هيثم محمود يكتب: وثائق علي الهواء

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

هيثم محمود يكتب:
وثائق علي الهواء

مؤخرا فقدت مؤسساتنا العسكرية خصوصيتها وسرية معلوماتها واصبحت وثائقها في قارعة الطريق خاصة وأن هنالك وثائق في غاية السرية تصل للعامة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي ومؤكد أنها ستصل للمخابرات العالمية التي اصبحت تمتلك عملاء في كل مؤسسات الدولة.

كشوفات ترقيات وإحالات المؤسسات العسكرية الموسومة ب(سري للغاية) أصبحت متاحة للجميع وتصل للعامة قبل ان تصل للجهات المختصة وهذا مؤشر خطير جدا.

أمس الأول تم تسريب معلومة احالة ١٢٨ ضابط بجهاز المخابرات بالتفصيل حسب الرتب وسارت بهذه المعلومة الركبان، للأسف الشديد أن الكشف حتي لحظة تسريب المعلومات وتداولها عبر وسائل التواصل الإجتماعي لم يزل طرف المجلس السيادي ولم يصل لرئاسة الجهاز وهذه لعمري جريمة تستحق التحقيق العقاب.

كشوفات في غاية السرية مثل كشف احالات بالجهاز والقوات المسلحة يتم تسريبه قبل أن يصل للادارات المختصة والمحالين مثل هذا السلوك يمكن ان تكون عواقبه وخيمة ويؤثر علي الأداء.
وصول معلومات عسكرية في غاية السرية وتداولها لدى العامة تعني أن هنالك خللا كبيرا في المنظومة الأمنية ربما يصل للإختراق فابجديات العمل العسكري هي (المعلومة على قدر الحوجة) و(ماتسمعه هما اتركه هنا) ولكن يبدو ان هذه القواعد الأمنية بدات في التلاشي.

ليس سرا أن العمل بجهاز المخابرات لم يعد جاذبا وأن كثير من الضباط أصبحوا يفضلون المعاش علي العمل بالجهاز خصوصا بعد تهميش دوره واضعاف قوته لصالح تاسيس جهاز الأمن الداخلي ومن المعلوم أن الضباط في كل المؤسسات العسكرية من رتبة مقدم فما فوق يتوقعون المعاش في أي لحظة لضيق هرم الترقيات.
لكم أن تتخيلوا ضابط برتبة عليا يدير ملفا حساسا ويمتلك معلومات في غاية الخطورة يسمع بخبر إقالته عبر الوسائط ماذا تتوقعون منه؟!.

تسريب وثائق القوات النظامية جريمة تنتهك الأمن القومي وترقي للجراذم الموجهة ضد الدولة لذا فعلي المؤسسات الأمنية عدم التهاون في مثل هذه الاختراقات وتوقيع اقسى العقوبات علي مرتكبيها ففي زمن التقنية يمكن بسهولة معرفة الشخص الذي قام بالتسريب.

اترك رد