هيثم محمود يكتب : سجننا خلوة وموتنا شهادة

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

رؤى
هيثم محمود
سجننا خلوة وموتنا شهادة

منذ انضمامنا للحركة الاسلامية في بواكير صبانا تعلمنا من شيوخنا أن طريق الدعوة محفوف بالمخاطر والابتلاءآت، وأن جل الدعاة إلى الله تعرضوا لظلم الحكام وجل قادة الحركة الاسلامية ماتوا في زنازين الطغاة لدن الإمام الشهيد حسن البنا مرورا بالشهيد سيد قطب ومحمد البلتاجي ومحمد بديع والشهيد الزبير احمد الحسن.

جل قادة حركة الاسلام الذين ماتوا في سجون الطغاة كان موتهم فتحا للدعوة فالوحش يقتل ثائرا والأرض تنبت ألف ثائر ولأنهم يؤمنون بفكرتهم وقضيتهم التي بايعوا فيها على الجهاد والثبات والتضحية فسجنهم خلوة ونفيهم سياحة وموتهم شهادة.

ودعت الحركة الاسلامية السودانية نهار أمس الجمعة قائدها وحادي ركبها وأميرها الشيخ المجاهد الزبير أحمد الحسن الذي أعتقلته حكومة الطغاة منذ انقلاب ١١أبريل ٢٠١٩ لتطلق سراحه ثم تعيده للحبس لما يقارب العامين دون مسوق قانوني أو دستوري ودون تقديمه لمحاكمة (عادلة أو ظالمة) فكل تهمة الشهيد الزبير أنه أميرا للحركة الإسلامية.

قتل الشهيد الزبير مع سبق الإصرار والترصد فالرجل رغم ظروفه الصحية التي تحتاج لرعاية طبية لا تتوفر في السجن ابقت عليه سلطات الطغاة في الحبس دون تهمة ودون رعاية حتى غادر السجن وهو في الرمق الأخير لتصعد روحه الطاهرة بمستشفى الشرطة.

قتل الشهيد الزبير تنفيذا لأوامر الخائب العام الذي صرح بعظمة لسانه بأن قادة الإنقاذ لن يخرجوا من السجن إلا للمقابر أو بالخرف، وصدق الخائب العام وعده إذ انتقل ثلاثة من المعتقلين للرفيق الأعلى وهم داخل السجن بدءا بالشريف بدر ومرورا بالفريق عبد الله البشير وأخيرا وليس آخرا الشيخ الزبير أحمد الحسن.
لن نبكي شيخنا الحافظ لكتاب الله العفيف النظيف عفيف اليد واللسان، لن نبكي شيخنا فالدموع على الفوارس عار ومثل شيخنا الزبير الذي نذر حياته للدعوة مطبقا اركان بيعتها من فهم واخلاص وعمل وجهاد وتضحية وطاعة وثبات وتجرد واخوة وثقة.

أخلص الشهيد الزبير لحركة الإسلام وعمل لها حتى اخر يوم في حياته مجاهدا بالبندقية في أحراش الجنوب وبكلمة الحق بين اخوانه في السلطة وضحى كثيرا في الدعوة اذا بدأ حياته بسجون الطغاة إبان حكم نميري وختمها بسجون البرهان وحميدتي وزبانيتهم من فلول اليسار.. قابل ذلك بقوة وثبات طاعة لله واحتسابا للأجر والثواب.

عاش الشهيد الزبير زاهدا متجردا بسيطا في هيئته وملبسه محبا لأخوانه واثقا فيهم حتى لقي ربه شهيدا في يوم مبارك هو الجمعة وساعة مباركة وقت الصلاة وشهر مبارك هو شهر رمضان.

كان تشييع الشهيد الزبير إستفتاء حقيقيا لقوة التيار الإسلامي إذ تداعى عشرات الآلاف من الإخوان للصلاة على شيخهم ووداع أميرهم وتشييعه لمثواه الأخير بمقابر بري الشريف التي لم تشهد حشدا كهذا إلا في وفاة الراحل الشيخ حسن الترابي مما يؤكد علو كعب الاسلاميين وامتلاكهم للساحة رغم نعيق بوم اليسار وزعيق أهل الضلال من أحزاب الفجور والسفور التي امتطت ظهر الثورة وتسنمت أمر البلاد في غفلة من الزمان.

ليعلم الطغاة أن قتل الشهيد الزبير بالسجن جورا وظلما بالسجن لن يمر مرور الكرام فالإسلاميين ليسو بمهيضي الجناح، وليعلم الظلمة أن دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة.

اترك رد