هيثم محمود يكتب: سقوط الانقاذ الدروس والعبر

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

هيثم محمود يكتب:
سقوط الانقاذ الدروس والعبر

في مثل هذا اليوم من العام ٢٠١٩ إنتهت حقبة حكومة الانقاذ التي حكمت السودان لثلاثة عقود من الزمان.. نعم سقطت الانقاذ في مثل هذا اليوم.. سقطت ببيان إبن عوف وتواطؤ اللجنة الأمنية التي قررت استلام السلطة.

الحقيقة التي لا ينكرها أحد هو سقوط الانقاذ بثورة شعبية تداعى لها الآلاف صوب القيادة العامة للقوات المسلحة مما شجع اللجنة الأمنية على استلام السلطة.
ولكن الواقع الذي لا يعرفه إلا قلة قليلة هو سقوط الانقاذ عند أهلها قبل أن تسقطها الثورة، فالذي يتابع مجالس الاسلاميين واجتماعاتهم ويستمع لنقدهم لحكومتهم يتأكد بأن الانقاذ سقطت عندهم قبل أن تسقط بثورة شعبية أو انقلاب قادتة اللجنة الأمنية الذين هم أبناء الانقاذ ورموزها في المؤسسات العسكرية والأمنية.

السؤال الذي ظللت اتلقاه كثيرا باعتباري متابع لأدق تفاصيل السقوط هو لماذا لم تقاوم عضوية الانقاذ ولم تتحرك لاعادة حكمها المستلب وفردوسها المفقود وهي التي تمتلك العدة والعتاد والسلاح؟

الاجابة المختصرة هو أن أهل الإنقاذ قادة وقيادة وعضوية هم أعقل أهل السودان وأكثرهم حرصا على أمن وسلامة الوطن ولو أرادوا لجعلوا السودان صومالا آخر ولكن لأنهم بنوا هذه الدولة طوبة طوبة لا يمكن أن يقوموا بتدميرها فاليد التي تحمل معول البناء لا تصبح معول هدم والقيم التي ربت عليها الحركة الاسلامية عضويتها جعلتهم الأكثر ثباتا والأرجح عقلا في ادارة الازمات.

نعم نجحت الثورة في اسقاط الانقاذ ولكن ما الذي تحقق من شعارات الثورة؟
الواقع يؤكد أن هنالك عصابة سرقت ثورة الشعب هذه العصابة لم تتربى على قيم هذا الشعب لانها لم تعش فيه ولم تعرف تقاليد شعبه لذا افقرت الشعب وضيقت عليه في رزقه ومعاشه.

حكومة ضاعفت كل الأسعار لعشرات الاضعاف ورفعت الدعم الذي كانت تنكره على الانقاذ وظلت مشغولة بقضايا ليس من أولوياتها معاش الناس.

الواقع يؤكد ان الشعار الوحيد الذي تحقق من شعارات الثورة هو (الحل في البل) فالبل لم يصب الكيزان وحدهم وإنما شمل كل الشعب الذي أصبح بين مستنكر ورافض ومكابر وحالم ينتظر إنفراج من حكومة لو اعطيت عمر نوح لما حققت معشار ما حققته الانقاذ.
على الاسلاميين أن يجعلوا هذا اليوم يوما للتقييم والتقويم والمراجعة لأخذ العظات والعبر وعلى الشعب مراجعة ثورته التي لم يتحقق منها غير سقوط الإنقاذ و(الحل في البل).

اترك رد