المدير العام ل(ميكو) يكتب:ايقاف تشغيل ميكو والاثار الاقتصادية

إقتصاد

الخرطوم:الرآية نيوز

ايقاف تشغيل ميكو والاثار الاقتصادية

مرت صناعة الدواجن في السودان من مرحلة الانتاج التقليدي في ثمانيات القرن العشرين حيث كان نصيب استهلاك الفرد السوداني من الفراخ ٤٠٠ جرام وعندها كانت المقولة المضحكة ” ان اكلت فراخ فاما ان الدجاجة مريضة أو ان الشخص الذي اكلها تم ذبحها له لانه مريض” ، ثم بدأت مرحلة صناعة الدواجن في السودان بقيام الشركة العربية والشركة الكويتية وعندها كان اكل الفراخ يتم شراؤه بناء علي تصاديق شراء ؛ فكر نفر وطنيين من ابناء هذا البلد هما د السنوسي حسن السنوسي واسرته وبحكم انه بيطري في عام ١٩٩٨ بانشاء شركة مواسم ؛ وقام ايضا الاستاذ عثمان محمد الحسن بالدخول في انتاج الدواجن عبر شركة هجليج وهي شركة اسرية تخص عثمان محمد الحسن واسرتة سنة ٢٠٠٠ مع شركة مواسم بانشاء شركة ميكو لانتاج الدواجن وقد انضم لشركة كمساهم وطني الاستاذ محمد موسي ود الجبل ؛ عليه فانشاء شركة ميكو للدواجن كان في عام ٢٠٠٠ بمساحة قدرها ٦٠٠ الف فدان وكان وقتها تنتج حوالي ٧٠٠ الف كيلو جرام فراخ في العام وتستورد الكتاكيت عمر يوم من جمهورية مصر العربية .
المرحلة الثانية لميكو هو تكوين شركة داجن بدخول ولاية الخرطوم بحصة وقدرها ١٩ سهم في عام ٢٠٠٥ بمساهمة وقدرها ١مليون جنيه وخروجها بناء علي رغبتها في عام ٢٠١٢ باسترداد مبلغ ٢٢ مليون جنيه اي ان الولاية تضاعف راسمالها من دخولها الي خروجها ٢٢ مرة علي الرغم من الفترة العصيبة والخسائر الكبيرة التي مر بها قطاع الدواجن من انتشار مرض انفلونزا الطيور في عام ٢٠٠٦ والذي ادي الي خسائر كبيرة وخروج معظم المنتجين من قطاع الدواجن وتكبدهم لخسائر فادحة الي ان شركة داجن واصلت مسيرة النجاح والتطور والنمو والتوسع وتحصلت علي تمويل بنكي داخلي وتمويل موردين من الخارج جعلها اكبر شركة دواجن الان في السودان تنتج اكثر من ٣٢ مليون بيضة مخصبة لتنتج اكثر من ٢٨ مليون كتكوت عمر يوم ترفد به مزارع الشركة لتنتج ١٥ مليون كيلو فراخ انتاج مباشر من مزارعها و٥ مليون كيلو من مزارع الشراكات الذكية التي اقامتها مع صغار المنتجين ٣٣ شراكة والتي تمولهم الشركة بالكتكوت والعلف والدعم الفني في شركة ذكية تستوعب اكثر من ١٠٠٠ عامل بالاضافة الي عمال الشركة المباشريين والذين يتجاوز عددهم ١٣٠٠ شخص ، كما للشركة مساهمة مجتمعية في منطقة المشروع بشرق النيل بمنطقة كترانج من تشغيل العمالة ودعم التعاونيات الزراعية وادخال الكهرباء والمياه ودعم المدارس والمراكز الصحية والخلاوي .
