اسامه عبد الماجد يكتب : افطار (بدر) .. (17) ملاحظة

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

افطار (بدر) .. (17) ملاحظة
اسامه عبد الماجد
اذا عرف السبب
الخميس 29 أبريل 2021

افطار شباب الاسلاميين في ذكرى موقعة بدر اليوم .. وما ادراك مابدر ، حدث مهم حمل حزمة من الدلالات والاشارات .. تستوجب النظر اليها بعمق .. لما سيكون له من تأثيرات على المشهد مقبل الايام.
أولاً : أهم اشارة هو قيام الافطار في حد ذاته وعدم التراجع منه .. رغم المحاولات المبكرة والخائبة من عدة جهات (قحتاوية) لافشاله.. مرة بغمر الساحة الخضراء بالمياة (والبلد عطشانة) وقبلها باصدار قرار من القائمين عليها بمنع تنظيم الافطارات والتجمعات ولو كانت اجتماعية.
ثانياً : وضح بشكل جلي أن شباب الاسلاميين تحسبوا لأي طارئ.. من خلال وضع خطة (ب).. تم اللجوء اليها وهي نقل الافطار الي موقع أخر .. وقريب من الساحة ومعلوم لدى الكافة .. وهو حدائق شرق مطار الخرطوم.
ثالثاً : لم يتهيب شباب الاسلاميين اجراءات القمع والترهيب التي استخدمتها الحكومة ، منذ وقت مبكر ، عندما اعتبرت تجمعات الاسلاميين نشاطا ارهابياً واعتقلت (اخوات نسيبة) نظمن افطاراً بالساحة الخضراء .. وكان المقصود من اعتقالهن ارسال رسالة لمنظمي افطار (ذكري) بدر بانه ينتظركم ذات المصير في (17 رمضان).
رابعاً : استخدم الاسلاميين ذات السلاح الذي لجأ اليه تجمع المهنيين الذي سقط مع سقوط الانقاذ .. وهو الاعلان عن مكان وزمان المواجهة ومنذ وقت مبكر فعلم كل اهل السودان بافطار الاسلاميين.. وكذلك تعاملوا بذات وسائل تجمع المهنيين (وسائل التواصل الاجتماعي) ، عنصر المفاجأة في تحديد مكان وزمان الافطار اربك حسابات السلطات.
خامساً : طبق الاسلاميين شعار رفعته قحت ولم تطبقه وهو شعار (سلميه) .. حيث لم يستجيب الشباب لاستفزازات الشرطة التي تحركت عناصر داخلها بشكل غريب ومريب .. وقامت باطلاق الغاز المسيل للدموع على الجموع المحتشدة وهي تؤدي فريضة صلاة المغرب.. ووثقت الصور ذلك الحدث.. ونجلت السلمية في عدم حصب الشرطة بالحجارة أو الاساء اليها كما حدث ممن رفعوا شعارات السلمية.
سادساً : اطلاق الشرطة (للبمبان) ، على مواطنين عزل .. ولم يقوموا بما من شأنه يهدد السلامه العامه، يلقي بالمسؤولية على وزير الداخلية عز الدين الشيخ الذي ظل يتعامل بمنهج سياسي لا شرطي منذ كان مديرا للشرطة .. وقد ظل يتوعد الاسلاميين بذات طرق وجدي صالح وصلاح مناع.. ويكاد يشابه تحريضه ، تحريض عمرو بن هشام لقريش في موقعة بدر .
سابعاً : واضح ان افطارات الاسلاميين بداية احماء لمباريات ساخنه لمواجهة نظام (قحت) عقب الشهر الفضيل .. حيث لم تمنع سخونة الاجواء نحرك الاسلاميين.
ثامناً : افطار ذكري بدر بداية لمرحلة جديدة .. وهو بمثابة ظهور علني ومباشر للاسلاميين منذ سقوط النظام خاصاً بهم كتيار اسلامي .. صحيح ظهر الاسلاميين في عدة مناسبات أبرزها (الزحف الاخضر) .. لكن كان الهدف حينها تفويض الجيش.. والتحرك الحالي يعني ان الجيش وقحت سيان عند الاسلاميين.
تاسعاً : الافطارات تجاوزت اطار المؤتمر الوطني من خلال المشاركة الواسعة والكبيرة لتيارات مختلفة من الاسلاميين .. وهذا يعني توسع دائرة المعركة مع (قحت) وانها لم تعد مع المؤتمر الوطني وحده.
عاشراً : الافطار نهاية لمشروع (قحت) القائم على تمييز (اسلاميي الوطني) دون غيرهم من التيارات الاسلامية بالطرق الكثيف على مصطلح (كوز) .. بعد توحد الجميع الأن تحت راية (التيار الاسلامي العريض).
أحد عشر: ظهر الاسلاميين مرتبين بشكل كبير.. من خلال جلب الاكل بكميات كبيرة الي جانب توفير (مفارش) .. الي قيام مجموعات بالتوثيق للافطار وأخرى بتأمين المكان .. مع التحسب للتعامل مع الغاز المسيل للدموع .. وكذلك توفير (كمامات).. ومساعدة بعضهم البعض بالتوصيل (فضل الظهر) ، وهذا يعني عودة الاسلاميين للعمل المنظم المعهود فيهم وامتلاكهم زمام المبادرة.
اثنا عشر: لم يحصر الاسلاميين انفسهم في افطار بالمركز .. بل كان الخروج للعلن في كل الولايات .. وهذا ما سيقلق الحكومة ، خاصة في ظل التراجع المريع للخدمات وحالة الغلاء الطاحن التي انهكت المواطن.
ثلاثة عشر: خروج الاسلاميين لمواجهة قحت ، تزامناً مع ذكرى مناسبة دينية عظيمة .. تأكيد على الهوية الاسلامية للمجتمع السوداني. ورسالة لليسار الذي يحاول استئصال الدين من المجتمع بطرق شتى.
أربعة عشر: اللافت عدم مشاركة المرأة .. وربما عمد التيار الاسلامي لعدم استغلال المرأة أو السعي لاستدرار عطف الرأي العام بمشاركتها .. خلافاً لما فعل تجمع المهنيين ابان الاحتجاجات ، وتذكرون الترويج الكثيف وبصورة فوق المعدل لصوراً بعينها وبطريقة منظمة وليست عفوية منها تسور شابه لحائط عبر ظهر شاب هرباً من قوات نظامية .. وكذلك التقاط صورة بكاميرا عالية التقنية لشابه بثوب ابيض في ميدان الاعتصام لوصفها لاحقا بايقونة التغيير.
خمسة عشر : كان الافطار بمثابة سقوط مريع للحكومة في امتحان الحريات وقد ظلت تردد (حرية سلام عدالة) .. وللمفارقة كانت الهزيمة في ساحة اطلقوا عليها (ساحة الحرية).
ستة عشر: كذب الافطار ، لجنة ازالة التمكين وفضح عضوها وجدي صالح .. الذي اعلن عقب الافطار السابق للاسلاميين عن ضبطهم خلية ارهابية وقد تعمد تصوير الاسلاميين بالارهابيين.
سبعة عشر: احيا الاسلاميون شعار استهلكه عبد الله حمدوك وافقده طعمه .. وهو (سننتصر ) .. وكان ذلك لسان حال اخوان الشهداء اليوم.

اترك رد