افطار شباب الإسلاميين.. تفاصيل البرنامج

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي مساء أمس الأول بنشر بعض الإسلاميين صورا ومقاطع فيديو للإفطار الذي أقاموه بساحة الحرية بوسط الخرطوم، الذكري صادفت يوم الجمعة فجاء الإسلاميون بجلابيب بيضاء وفي كامل أناقتهم وتصافحوا، مشاعرهم بين فرحة اللقاء وحزن بالسقوط الداوي لمشروعهم الذي سقط بثورة شعبية في ديسمبر 2018م .

(فيس بوك)
دعوة الإفطار أطلقها شباب الإسلاميين بالفيسبوك قبل يومين من شهر رمضان، ووجدت استجابة لأنها صادفت مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في الرابع من رمضان، فالتقوا بساحة الحرية لتناول وجبة الإفطار، ولبى الدعوة عدد كبير منهم .
اختيار بعناية
مراقبون أشاروا إلى أنه تم اختيار اليوم بعناية، فالرابع من رمضان صادف يوم الجمعة، وأغلب الإسلاميين موجودون بمنازلهم وليس لهم ارتباط عمل، لذلك حرص الإسلاميون على تلبية الدعوة .
شباب الإسلاميين أكدوا أن الغرض من الدعوة هو أن يتوحد الإسلاميون بعد الشتات الذي استمر لعشرات السنين، فالتقوا بأشواق الإسلاميين بغض النظر عن انتمائهم للمؤتمر الوطني المحلول أو الشعبي وغيرهما .
وربما موقع ساحة الحرية بوسط الخرطوم وسهولة الوصول إليه حفزهم للمشاركة، خاصة وأنها معروفة للإسلاميين الذين يعقدون لقاءاتهم الجماهيرية فيها حتى أواخر نهاية عهدهم الذي استمر لـ30 عاما .
بدا واضحا أن المشاركين حضروا غير آبهين من القبض عليهم، فالتقطوا صورا تذكارية وصوروا مقاطع فيديو .
لقاء أخوي
بعض الإسلاميين أكدوا وفق(السوداني) أن اللقاء كان أخويا وليس له أبعاد سياسية، وقالوا “الإسلاميون ليسوا بالغباء حتى ينظموا لقاء سياسيا في أماكن مفتوحة، مشيرين إلى أن الإفطار حضره عدد كبير من المجاهدين ولم يستبعدوا أن يكون بعض الشيوعيين والبعثيين حضروا إلى ساحة الحرية لمعرفة تفاصيل عن المشاركين وأعدادهم وغيرها من التفاصيل “.
المفاصلة انتهت
رغم مرور يومين على إفطار الإسلاميين ما يزال رواد مواقع التواصل الاجتماعي ينتقدون الحكومة للسماح لهم بتنظيم مثل تلك التجمعات تحت لافتة “إفطار جماعي”.
لكن عضو حركة الإصلاح الآن اسامة توفيق الذي شارك شباب الإسلاميين دعوة الإفطار يذهب في حديثه وفق(السوداني) إلى أن اهمية اليوم أنه شاركت فيها كل المدارس الفكرية للحركة الإسلامية، واعتبرها أكبر رسالة بأن المفاصلة بين الوطني والشعبي انتهت عند الشباب، وقال ” الآن يمكن أن يتوحد الإسلاميون مرة اخرى بمنأى عن القيادات التاريخية “.. مشيرا إلى أنه بعد المفاصلة حدثت مشاكل شخصية والآن تجاوز الشباب كل المحن التي أصابت الحركة الإسلامية سابقا، وقال لم يحدث اقتحام أو اعتقال منذ بداية الإفطار وحتى بعد صلاة التراويح، وأضاف : الحديث عن اعتقالات بمثابة ” علف للقطيع” .
تجربة الإنقاذ
د.محمد المجذوب أحد شباب الإسلاميين والمنتمي لمجموعة الإحياء والتجديد خاطب الإفطار، وأشار إلى أن تيار الإسلاميين يمتلك قاعدة عريضة ومبني على الأفكار التي تحتاج إلى تجديد ، مؤكدا في حديثه أنه مخطئ من يظن أن مشروع الإسلاميين هو الإنقاذ وبذهابها ذهب المشروع، بل هو مشروع الحياة العامة، مشيرا إلى أن الإنقاذ هي تجربة تحمل الخطأ والصواب، وأضاف: يبقى المشروع بإقامة الدين في الحياة العامة، وبهذا الفهم لا أتفاجأ مما حدث أمس الأول أو ما سيحدث؛ شيء طبيعي لهذه الدعوة.
وأكد المجذوب أن معظم الإسلاميين تراجعوا عن محطة المفاصلة، وأضاف أنها أكثر الجماعات التي تطور نفسها وليست مثل الأحزاب اليسارية والعلمانية التي تمشي مع التيار العام للسياسة .
وقال إن المشاركة في الإفطار كانت عفوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحضر من حضر من تلقاء نفسه، لكن هناك الرؤية العامة التي تجمع الإسلاميين، مشيرا إلى أن هذا التيار منتشر في كل السودان ولا ينحصر في (أفندية) الخرطوم أو حزب معين، وقال إن التيار الإسلامي يستطيع أن يحافظ على السودان ويعبر عن المواطنين، وأضاف : هذا لا يتوفر في القوى التي تمتطي ظهر الثورة، فهم أقليات سياسية .

اترك رد