إبراهيم عثمان يكتب : موت المصداقية

السودان

 

لقد فقدت التصريحات المتعلقة بالتسوية الجارية أي مصداقية، وكلام الليل لم يعد ينتظر النهار ليمحوه، فالمحو يأتيه في ليله وقبل أن يسمع به كثير من الناس، حتى إنك إذا كنت ممن سمعوه وصدقت المتحدث واستمر تصديقك لأكثر من مدة الحديث، فسوف تظلمه، ولن تكون (زوله) لأنه سيحتاج بعد قليل إلى عدم تصديقك ليمرر حديثه الجديد .. وللأمانة بين طرفي التسوية الجارية ليس المركزي هو الطرف الأقل اتساقاً في تصريحاته، وليس هو الأكثر تضليلاً . وعلى كثرة أكاذيبه يمكن أن يُقال إن أكاذيبه أكثر اتساقاً وتخدم هدفاً محدداً واضحاً، وعدم مصداقيته بسيط ومباشر وليس مركباً، ببساطة لأن باطله مكشوف ولا يكثر من محاولات تغطيته بالتصريحات المضللة، وهذا لأنه أقل احتياجاً لأن يكون بوجهين أو ثلاثة ..

المواصلة في ملاحقة هذا التلاعب بالرصد والتعليق أصبحت ضرباً من العبث الذي لا طائل منه، بل قد يكون فيها خيانة للحق والحقيقة، لأنه مهما أوتي الناس من القدرة على الرصد الدقيق والتعليق الكاشف سيظل عملهم ناقصاً، وسيظل التلاعب أكبر من القدرة على الملاحقة .

إبراهيم عثمان

اترك رد