التفاصيل الكاملة لحادثة وفاة الطفلة السودانية “سماح” من داخل منزلها بـ”الصالحة”

السودان

الخرطوم: الراية نبوز

كما النار في الهشيم، سرى نبأ مقتل الطالبة (سماح) ذات الـ13 ربيعًا بمنطقة الصالحة جنوبي أمدرمان، في أوساط السودانيين ووسائطهم الإجتماعية بلا استثناء، وذلك، بسبب الغموض الذي اكتنف مقتلها، وتعددت الروايات حول الطريقة التي فاضت بها روح سماح إلى بارئها، غير أن الرواية التي أشارت فيها أصابع الاتهام إلى والد القتيلة والوسيلة المستخدمة في ارتكاب الجريمة التي هزت وجدان الشعب السوداني، جعلت منها مدخلا لقضية رأي عام، جديرة بالتقصي العميق والدقيق، لذلك وقف موقع “الجماهير” على مسرح الحادث لمعرفة تفاصيل ما جرى.

رواية محورية

تقول الرواية المحورية إن سماح قتلت على يد والدها الذي أفرغ ثلاثة رصاصات من سلاحه الشخصي (مسدس) على إبنته، بسبب خروجها عن المنزل دون إذن منه، ليرديها بطريقة بشعة، وأكدت مصادر بالنيابة العامة تدوين بلاغ بالرقم 932021 مقدم من عم الطالبة التي تدرس بالمستوى الثامن في مدرسة هجيليجة الأساسية بمنطقة صالحة في أمدرمان، قال فيه إن القتيلة أقدم على إطلاق النار على نفسها بطلق ناري، وبناء على طلب الأسرة، أمرت النيابة بتحويل البلاغ للمستشفى دون تشريح وتسليمه لذويه واستخراج إذن للدفن.

وأشارت مصادر من المنطقة إلى أن البلاغ المعني لم يدون في قسم مربع 50 بالصالحة وإنما تم تدوينه في قسم أبو سعد مربع 6، حيث تلقت الأسرة مساعدة من أحد الضباط هناك، لكن باستفسار “الجماهير” للنيابة قالت إنه لا فرق ما دام القسم يقع تحت دائرة اختصاص نيابية أبو سعد.

“الجماهير” تبحث

“الجماهير”، آلت على نفسها البحث عن الرواية الحقيقية، بزيارة مسرح الحادثة في منطقة الصالحة، وفي تمام الساعة الواحدة ظهراً اليوم الثلاثاء، توجهت نحو منزل الطالبة المقتولة سماح الهادي،الذي يقع بضاحية الصالحة بأم درمان (جوار محطة الدليل)، قبل وصول المنزل سألت سائق ركشة، عن منزل المجني عليها سماح الهادي؟ قال لي بحزن العمارة الرمادية أمامك طوالي، قبل أن يحذرني من انتشار كثيف لرجال المباحث منذ الصباح، في الحي.

صمت وحزن

الصمت يشوب المكان بعض الشيء والحزن يترسم على وجه أطفال الجيران الذين وجدتهم يلعبون عند ناصية الشارع، أحد الأطفال قال لـ”الجماهير”، “عموا ماشي وين قلت له ماشي بيت ناس سماح، رد قائلاً سماح ماتت”.

منزل الطفلة بالصالحة

عند ولوجي إلى داخل المنزل، كان الصمت يخيم على الجميع مع انقطاع شبه تام للحركة، ويبدو المكان كأن شيئًا لم يحدث البتة ناهيك عن حادثة قتل، لم أجد شحصًا معزياً في سماح،كما هو متعارف عليه في السودان.

عند دخولي وجدت جد الفقيدة سماح وخالها يجلسون داخل الصالون قدمت لها واجب العزاء، فرحب بي الجد قائلاً: “تفضل إلى قدام مرحب بيك الفقد واحد الله يصبرنا”، عرفته بنفسي، واستفسرت عن بعض المعلومات المتداولة.

