ياسر أبّشر يكتب : الحَفْر بالإبْرَة..في عصر الحَفْر بالليزر

السودان

 

يحذر الرجال السودانيون من أن تحتقرهم النساء..
يحذرون كل الحذر أن يصيبهم ذَمُّهنّ.
كل الرجال في السودان يخشون ذلك إلاّ رجلاً واحد A Blue Jay from Scotland، ذلكم هو عبد الفتاح البرهان!!
لقد وصفته الصحفية سهير عبد الرحيم مرة بأنه “بلا قاش”!
وكتبت هذا الأسبوع أن “الرجال في الفشقة”!!!
وكتبت مراراً عن تردي كل أحوالنا جراء تردد البرهان وهروبه من مسؤولياته ومراوغاته التي لا تنتهي.
ومثل ذلك كتبت الصحفية رشان أوشي، والصحفية عائشة الماجدي.
وانتقدته الشاعرة داليا إلياس، والشاعرة روضة الحاج، وغيرهن من السيدات النابهات الماجدات.
لديهن كلهن: “انت راجل التاباني” لما لَقِينَ في ظلك ما لَقِينَ من خوفٍ من متهجمٍ في البيت أو في طريق، ومن عنت عيش.
وكل ذلك لم يسوء البرهان ولم يحرك مشاعره أو يدفعه لتصحيح مساره وإصلاح طريقة حكمه.
ويبدو أن الذم والمدح عنده سواء.
“وحاكم” طالَ بِهِ عَنائي
لازَمَني وَذاكَ مِن شَقائي
كَأَنَّهُ الأَشهَرُ مِن أَسْمَائي
أَخرَقُ ذو بَصيرَةٍ عَمياءِ
لا يَعرِفُ المَدحَ مِنَ الهِجاءِ
أَفعالُهُ الكُلُّ عَلى اِستِواءِ

وتحدث البرهان اليوم (الجمعة، 7 أبريل)، وادّعى أن تقاعسه Inaction هو صبر.. وهو كل الضعف والهوان بدليل ما انحدر له كل أمر بالسودان.
وادعى أن الجيش “علمنا أن نحفر بالإبرة لنصل لما نريد”!!
ألم يعلمكم الجيش الحزم والعزم والحسم والإنجاز؟؟ ونحن في “جرجرة” تقودها أنت لأربعِ سنوات!!
هذا ليس الجيش.. هذا أنت يا سعادة الفريق .
الجيش الذي عهدناه ونعرفه هو:
الفَارِجُ الكُرَبَ العِظامَ بمِثْلِها
والتّارِكُ المَلِكَ العزيزَ ذَليلا
مَحِكٌ إذا مَطَلَ الغَريمُ بدَيْنِهِ
جَعَلَ الحُسامَ بمَا أرَادَ كَفيلا
نَطِقٌ إذا حَطّ الكَلامُ لِثامَهُ
أعْطَى بمَنْطِقِهِ القُلُوبَ عُقُولا.

قال البرهان: “القوات المسلحة ليس لها عداء مع أي جهة”!!
ولكن سؤالي يا سعادتك :
أليس للقوات المسلحة عداء مع الذين كانوا يفتشون الضباط ويهينونهم أمام بوابة القيادة؟؟
ماذا عن الذين كانوا يحرضون الصِبية ضد الجيش ليهتفوا:
“معليش… معليش… ما عندنا جيش”؟؟
وماذا عن الذين قتلوا ضباط وجنود الشرطة في قلب الخرطوم وخارجها؟؟
وماذا عن الذين قتلوا ويقتلون ضباط الجيش وجنوده هذه الأيام؟؟
كيف لا يعادي الجيش هؤلاء!!!

في عهدكم يقع كل هذا لأنك لم تترك للقوات النظامية مهابة.. لقد أزريت بهم وقد كانوا:
هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ
وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ

والناس تعلم أنك تراوغ وتتحاشى حتى المواجهة وما يحفظ الهيبة والسيادة، وهذا خور؛ لأن الجبان كما قيل:
A Coward is the Man who would rather Live Dead than Die Alive
“الجبان هو الإنسان الذي يُفضّلُ أن يعيش ميتاً، بدلاً من أن يموت حياً”

وإنّما الميت ميت الأحياء.

