم بسبب إثارتها للتفكير فور التيقن من أن الرأي العام ليس جاهزاً بعد لتحمل هذا القدر من الهرطقة فتم إلصاقها بالنظام السابق كعادة القحاتة إزاء كل قبيح يخصهم ويصعب الدفاع عنه.

إبراهيم عثمان

اترك رد