ياسر أبّشر يكتب : حَلُّ ما لا يُحَلْ

السودان

 

كثيرٌ من نِسَائنا أرجحُ عقلاً من كثير من الرجال.. ولكن الاستثناء يثبت هذه القاعدة.. وترى هذا الاستثناء في النسوة اللائي تجمهرن في ورشة إصلاح/ تفكيك القوات النظامية.
تلك جمهرةٌ من حريم لعقلها فقدت، كما أنها كَرِهَت ما قالتِ الكتبُ.
وأبلغ ما رأيته من سخرية بشأنهن ما قاله أحدهم معلقاً على صورة لهن في ورشة الجهالة تلك، قائلاً:
«إنتو متأكدين دي ورشة إصلاح #القوات_المسلحة وللّا دق ريحة»؟!!
ثم إن صور بعضهن ذكرنني بقول وينستون #تشرتشل:
«Madame, I may be drunk, but youare ugly, and tomorrow I will be sober».
«سيدتي، ربما أكون أنا الآن ثَمِل، لكنك قبيحة، ولكني سأصحو من سكرتي غداً»!!!
تُرى، هل تكون تلك الصراحة اللاذعة من تشرتشل وهو ثَمِل هي الحل الذي يبعد هؤلاء عن ادّعاء معرفة ما لا يعرفن؟

وفي #نيوجيرسي، حطّ الش/يخ الض/رير ع/مر عبد الرحمن رحاله.. وهو الذي كان أف/تى جماعة الاسلامب/ولي بجواز ق/تل أنور الس/ادات، فق/تلوه شرّ قِ/تلة.
وهو مقيم بنيو جيرسي سلطت #المخابرات_المصرية عليه مصرياً يُدعى عماد سالم يتجسس عليه..
وكان عماد سالم Double Agent» «يعمل للمخابرات المصرية ويعمل مع «FBI»، فظل يرافق الشيخ ويقوده، ويسجل كل كلمة ينطقها ليوافي بها كلا جهازي المخابرات.
وكان يسجل لخمسة من السودانيين الأبرياء حتى ورّطهم، فاتُهموا بتف/جير برج مركز الت/جارة العالمي WTC في نيو يورك عام 1993.. ورمت بهم الحكومة الأمريكية في السجن بأحكام أقلها (25) عاماً، ولم تبرئهم حتى بعد أن قبضت على الباك/ستاني حمزة يوسف، الم/دبر الفعلي للت/فجير والذي اعترف بكامل مسؤوليته!!
ومات أحد هؤلاء الأبرياء (من قرية واوسي) في السجن ظلماً.
سُئل شي/خ ع/مر عب/د الرح/من فيما إذا كان يُ/فتي بق/تل حس/ني مبارك، فأجاب:
«الفت/وى سهلة، بس فين الرجّ/الة الين/فذوا الفتوى»؟؟
وفي ظل البرهان بلغت مهانة #الجيش أقصاها.. وقَبِلَ #البرهان أن تُفتِي في مستقبل الجيش شراذم أعقلها #عرمان!!!
آمُلُ ألّا نقول ما قاله عمر عبد الرحمن.
أتمنى ألّا يقول السودانيون: بس فين الرجالة في الجيش اللي يخلصوا الجيش من البرهان، ويخلصوا ويحلوا السودان من القيد والذلة، كما حُلّ بَلّة.
وفي ورشة القحاتة لتفكيك الجيش، قدم الأوراق:
– سينزانا فوكسا.
– جيف مابتدري.
– العميد إياد الجراح (من يونيتامس).
– كريس لوكهام.
واشترك في النقاش كل من سايمون يازجي، أريك لارسون والبروفيسور روفائيل مارتينيز.
لكن البرهان صرّح قائلاً:
«نحن بنسمع أنو هذه العملية بقودوها الأجانب، أبداً، هذه العملية نقودها نحن السودانيين، ما في أي زول عندو بيها علاقة.. نحن نؤكد إنها حقتنا برانا وحنواصل فيها برانا لغاية النهاية».
لحل مشكلة مُجانبة الصدق عند البرهان، لا مناص من تزويج البرهان من إحدى «النسويات» اللائي اشتركن في ورشة التفكيك.
هذا سيحل السودان من البرهان؛ لأنه سيشغله بنفسه، فيظل مشغولاً بحل نفسه منها، و«توريه نجوم الضهر» وحتى “يعرف الله حق”!!!
– ولأن التناقض والابتعاد عن الصدق عند البرهان أصبح «مرض عزيمة» قد ترون أن تُكَلّف إحدى زعيمات النسوية المشاركات في ورشة تفكيك القوات المسلحة بأن تَرْقِي البرهان.. وهذا سيريحنا من الطرفين؛ لأن الزعيمة لن تستطيع أن تَرْقِي مدى الحياة.
– قطعت عربة السفير الأمريكي النور الأحمر – ولا يفعل ذلك في بلده – واصطدمت بعربة إسعاف.
وخرج أمجد فريد ليقول: إنها كانت محاولة من الكيزان لاغتيال السفير الأمريكي.. والسفير نفسه لم يقل ذلك!!
ولأن أمجد فريد اعتاد على ضرب النساء و«الطراش عليهن بيض وطماطم» (لا مؤاخذة) وفقاً لإفادة زوجته للمحكمة التي أدانته، نقترح أن تضمن ورشة التفكيك في توصياتها الآتي:
«يُسمح لأمجد فريد بضرب إحدى النسويات المشاركات والطراش عليها بيض وطماطم (لا مؤاخذة)، ولا تسمح الورشة له بأي نوع آخر من الطراش».. وبذلك تضمن الورشة ألّا يطرش أمجد فريد طراشاً مثل طراشه عن حادث السفير الأميركي.
وبالإضافة إلى هذه العقوبة، يؤمر أمجد فريد بكتابة بيت قيس بن الملوح:
تَدَاوَيْتُ مِنْ لَيْلَى بِلَيْلَى عَن الْهَوى
كمَا يَتَدَاوَى شَارِبُ الخَمْرِ بِالْخَمْرِ
مائة ألف مرة.
وتلك عقوبة عليه صارمة؛ لأنه لا يعرف حديثاً مموسقاً ولا شعراً يفيض عذوبة، ثم يُؤمر بأن يحفظ قول عنترة:

كَم لَيلَةٍ قَد قَطَعنا فيكِ صالِحَةٍ …
رَغيدَةٍ صَفوُها ما شابَهُ كَدَرُ
مَع فِتيَةٍ تَتَعاطى الكَأسَ مُترَعَةً …
مِن خَمرَةٍ كَلَهيبِ النارِ تَزدَهِرُ
تُديرُها مِن بَناتِ العُربِ جارِيَةٌ …
رَشيقَةُ القَدِّ في أَجفانِها حَوَرُ

عسى أن يعلمه هذا الشعر الجيد بعض إحساس، فيُقْلِع عن الكذب، الذي مَرَد عليه.

وإزاء التنمّر الذي أبداه حميدتي على الجيش في الورشة، فالحل المناسب هو حث جنود الدعم السريع على التمرد على حميدتي، بتطبيق أحد إجراءات البصيرة أم حمد الآتية:
– إزالة سور القصر، حتى لا يجد جنود الدعم السريع سوراً يعلقون عليه سراويلهم (أكرمكم الله).
– أو منع جنود الدعم السريع من لبس السراويل (أكرمكم الله مرتين).
وتتحدث مجالس المدينة، وفقاً لرواية أحدهم، أن عدداً من المشاركين كانت تفوح من فمِهِ رائحة الخمر، حتى إنك لو سألته:
هل ستشارك في النقاش؟
أجابك: Wine not» «يعني أن يقول: Why not!!!
وافاني الصديق الكاتب محمد عثمان إبراهيم بثلاث خطط أمريكية “لإصلاح وإعادة بناء” الجيوش والمنظومات الأمنية في كل من أفغانستان والعراق واليمن، تناقش:
— Reconstructing the Afghan National Defense and Security Forces
— Rebuilding and Reforming the
Iraqi Security Sector
— Future of the Yemeni Army
وما أشبه الليلة بالبارحة. نفس المخطط الذي أفضى للخراب هناك، يكررونه في السودان، على أيدي نفس العملاء!!!

ألا ليت البرهان وناشطيه يهتدون بقول صلاح عبد الصبور:
«إذا ولّيتُم، فلا تنسوا أن تضعوا خمر السلطة في أكواب العدل».

لكنني أشك أن بين القحاتة، الذين يتهافتون على السلطة تهافت الذباب، ويبغونها حصراً عليهم، من لديه لُب يفيده من حكمة الفرنجة القائلة:
«تُسكر السلطة أفضل القلوب، مثلما تفعل الخمر بأقوى العقول.. ليس ثمَة إنسان يتمتع بالحكمة الكافية، ولا الصلاح الكافي ليؤتَمَن على سلطة بلا حدود».
«Power will intoxicate the best hearts, as wine the strongest heads. No man is wise enough, nor good enough to be trusted with unlimited power».

هذا حَلُّ ما لا يُحَلْ.

ياسر أبّشر
————————————
1 أبريل 2023
#دكتور_ياسر_ابشر

اترك رد