هيثم محمود يكتب: على الجيش أن يدرك هذه الحقيقة

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

هيثم محمود يكتب:
على الجيش أن يدرك هذه الحقيقة
ظلت المؤسسة العسكرية مكان احترام وتقدير واجماع كل الشعب السوداني ومكوناته السياسية.. في كل الحقب ظلت المؤسسة العسكرية تقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب والمكونات السياسية، حتي في حالات الانقلابات العسكرية التي نظمتها أحزاب اليمين واليسار (الحركة الاسلامية) (الشيوعي والبعثي) عقب نجاح أو فشل الانقلاب يلتف الشعب حول قواته ويحفظ لها مكانتها وهذا هو المطلوب، فالجيش هو حامي الوطن وخط الدفاع الأول عن أمنه ومكتسباته وانهيار الأوطان يبدأ بانهيار قواتها المسلحة.

الإسلاميون خلال تاريخهم الممتد ظلوا يحملون للقوات المسلحة كامل الاحترام والتقدير، فمهما اختلفوا مع قادتها يظل تقديرهم للجيش الذي شاركوه البنادق والخنادق وقدموا معه آلاف الشهداء في سبيل حماية الدين والوطن.

الحقيقة التي لا ينكرها أحد هي البغض والكراهية التي تكنها أحزاب لليسار للجيش وكأنه جيش دولة معادية وليس جيش الوطن، مرد ذلك أن أحزاب اليسار (الشيوعي والبعثي) فشلت جميع الانقلابات العسكرية التي خططوا لها على مر التاريخ وذهب قادة انقلاباتهم للمقصلة، لذا تجد احزاب اليسار تجعل العدو الأول لها هو القوات المسلحة ولا تدخر جهدا في تدميرها والنيل منها.

انقلاب ١١ أبريل الذي انحازت فيه القوات المسلحة للثورة واسقطت نظام الإنقاذ وقدمت السلطة علي طبق من ذهب لاحزاب اليسار التي لا تملك قواعد ولا جماهير، كل ذلك لم يشفع للقوات المسلحة وظلت هتافات اليسار في ساحة القيادة (معليش ما عندنا جيش) هذا الشعار لو ردد في أي دولة فإنه كفيل بمحاكمة صاحبه تحت تهمة الخيانة العظمي.
احزنني جدا طرد الفريق ياسر العطا من حفل افتتاح قناة نهر النيل بتلك الطريقة المذلة خاصة وأن الرجل يمثل رمز السيادة ويرتدي البزه العسكرية وشرف الدولة.
الواضح أن والية نهر النيل استطاعت بذكاء استدراج العطا للاحتفال الذي لم يكن ضمن برنامج زيارته وابتلع العطا الطعم ليجد كوادر الحزب الشيوعي المتمرسة تهتف في وجهه وتضطره للانفعال وقطع حديثه المنقول على الفضائيات ومغادرة مكان الحفل.. لم تكتف بذلك بل لاحقته بالهتافات المسيئة حتى موقع سيارته.
الاسلاميون مهما اختلفوا مع قادة القوات المسلحة يظل تقديرهم للمؤسسة العسكرية باعتبارها رمز لعزة الوطن وكرامته.. يختلفون مع قادة الجيش الذين اسقطوا حكمهم ولكن يفرقون بين الخلاف مع الأفراد واحترام المؤسسة.. في كل مسيراتهم ومظاهراتهم لم ينطقوا بكلمة واحدة تنتقص من حق الجيش أو الشرطة رغم ماتعرضوا له من قمع.

على قادة الجيش أن يدركوا هذه الحقيقة فمهما تزلفوا لليسار ومهما تقربوا منه فإن قادة الحزب الشيوعي الذين يتسنمون السلطة الآن طال الزمن أو قصر سيقدمونهم لمحاكمات وسيستعينون بالمؤسسات الدولية في سبيل تحقيق هدفهم الذي لم ولن يتنازلوا عنه ولو مدد لهم قادة الجيش الفترة الانتقالية لقرن من الزمان.

اترك رد