لواء ركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب : البشير الحاضر الغائب في جنازة شقيقه .. رحم الله (الوفاء)

السودان

البشير الحاضر الغائب في جنازة شقيقه .. رحم الله (الوفاء)

ما كنت أود أن ينقل لي خبر تغييب الرئيس البشير (عمداً) عن أن يشهد جنازة شقيقه الراحل محمد حسن أحمد البشير الذي لقي ربه فجر الجمعة الماضي .. لكنها الحقيقة المرّة الماثلة (المتكررة) للمرة الخامسة على التوالي أماً وأخاً وخالاً وزوجةً .. وقناعتي أن فجيعة الرئيس البشير فيمن مضى من قرابته وأهل بيته ربما تكون أهون عليه بكثير من فجيعته في رفقاء الدرب والسلاح والنزال والكفاح من (مرؤوسيه وضباطه) .. فالأولى قدر الله النافذ وأجله المكتوب الذي إذا جاء لا يؤخر.. وإيمان الرئيس الذي نعلم سيخفّف من مصابه تسليماً ورضى وسلوى .. أما الثانية فهي تنكّر وقلبٌ لظهر المجن (وتغابي) العرفة بالأعراف السودانية والأصول والتقاليد المتجذرة في القوات المسلحة والتي تجعل كلها من الموت العلامة الفارقة والحد الفاصل للترفّع وتناسي كل ما دونه.. ووضعه على طاولة الانتظار ولو لفترة ساعة هي أقصى ما يمكن أن يستغرقه (ستر الجنازة) من وقت..

هذا إذا اعتبرنا أن هذه الوفاة الأخيرة حدثت في بواكير ما عرف (بالثورة) والتي تربّع بسببها (معيّنين) بحكم مواقعهم على مقاعد الرئاسة الوثيرة القائد العام ورهطه وليسوا (مدبرّين) لانقلاب عسكري تعود كل (حقوقه) الأدبية والفكرية لهم.. فما بالك أن وفاة المرحوم محمد حسن جاءت بعد أربع سنوات منها وبعد أن جرت مياه كثيرة تحت جسر (أهداف) الثورة وتزعّزعت قناعات الكثيرين بحكم منطق الأشياء بحقيقة (أسبابها) وزهدهم في ركب قطارها الفاقد للبوصلة بسبب (هوان) من يتنسمون زمام الأمور في البلاد..

السيد القائد العام نعزّي أنفسنا كمنتسبين لهذه المؤسسة الوطنية العريقة ولو تسربلنا بالجلباب دون البزّة العسكرية ونعزيكم في (وفاء) الجيش لقادته.. لأنه مقدّم على السياسة ومواقفها ودروبها الملتوية وعلى كل السياسيين وإن شربوا من (البحر المالح) وكان وفاءكم هذا سبباً لهذا الشراب.. ووالله إني لأجزم أن موقفكم هذا لن يقفه آخر حاكم عام للسودان وهو البريطاني روبرت هاو .. قناعتي تامة أنه لو كان مكانك قطعاً سيتخذ القرار السليم ويقف الموقف الصحيح المغاير بالتأكيد لموقفك هذا ..

بحثنا عن موقف (مشرّف) بقرارات ما في توقيت ما لغايات ما .. لتجئ حادثة الوفاة وتدفن معها (الوفاء).. بذات المقابر.. حلة حمد .. وتقضي على أي أمل في صلاح (الحال والمآل) طالما كان هذا هو التعاطي مع الأمور..

أخيراً أنقل لكم تعليقاً ردّده كثيرون حتى ممن كانوا يعارضون الرئيس البشير وحكومته وهم يعلمون بموقفكم هذا تجاهه وهو يفتقد شقيقه محمد حسن..
والخلق شهداء الحق.. يكتبون شهادتهم بألسنتهم ..
تعليق واحد متكرر ( ديل ناس ما فيهم خير) .. والله المستعان.

لواء ركن (م)
أسامة محمد أحمد عبد السلام

اترك رد