توليت ادارة الشركة في الاول من يوليو ٢٠٢٠ وقبلها كنت مدير عام للشركة العربية لأمات الدواجن لخمس اعوام وانا سعيد بوظيفتي بالرغم من متاعب مهنة الدواجن والضغط النفسي الذي تكون فيه بصورة مستمرة فهي صناعة حساسة تبدأ من البيضة الي الدجاجة وتنتهي بالدجاجة لتبدأ البيضة وهي صناعة مكلفة لتعدد مدخلات الانتاج فيها ولكنك تسعد حين تساهم في زيادة الانتاج والانتاجية والتي ينادي بها كل الناس في السودان لاصلاح الاقتصاد ولكن يتعثرون عند التنفيذ والانتاج ؛ بدأت لي بعض المشاكل في عدم قدرة تجديد سجل الشركة وانا اضع اولي خطواتي في الشركة بسبب تجميد حساب الشركة من قبل لجنة التمكين وبعد جهد من الملاك وتوضيح اهمية فك حساب الشركة تم فك الحساب ولكن اصبحت مشكلة الشركة في كيفية الحصول علي التمويل في ظل التضخم الجامح وتجميد ملف الشركة بالمسجل التجاري من قبل لجنة التمكين وظلت الشركة تسدد التزاماتها البنكية بصفة شهرية حتي نهاية شهر فبراير ٢٠٢١ حرصا منها علي علاقتها مع البنوك السودانية .
يوم الخميس ٢٥ فبراير وانا راجع الي البيت بعد يوم عمل منهك وارتياح بالقدرة علي سداد التزامات الشهر البنكية والهم بصرف رواتب العاملين يوم السبت اتصل علي المدير الاداري للشركة بان فريق من لجنة التمكين حضر الي الشركة وابلغه بمصادرة الشركة ؛ قلت له انا سوف ارجع لكم الحين وبالفعل رجعت الي الشركة وانا همي وراسي يدور كيف لست وحدات من الشركة متكاملة فراخ ، بيض علف ، امات تم استيرادها من امريكيا لو ماتت يحتاج السودان الي سنتين حتي يرجع انتاج الفراخ الي انتاجة الطبيعي حيث ان شركة ميكو بالشراكات تنتج اكثر من ٤٠٪؜ من حصة السوداني واصبح الفراخ طعام الفقراء لان سعره ٥٠٪؜ من سعر اللحوم الحمراء . وصلت الشركة وجدت اربعة عربات او يزيد بها قوة من الشرطة والمباحث ، وجدت شخص قابلني في البدء قمت بتعريف نفسي بانني ابوعبيدة احمد سعيد المدير العام لشركة داجن المحدودة وقلت له “انني احترم قرار لجنة التمكين ولكن لحساسية واهمية الشركة في الامن الغذائي وكاجراء لعملية المصادرة حسب المحادثة اريد قرار المصادرة ” فكان رده صادما “بان هذه القوة لاتحتاج الي قرار ” وطلب ان اقوم بتسليمه مفتاح سيارتي اللاندكروزر وان يتم ايقافها بالشركة وطلب بعدم تحريك اي سيارة او دخول شخص او خروج اشياء من الشركة ثم ذهبوا منا وتركونا حيري بين مصدق ومكذب لما جري وانهم سوف يذهبون للمشروع وتركوا ٤ من افراد الشرطة بمبني الشركة لمنع الدخول والخروج . تواصلت مع الاخوة بغرفة الدواجن وجهات الاختصاص وشرحت لهم باهمية ان يستمر عمل الشركة وان عمل الشركة كوحدات متكاملة وحساسيته في تأمين الامن الغذائي لا يقدح او ينقص في احقاق الحق واقامة موازين العدل لكن من المهم المحافظة علي ثروة الدواجن لشركة ميكو لانها ثروة تعمل علي المحافظة علي الانتاج وثبات الاسعار وتوفير بروتين حيواني رخيص لانسان هذا البلد ، اما المسائل القانونية فالشركة وملاكها ابوابهم مشرعة للاجابة والافادة وتفنيد كل التصرفات التي تمت في ظل دولة الحرية والقانون والعدالة .
اناشد كل ذوي الاختصاص بضرورة الاسراع في معالجة استمرارية الانتاج بشركة ميكو لانها تمثل اكبر شركة متعلقة بمعاش الناس في مجال الدواجن وان كان هناك اي شائبة أو شبهة بتهمة لفساد تم فابواب العدالة مفتوحة والحق احق ان يتبع في ظل دولة الحرية والسلام والعدالة.

ابوعبيدة احمد سعيد
المدير العام لشركة داجن المحدودة (ميكو)
الجمعة ٢٦ فبراير ٢٠٢١

اترك رد