نشوة أحمد الطيب تكتب : في بريد رئيس مجلس الوزراء.. على يمينك “أرملة سوداء”

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

على الصعيد الخاص ..

في بريد رئيس مجلس الوزراء.. على يمينك “أرملة سوداء” ..

و لانها بادرة تعد الأولى من نوعها على مستوى منظومة الدفاعات الصناعية و التي قضت بالسماح للإعلاميين بدخول أكبر و أهم المؤسسات الوطنية ذات الطابع الأمني عالي الخطورة و المستوى المتمثل في مجمع اليرموك أكبر مجمعات منظومة الدفاعات الصناعية ، أمر أجبرني النهوض من على الفراش الأبيض قبل التئام ندب العملية الجراحية التي خضعت لها في مطلع الأسبوع المنصرم ، فمثل هذه الدعوة التاريخية لن يسمح لي سائر جسدي برفضها فما كان منه إلّا النهوض ملبياً .

في صبيحة يوم أمس الأربعاء تشير عقارب الساعة إلى السابعة و النصف و أنا داخل مبني مجلس الوزراء في قاعة انتظار قد مُلئت مقاعدها بالزملاء و الزميلات ممثلون عن مؤسسات الإعلام الخارجي لتغطية زيارة رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك و عدد من الوزراء لمصانع المنظومة .

أكدت الدعوة زمن الحضور و التحرك من داخل مجلس الوزراء في تمام السابعة و النصف صباحاً و لأننا مؤسسات حكومية سودانية أبت أنفسنا إلّا أن نتحرك في تمام الساعة التاسعة في موكب وزاري مهيب يرافقه وفد إعلامي محترم .

إنها التاسعة صباحاً في قلب الخرطوم ( عِز اللخمة و الزحمة) إلّا أن الازدحام المروري الخانق لم يؤثر على خط سيرنا فنحن برفقة وزراء دولة و كما عربات الإسعاف يتجاوزون الأخضر و اليابس و (عوض الجيد من ستة مزنوق في الشارع يكابس)
ما علينا ..!

من داخل مباني مجمع اليرموك و في إجراءات أمنية مشددة جُمعت هواتفنا المحمولة و كذلك كاميرات التصوير الخاصة بالقنوات و الوكالات الإخبارية التي جئنا لنمثلها فهي منطقة ممنوع الاقتراب و التصوير فيها .

و كانت جولتنا داخل المصنع كما وصفتها المنظومة أنها جولة أشخاص فقط و لا يسمح التوثيق أو التحدث عنها للعامة و هذا ما سوف ننفذه الآن ، خاصة و أن بلادنا وسط توترات أمنية حدودية مع بعض من دول الجوار و ليس من مصلحة الوطن الكشف عن ركائزه الدفاعية للأعداء .

ما شاهدناه من مقدرات صناعية هائلة و كوادر بشرية مؤهلة جداً و امتلاك منظومتنا الدفاعية لأحدث ماكينات الجيل الرابع الصناعية و تنوع خطوط إنتاجها قد طمئن قلبي و من واجبي أن أطمئن الشعب السوداني أن خطوط الدفاع الأمامية للوطن مؤمنة بالكامل و لن يسقطها سلاح الأعداء .

إلّا أن هذا لن يغير من حقيقة أن الشعب السوداني مغيب تماماً عما يجري داخل هذه المنظومة ، و كانت الزيارة التي أتاحت لنا الدخول ما هي إلّا رسائل غرامية للمدنية .

لن يفوتني ذكر حسن الاستقبال و الضيافة التي قُوبلنا بها داخل منظومة الصناعات الدفاعية فقد حللنا ضيوف عليهم لأول مرة في تاريخ هذه المؤسسة الوطنية .

