إبراهيم عثمان يكتب : مناعة القطيع وكوفيد ١٩ السياسي

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

مناعة القطيع وكوفيد ١٩ السياسي

تتشابه حكومة قحت مع جائحة كوفيد في كثير . فهي، مثله، أتت في ٢٠١٩ ، وهي مثله تسببت في كوارث لا حصر لها في معاش الناس وصحتهم وتعليمهم وسائر شؤونهم، وهي مثله انتقلت عدواها بالزحام والعطاس وقلة الوعي السياسي، وهي مثله تسببت في إزهاق أرواح، وتعطيل انتاج، وزيادة غلاء، وهي مثله حققت التباعد الإجتماعي ( حمدوك : لو لم نبيع الوقود بسعره الحقيقي لاستمر الناس في عادة التحرك من حي لآخر لتناول الشاي مع أصدقائهم)، وشجعت تقارباً إجتنماعياً من نوع آخر في الإندايات، والقعدات، وجلسات التحشيش، وحفلات الدي جي، بعد حقن الشباب بمضادات للخطاب الديني تقوي مناعتهم ضده .

وهي مثله تحورت إلى سلالة جديدة يُراد لها أن تكون أكثر وأسرع انتشاراً، و”أغتت” فتكاً، وأكثر تحايلاً وقدرة على تنويم جهاز المناعة بعد تهميش الشيوعيين والجمهوريين الذين كانوا يستثيرونه، وهي مثله خدعت جهاز المناعة الوطني بغلاف مواءمة سطحي يتخفى وراءه كل الشر، وهي مثله تمكنت من ضرب هذا الجهاز بعد أن تسلل كل أصحاب الارتباطات المشبوهة إلى أكثر المواقع حساسيةً، وهي مثله تعمل من أجل تدمير جهاز المناعة الفكري والمبدأي كخطوة تالية لمخادعته ( وزير العدل: لا بوجد شئ اسمه ثوابت )، وهي مثله في مجادلة الكثيرين في جدوى وسلامة اللقاح الذي يقي منها.

نتج عن كل هذا قطيع بلا مناعة سياسية أو دينية أو فكرية أو مبدأية، قطيع جاهز لكل أنواع السواقة بالخلا ويعطي حكومته تفويضاً لتفعل ما تشاء، حتى إن احتاج الأمر إلى تصنُّع البلادة، وذلك يظهر بجلاء في تأييد القطيع الحماسي لكل قبيحٍ مضت فيه قحت أو تراجعت عنه لأنه لم يخادع جهاز المناعة العام فأتى عارياً متبجحاً فاضحاً، فتصدى له الآخرون فاعترفت الحكومة بقبحه .

▪️ معظم مؤيدي حكومة قحت جادلوا في البداية بأن الحكومة لا تنوي تطبيق العلمانية لأن ذلك ليس من صلاحياتها، لكنهم الآن على أتم استعداد لتقبل أكثر جوانب العلمانية تطرفاً، وفي ذات الوقت على استعداد لإضافة أي تراجع عن منكر انتووه إلى رصيد الحكومة الإيجابي الذي يثبت عدم استهدافها للإسلام، حتى لو أتى تحت الضغط الذي جرَّموا أصحابه.

▪️ معظمهم أيدوا خطاب حمدوك الأول لطلب بعثة الوصاية الأممية، ثم جادلوا بأن البعثة لا تنتهك السيادة مستدلين بالخطاب الثاني الذي أتى تحت الضغط الذي أدانوا من كانوا وراءه .

▪️ معظمهم أيدوا مناهج القراي ولوحة خلق آدم وإلغاء حفظ بعض السور القرآنية وكل أباطيل القراي، ثم جادل كثيرون منهم بأن حكومتهم لا تحارب الدين بدليل إن مناهج القراي تم تجميدها تحت الضغط الذي كانوا يخونونه .

▪️ معظمهم أيدوا فتوى ديوان شؤون الخدمة المدنية الذي أفتى بحرمان المفصولين بواسطة لجنة التمكين من حقوق نهاية الخدمة، وبعد تراجع الديوان عن الفتوى تحت الضغط الذي كانوا ضده، عادوا ليجادلوا بأن الفصل ليس فيه ظلم بدليل أن المفصولين يأخذون حقوقهم .

▪️ معظمهم أيدوا تعديل المادة التي تمنع الخمور، لكن لما خضعت الحكومة للضغط الذي وقفوا ضده ولم تكمل التعديلات القانونية واللوائح التي تنظم صناعة وتجارة واستيراد وتعاطي الخمور، وبالتالي لم تصدق حتى الآن للمصانع والبارات، عادوا ليجادلوا بأن الحكومة لم تستفز الرأي العام ولم تفتح البارات والمصانع.

لو كانت قحت تحكم قطيعها فقط ولا تجد ممانعات من غيرهم تجبرها على التدرج وعلى التراجع أحياناً لأدهشت روح أتاتورك بجرأتها العلمانية، ولحيرت مركز راند بمستوى التزامها بالإسلام الأمريكي، ولوقف بعثا سوريا والعراق تلاميذ في مدرستها للتنكيل والدوس على كل الحقوق .

حقـــــــــاً:
قحت نكبة السودان

إبراهيم عثمان

اترك رد