داخل المنزل

في منزل الهادي إبراهيم والد سماح وعند صالونه الكبير ذو الكراسي الوثيرة كل شيء يبدو عادياً والهدوء يسيطر على المكان لم أشعر بأن هذا المنزل قتلت فيه سماح التي أمتلات الأسافير ضجياً بها وشغلت الرأي العام، النساء يقمن بالأعمال المنزلية المعتادة بصمت لم أشعر بحالة حزن بينهن حتى مغادرتي المنزل كل شيء يبدو عاديا، ما عدا توقيف الشرطة لوالد ووالدة سماح وحجزهم في قسم شرطة الصالحة مربع (50) قبل وصولي إلى منزلهم بدقائق.

رواية الجد

روى جد القتيلة محمد بابكر البشير لـ”الجماهير”، والحزن يترسم على وجهه الذي لا يخفي غضباً لما يدور في موقع التواصل الاجتماعي حول مقتل صاحبة الثالث عشر ربيعاً، روى قائلاً: “يوم الجمعة الماضي 19 مارس الجاري، كان هناك عقد قران أبن عم المرحومة سماح، واسمه نزار، والد سماح الهادي كان ينوي الذهاب للمناسبة مع الفقيدة وأمها وقبل الذهاب للمناسبة بدأ ينظف في سلاحه “مسدس”، وتابع قائلاً “كان ذاهبًا لحضور العقد وأثناء تنظيف المسدس طلعت طلقة نارية عن طريق الخطأ وقتلت سماح”.

المشرحة أم درمان

يروي محمد بابكر قائلا: “بعد الذهاب بها للسلاح الطبي لاسعافها فارقت الحياة هناك.. في السلاح الطبي جرت محاولات لانقاذها لكنها باءت بالفشل، ومن هناك تم نقل الجثمان إلى مشرحة أم درمان،وسمح لنا بدفنها،وتم الدفن في مقابر البناير بالصالحة حوالي الساعة 11 مساء الجمعة”.

وحول تناول القضية في مواقع التواصل الاجتماعي اعتبر بابكر أن ما يدور في الأسافير لا يدخل العقل “فلذلك الناس تعرف أن سماح ماتت عن طريق طلقة طائشة، أي زول بتكلم عن القضية يمشي يثيت صحة كلامه أمام القانون”، وزاد “وصلت نهار اليوم الشرطة وأجرت بعض الرسومات والمسوحات واقتادت والد والدة سماح لقسم شرطة الصالحة أم درمان مربع (50) والآن الشرطة تجري تحقيقات وتحريات معهما”.

في أثناء قيامي بإلتقاط صور لمنزل الأسرة من الخارج تعرضت إلى انتقاد حاد من الجيران وإساءات لفظية قبل أن يتدخل شباب الحي لحل المشكلة.

معلومات ولكن

خلال زيارتها لمسرح الحادثة والاستطلاعات التي أجرتها مع الأسرة والجيران، توفرت “الجماهير” على بعض المعلومات التي ستحتفظ بها حتى لا تؤثر على سير القضية مستقبلاً الترامناً منا بميثاق الشرف الصحفي في مثل هذه القضايا.

وفي السياق، أبلغت مصادر “الجماهير” بأنه تمت مخاطبة النيابة بشكل فوري لنبش الجثمان، لكن مصدر بالتحقيق في القضية أفاد بأن أقوال جميع الموقوفين من أفراد الأسرة في قسم الشرطة بجانب شهود من سكان الحي متطابقة، وتتمسك بأن الطفلة سماح أطلقت النار على نفسها عن طريق الخطأ.

احتمالات النبش

وأشار ضابط شرطة إلى أن مسار التحقيق، قد يقود النيابة العامة إلى التراجع عن قرار نبش الجثمان وإخضاعه للتشريح.
ولفت إلى أن إجراء نبش الجثمان يتم عبر طلب من الأسرة حال تشككت في وقوع جريمة وهو ما ترفضه الأسرة، أو حال استقر لدى للنيابة وجود شبهة جريمة، وأضاف حتى اللحظة جميع الأقوال تقود النيابة إلى أن ما حدث تم عن طريق الخطأ بواسطة الطفلة.

وبحسب طبيب عاين الجثمان قال إن الجثة بها آثار ضرب متفرقة، وعن عدد الطلقات، قال لا يمكن تحديدها قبل التشريح.

 

اترك رد