التيار الإسلامي العريض : محاولات الإقصاء والانفراد بالتقرير في مصير البلاد محكوم عليها بالفشل (بيان)

السودان

بسم الله الرحمن الرحيم
التيار الإسلامي العريض
بيان الذكرى الأولى للتأسيس

الحمد لله الذي تفرّد بالأمر والخلق والصلاة والسلام على سيدنا محمد ناصر الحق بالحق وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحشر والميزان.

في السابع عشر من رمضان 1444 هجرية تمر علينا الذكرى الأولى لتأسيس التيار الإسلامي العريض والتي تأتي في ظل الأزمة الخانقة التي تمر بها بلادنا والتي دعت أثنى عشر مكوّن من القوي السياسية للانخراط في حوار فكري وسياسي وحركي عميق تبتدر به طريقا للاعتصام والاجتماع مؤمنة بوجوب الوحدة وحتميتها استجابة لأمر الله تعالى بالاعتصام ورفضا لحالة التشظي والإنقسام.

وهم إذ بشروا قواعدهم وعموم المهمومين بالعمل الإسلامي والشأن الوطني بإنطلاق قطار التفاكر والتنسيق والتعاون وقد عقدوا العزم على الوصول به إلى وحدة كاملة تستجيب لأشواق جماهيرنا وتعصم هوية بلادنا من الطمس وسيادتها من الإنتقاص ووحدة ترابها من التقسيم ومجتمعها من التفكك ، وترد السلطان إلى الشعب ليختار حكامه في انتخابات حرة ونزيهة في نظام سياسي آمن ومستقر ومؤتمن على التعبير عن هوية الشعب بعيدا عن الاستلاب الثقافي .

و إذ ننطلق من تلك الدواعي والحيثيات الماثلة في واقعنا المأزوم نحو تحقيق الوحدة هذه الغاية العظيمة نؤكد على أن وحدتنا المنشودة وحدة رآية لا وحدة رأي و وحدة كيان يستوعب إجتهادات فكرية وسياسية.

وهي خيار إستراتيجي غير مرتبط باستهداف ماثل ولا يزول بزواله وتمثل عاملا رئيسا لتحقيق الاستقرار إذ تحاصر حالة التشظي في السياسة والفكر والدولة والمجتمع .

وأنها ممدودة للجميع لنضع حجر أساسها معا ونبني أركانها سويا وهي لا تحجر على أحد في اجتهاد ولا تضيق ذرعا برأي وهي تنطلق لتسع مدارس فكرية ومذاهب فقهية ومنابر سياسية وطرائق حركية مع التخلق بأخلاق الإعتصام في الإعذار والمحبة و هي حصننا المنيع لصد الصائل على الدين والوطن فلسنا بطير مهيض الجناح ، فلا تستباح لنا حرمة ولا يفت لنا عضد وقلوبنا غير قابلة للترويع وجباهنا غير قابلة للتركيع .

ولقد مضى التيار الإسلامي العريض خلال هذا العام بقوة في خطه الفكري الداعي إلى التمسك بثوابت الأمة وعقيدتها ومقاومة محاولات التغريب والعلمنة وفي خطه السياسي المنادي بكفّ التدخل الأجنبي السافر في شئون البلاد والدعوة إلى تراض وطني ينهي الأزمة السياسية ويفضي إلى فترة انتقالية سلسة وصولا إلى انتخابات نزيهة تؤدي إلى نظام قائم على تفويض شعبي صحيح وسيواصل التيار الإسلامي العريض في هذا النهج.

لقد جاء الإعلان عن تأسيس التيار الإسلامي العريض بعد ثلاث سنوات من هيمنة ثلة على مقاليد الأمور في البلاد فشلت فيها على كل الأصعدة وازدادت خلالها معاناة المواطن وضاقت عليه سبل العيش نتيجة الغلاء الطاحن وسوء الإدارة الواضح من متسلطين جمعوا بين قلة الخبرة في إدارة الدولة والإصرار على إنتهاج سياسات خرقاء فاقمت من أزمات البلاد بلا تفويض ولا استحياء من قبول التدخل الأجنبي السافر في شئون البلاد.

وفي هذا المقام نود أن نؤكد للحكومة القائمة وكل القوى السياسية أن محاولات الإقصاء والانفراد بالتقرير في مصير البلاد محكوم عليها بالفشل وأن أي اتفاق لا يحظي برضا وموافقة غالبية الشعب السوداني وقواه الحية سيسقط بالمعارضة الشعبية الواسعة وعلى الذين يسيرون في نهج الإقصاء والانفراد الاعتبار بدروس التاريخ ويرعووا عن تجريب المجرّب.

نؤكد مرة أخرى أن محاولات استهداف هوية الأمة ومصادرة استقلالية قرارها الوطني ستبوء بالفشل الذريع بفضل الله ثم بتصدي القوى الحية في الأمة لهذه المحاولات الخرقاء،وفي هذا الصدد يثمن التيار الاسلامي العريض عاليا وقفة الشعب السوداني و قوى المجتمع في وجه محاولات الاستلاب و الانتقاص من الدين ، والتنكر للاعراف السودانية الاصيلة والاخلاق الكريمة،تلك الوقفة التي تكسرت عندها كل مخططات الخارج الاثيم و كل محاولات عملائه ومأجوريه الذين باعوا الوطن والدين.

والتيار الاسلامي العريض في معركته لحفظ القيم والذود عن حمى الشريعة والدين ،يعول كثيرا ،بعد عون الله وتوفيقه ،على الخير المكنون في صدور وفطرة ابناء هذا الشعب الكريم،بهم يصول ويجول ومعهم ينتصر لبيضة الدين.

في الذكرى الأولى لتأسيس التيار الإسلامي العريض نجدد العهد أننا ماضون في هذا السبيل بعون القدير الجليل وندعو الجميع الي هذه المعاني الواضحة والسبيل المستقيمة.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

الأمانة العامة للتيار الإسلامي العريض
السابع عشر من رمضان 1444 هجرية.
الثامن من أبريل 2022م.

اترك رد