و لكن و لكن و لكن ! يبدو أن الانحطاط لن يفارق مكتب إعلام رئيس مجلس الوزراء الذي تُشابه تصرفات موظفيه الدولة العميقة التي تحدثوا عنها و أخص بالوصف موظفته التي أجهل اسمها و المسمى الوظيفي لها ، تلك الآنسة ذات الأسلوب العقيم بنظراتها الخاطفة التي ظلت ترمقنا بها و كأنما بيننا سابق مشكلة أو خصام ، لن يفوتني ذكر التصرفات الطفولية الطائشة و عدم الاستقرار الذي تعانيه هذه الموظفة صعوداً و نزولاً ، هبوطاً شارف على الطيران ، و الوقوف مع من حللنا ضيوفاً على مؤسستهم الدفاعية على الرغم من التزامهم و تحاشيهم الوقوف بجانبها لفظاعة ما ترتديه و ما هي عليه و لن أنسى وصف تحدثها عبر استخدام كلتا يديها (الصفقة) .

حتي أطلق عليها بعض الزملاء الكثير من المسميات و لعل أبرزها ( بت الموية) .

و الملفت للنظر و الواضح للعيان عدم التعاون و التوافق بين مكتب إعلام الأمانة العامة لمجلس الوزراء و المكتب الإعلامي الخاص برئيس مجلس الوزراء ، و الأدهى من ذلك يبدو انه لا توجد علاقة ودية بين مكتب المراسم و البروتوكول و موظفو مكتب إعلام حمدوك ، و الذي قد اتضح للجميع خلافاتهم الظاهرة على موظفة مكتب إعلام حمدوك التي نسيت أن تُمشط شعرها أو تدهنه (بحبة زيت) و المؤسف جداً أنه قد نسيت أن ترتدي بنطالها الخاص بالبدلة و استبدلته بما نطلق عليه نحن الفتيات بلغتنا الدارجة (شداد) مطاط و كما أطلق عليه زملائنا الرجال (تِرينك) و أحدهم قد أوهما أن الحذاء الرياضي المتسخ موضة جديدة تُلبس مع البذّات الرسمية في مثل هذه المناسبات العامة ذات الطابع الحكومي الجاد جداً .

سيدي رئيس مجلس الوزراء قد حضرنا بدعوة منكم للمشاركة و التغطية الإعلامية ممثلون لمؤسساتنا الإعلامية المحترمة و التي لن نرضى أن ينظر لها موظفو مكتبك الإعلامي الخاص كما القذارة ، كما العادات و التقاليد الرائجة لدا موظفوك أسلوب الوعيد و التهديد بالطرد و منعنا من مقابلتك لأخذ بعض الإفادات الإعلامية ،

سيدي الرئيس هلا أخبرتهم أو بالتحديد أخبرتها أننا سلطة رابعة و أننا شركائكم في المرحلة ؟
بجانب الضبط و الربط لتصرفات الشرذمة الإعلامية المحيطة بك كما الهالة السوداء. فعلى الرغم من التأخير في جدول البرنامج الذي قُدم لنا في بداية الزيارة قد عذرنا حضراتكم الموقرة لكن (جابت ليها قلة أدب) و قباحة طبع ممن أطلقنا عليها نحن الإعلاميات الحاضرات للتغطية مصطلح (الزعافة) التي لم تحترم بتصرفاتها الساذجة حضورنا و حضور مؤسساتنا الإعلامية .

و على الرغم كذلك من ضعف مرتباتنا و انعدام ما يسمي بالبدلات و التي إحداها بدل اللبس إلّا أننا قد حضرنا إليكم في أبها الحلل البسيطة الجادة و الأحذية غير المتسخة احتراما منا لأنفسنا و لمؤسساتنا و لمن نحن ضيوفاً لديهم و احتراما للشعب الذي نحن نتحدث باسمه . و لزاماً عليك مكافحة الآفات الضارة مثل عنكبوت الأرملة السوداء من داخل مؤسستك الخاصة حتى لا يتلف محصولك سيدي .

سيدي الرئيس هلا أحضرت من يمثل إعلامنا خير تمثيل بل و يحترم نفسه و كذلك الآخرين ؟! أم ان الانحطاط سوف يلازم مكتبك على الرغم من التغيير ؟!
نشوة أحمد الطيب

اترك رد