وفي ظِلّكُم، وهو ظِلٌ من يَحْمُوم، لا بارد ولا كريم: توعد السفير السعودي غير الموافقين على الإطاري من شعبك بالثبور وعظائم الأمور!!
ويتوعده ويهدده السفير الأمريكي بالعقوبات المهلكات!!

وبجانبنا طردت تشاد اليوم السفير الألماني؛ لأنه تدخل في شأنها الداخلي.
وأدّبت ست دول في أفريقيا فرنسا وانتفضت على تجبرها.

لكن حاكمنا نحن يُسمى البرهان:
و”عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ”

أنت يا صاحب السعادة ترضخ لِقِلّة من حزبين ونصف الحزب.. كلها أحزاب صغيرة.. حزب الاتحادي الموحد، وحزب المؤتمر السوداني، ونصف حزب الأمة، بل ربعه وهو جناح مريم.
وتظن أن فولكر والسفراء سندك وعضدك يدعمونك ضد شعبك.. وظللت تتخفّى وتخفي معهم ما تريدون بالوطن.. تتعامل مع الشأن العام، شأن السودان، وتديره كما تدير ضيعتك الخاصة.. وكان من الممكن أن تجد من المستشارين الأوفياء، فأضربت عن هذا صفحاً، ولجأت لمجرمين كعرمان، وعملاء يلعقون أحذية الأجانب.
وأنت الآن كمن:
ترك القريبَ من الصلاحِ ففاته
ورجا البعيدَ من الظنونِ فأخفقا.
ولم ينفعك كل ما أتيتَ، بل إنك أصبحت مثار تهكم وتعريض واتهام، حتى من قبل عبد الرحيم دقلو في صحيفة نيو يورك تايمز، وهو من كان مفترضاً أن يكون مؤتمراً بأمرك، طائعاً لك، موقراً لنُظُم وتراتبية القوات المسلحة.
ومن يَهُن……..
كان يمكنك أن تركن إلى وطنيين أنقياء، من المستشارين، مَصابيحِ الهِدايَةِ، لا أَهلِ الغَوايَةِ، أَربابِ الضَلالاتِ..
لكنك لم تفعل..

لذا أخفقت أن تُقيم مائلا، أو أن تُصلح خراباً، أو تسد خللاً، أو أن تمنع فساداً، أو تُنجِز خيراً.

واليوم قلت إنك قريب من تحقيق الاتفاق السياسي!!!
لكن أي اتفاق تعني؟ مادام “كل الأطراف تكذب وتفتري وتنسج شائعات غير موجودة على أرض الواقع”، كما قلت اليوم!!
أنت تقول بوضوح: “كل الأطراف”!!! فمع من تحقق الاتفاق؟؟
هل من الشجاعة أن تخفي عنا، نحن المواطنين، أهل الشأن اتفاقك هذا وبنوده وأطرافه؟؟
أربأ بك يا قائد جيشنا أن تكون من الجبناء..
فالجبناء لا خلاق لهم، كما يذكرنا المهاتما غاندي:
Cowards Can Never be Moral

نحن لا نرضى هذا لقائد جيشنا العظيم، الذي حمانا حِقَباً.

إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ
فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا
وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ
وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا
فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى
وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا

ثِقْ يا صاحب السعادة أنه:
مهما تكن عند امرئٍ من خليقةٍ
وإن خالها تخفى على الناس تُعْلَمِ.
وليس من الذكاء الاعتقاد أنك تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت.
فالناس يعلمون أنه:
للنَفْسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى
أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخيا
ولتعلم سعادتك :
أن حكم السودان، وخاصةً في ضوء المعطيات الماثِلَة أمر عظيم.
ولتعلم: “إِنَّ العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ”.

وتجاريب السنين الأربعة معك أثقلت كاهلنا نحن فئران السودان!!! فدعنا لنستعيد إنسانيتنا، ولنستعيد جيشنا.
ولا تَأمَنَنّ العملاء، الذين يتربصون بالسودان الدوائر.
افعلها …… فهذا وقتها.
افعلها لتغني لك نساء السودان:
“ما حَرَسُوا الجري………
صدرك موشّح بالدِمِي……..
ما بخاف…
فارس الحديد إن حِمِي”.

ياسر أبّشر
————————————
7 أبريل 2023

اترك رد