هيثم محمود يكتب: إلا الحرائر

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

هيثم محمود يكتب:
إلا الحرائر

منذ ذهاب حكمهم بالثورة الشعبية التي ساندها الخونة من أعضاء اللجنة الامنية الذين اعتقدوا أن بذهاب البشير ستؤول لهم السلطة علي طبق من ذهب وسيجلسون علي كراسي الحكم، ولكن لان الله لا يهدي كيد الخائنين فقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وولو مدبرين بين طريد في رحمة المخابرات ومنبوذ يلوذ بين أهله ومعتكف بداره يتجرع مرارة الخيانة.

نعم لم تكن الإنقاذ ترضي أحدا في سنواتها الأخيرة وقد أوسعها أهلها نقدا في مؤتمراتهم واجتماعاتهم وصحفهم وكانت الحكومة الأخيرة أضعف حكومات الإنقاذ علي الإطلاق.. لذا لم تقو على مواجهة الأزمات المفتعلة وتزايدت عليها الاحتجاجات الشعبية جراء أزمات الوقود والنقود والخبز التي جعلت الشارع يلتهب.

أسهمت المخابرات العالمية باعتراف السفراء والعملاء في رعاية ودعم الاحتجاجات لتسقط الانقاذ علي يد أبنائها الذين ظنوا ان اسهامهم في إسقاطها سيشفع ليهم ولكن هيهات!!.

صبر الإسلاميون كثيرا علي سقوط حكمهم وتحلوا بضبط النفس وعكفوا علي إجراء مراجعات شاملة لم تنتهي ولكن أبرز مخرجاتها هي الرفض الكامل للإنقلابات العسكرية وحفظ مكتسبات الوطن والعمل وسط القواعد التي حملتهم للسلطة عبر صناديق الاقتراع خلال جولات الانتخابات الماضية.

لم يختار الإسلاميون المواجهة رغم قدرتهم عليها ورغم الجور والظلم الذي لحق بقادتهم من مصادرة جائرة لممتلكاتهم وحبس قادتهم بالسحون لأكثر من عامين دون تقديمهم لمحاكمات (ظالمة أو عادلة)، صبروا علي كل ذلك ليس خوفا أو جبنا ولكن لتقديرات قيادتهم!!.

خلال شهر رمضان ابتدر شباب التيار الإسلامي إفطارات رمضانية تداعي لها الشباب دون ترتيب أو تعليمات او تكليف من حزب.. هدفهم من ذلك جمع شتات التيار الإسلامي الذي فرقته السلطة وجعلت بعضه يسهم في سقوط الإنقاذ.

لم تتجاوز مبادرة شباب التيار الإسلامي التي انتظمت المركز والولايات الإفطار والإنشاد والتكبير والتهليل ولكن لم يرق ذلك للجنة التمكين فأصدرت بيانا كاذبا عشية إفطار الرابع من رمضان وحركت قوة من الشرطة لمراقبة إفطار الحرائر الذي دعت له شابات ونساء الإسلاميين فاعتقلت ثلاث من أخوات نسيبة كل جريمتهن هي التكبير والتهليل وترديد أنشودة أنا المسلم التي تزلزل أركان اليسار.

سقطت قحت في امتحان الحرية مثلما سقطت في العدالة التي جعلتها شعارا حملها لسدة الحكم.. فليعلم قادة قحت وأذنابهم أن حرائر التيار الإسلامي خط أحمر وأن المواجهة التي اختاروها لو استمروا فيها فإنهم لم ولن يملكوا أسلحتها فمن واجهوا بصدورهم العارية الدبابات والمدرعات لن تخيفهم السياط ولا الزنازين.

اترك رد