إبراهيم عثمان يكتب:الجوع الكافر ومنطق القحط

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

الجوع الكافر ومنطق القحط

أظهر عيب عند النظام القائم هو الجمع بين القرارات القاسية اللامسؤولة بخصوص معيشة الناس والتنصل من المسؤولية عما ينتج عنها من جوع . فالنظام الذي يمضي بقوة في قرارات رفع الدعم يصر على أن النتائج هي مسؤولية الكيزان في عملية تقحيط للوعي يتجند لها المسؤولون والنشطاء ليغرقوا الصحف والمنابر والأسافير بأعلاف من كل الأنواع وكلها تدور حول تبرير القرارات اللامسؤولة والتنصل من المسؤولية عن آثارها، يبدو أن ذلك مرده إلى أن القحط المادي لا يمكن الدفاع عنه والتنصل من مسؤوليته في ذات الوقت إلا بقحط معنوي وقيمي وأخلاقي هو ما يُنتج كل مفارقات ودغمسة الفترة الحالية من تاريخ السودان .

– هل الكيزان هم من ( احتالوا ) على المواطنين في رفع الدعم بتدرج سريع يبدأ بسعرين مدعوم وسعر تجاري، ثم بعد فترة قصيرة يتم رفع الدعم عن التجاري ورفع سعر المدعوم ويكون اسمه التجاري المدعوم، ثم بعد فترة يتم إلغاء التجاري المدعوم ويكتمل رفعل الدعم ؟
– هل هذه الحيلة الماكرة من تدبير الكيزان وهل هم من استخدموها في مضاعفة سعر الوقود أكثر من عشرين ضعفاً ؟
– هل الكيزان هم من جعلوا مضاعفة سعر الوقود تنعكس على تعرفة النقل والمواصلات لتتضاعف بدورها ؟
– هل الكيزان هم من جعلوا زيادة تكلفة النقل تنعكس على أسعار كل السلع ؟
– هل الكيزان هم من ضاعفوا أسعار الكهرباء ؟
– هل الكيزان هم من جعلوا القطاعات الانتاجية تتأثر سلباً برفع أسعار الوقود والكهرباء ؟
– هل الكيزان هم من أصدروا القرار برفع أسعار الغاز ؟
– هل الكيزان هم من أصدروا القرارات بمضاعفة رسوم المعاملات والخدمات الحكومية ؟
– هل الكيزان هم من عطلوا المدارس لفترة طويلة بحجة أن فتحها في ظل الغلاء سيخلق المظاهرات؟
– هل الكيزان هم من أصدروا القرار بإغلاق “كل المرافق الصحية” في موجة الكورونا الأولى ؟
– هل الكيزان هم من ضاعفوا سعر الخبز المدعوم عدة أضعاف، وهل هم من ابتدعوا الخبز التجاري بأسعاره ( ١٥ .. ٢٠ .. ٢٥) ؟
– هل الكيزان هم من دخلوا سوق الذهب والدولار الأسود لتدبير مبلغ التعويضات لضحايا تنظيم القاعدة، وهل هم من يضخون التريليونات لشراء الدولار لتوفير السلع الاستراتيجية ؟

كثيرة هي القرارات والسياسات الحكومية التي تسببت في المعاناة الحالية في الحصول على السلع والخدمات، وفي صناعة الجوع الذي تصر الحكومة على تصويره على أنه جوع لقيط يبحث عن أب لتلجأ إلى الحل السهل وهو تحميل معارضي سياساتها مسؤولية نتائج وآثار هذه السياسات !!

إبراهيم عثمان

اترك رد