هيثم محمود يكتب : هوليكوست فض الاعتصام.. بلاغ ضد مجهول؟

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

رؤى
هيثم محمود
هوليكوست فض الاعتصام.. بلاغ ضد مجهول؟

اليوم تمر الذكرى الثالثة لأسوأ جريمة إنسانية تشهدها البلاد، جريمة لا تشبهها إلا معركة كرري التي أبيد فيها جيش المهدية بأكمله بفعل عدم تكافؤ العدة والعتاد بين الجيشين، وإن كان الإختلاف هنا كبيرا فجيش المهدي خرج للمعركة يحمل اسلحته البيضاء وثوار الإعتصام شباب عزل هوجم صبيحة ليلة وقفة العيد.

قوة مدججة بالسلاح مكتملة العدة والعتاد واجهت شبابا عزل اشبعتهم قتلا وسحلا وتنكيلا.. شباب لا ذنب لهم سوى أنهم خرجوا ينشدون التغيير فانقلب العسكر على البشير وتسنموا مقاليد الحكم لما يقارب العام ثم اتفقوا مع بعض الأحزاب الانتهازية على اقتسام السلطة وتبا لسلطة تاتي على أشلاء وجماجم الشباب العزل.

تمر اليوم الذكرى الثالثة لفض اعتصام القيادة العامة ولا زالت لجنة أديب (تتمحرك) وتماطل وتسوف لأنها لن ولم تستطع الإجابة على السؤال المهم (من قام بفض الإعتصام)؟ ليس لانها لا تدري ولكن لانها لا تستطيع؟!.

راعي الضان في بادية كردفان يعلم هوية القوات البربرية التي قامت بفض الإعتصام، فالطريقة الهمجية وانتهاك حقوق الانسان بالضرب والقمع والإساءة التي تمت في فض الإعتصام ووثقتها الكاميرات والفيديوهات التي سربها بعض افراد تلك القوات بجهل دليلا لا يحتاج للجنة تجتمع وتنفض وتتحرى لاكثر من عامين.

هنالك العديد من الأدلة التي أثبتت وجود إجماع علي فض الإعتصام منها عدم مقاومة القوات الموجودة في القيادة العامة لعملية فض الاعتصام مثلما قاومت تلك القوات عملية سابقة واشتبكت مع قوات أخرى قبل الانقلاب، أضف لذلك دخول قوات بالآلاف لحرم القيادة العامة بإمكانها إحتلال القيادة واحداث انقلاب مثل انقلاب الخائن ابن عوف وشرذمته على الرئيس البشير.

كل الدلائل تؤكد بأن عملية فض الإعتصام عملية مشتركة بين العسكر والمدنيين من أجل إقتسام السلطة والإعترافات والتصريحات المسربة من شاكلة (حدس ما حدس) و(لو مافضينا الاعتصام كان اتفض براهو) و(هنالك اتفاق بيننا على فض الاعتصام) إضافة للتصريحات المتواصلة من بعض قادة الأحزاب التي تناقلتها الصحف ووسائل الإعلام.

أبلغ دليل على تواطؤ الأحزاب مع العسكر في عملية فض الإعتصام هي سحب حزب الأمة لخيمته قبل يوم ومخاطبات الأصم وخالد سلك وبعض قادة الحزب الشيوعي للإعتصام في أيامه الاخيرة والتصريحات والمكالمات التي تم تسريبها بعد مجزرة فض الاعتصام.

الواقع يؤكد أن لجنة أديب تعمل على كسب الوقت وأن دماء الشهداء من الشباب ماهي إلا مطية للوصول لكراسي السلطة فالذي ينتظر عدالة من هذه اللجنة سينتظر طويلا، فكل ماستقوم به هو تدوين القضية على شاكلة بلاغ ضد مجهول (المجهول الوحيد الذي يعلمه الجميع) .

ليس أمام أسر ضحايا الإعتصام من الشهداء والمفقودين إلا تدويل القضية والذهاب للمؤسسات العدلية من أجل حقوق فلذات اكبادهم الذين فقدوا وقطعوا وقتلوا وتعفنت جثثهم بالمشارح دون أن تجد من يوفر لها الكهرباء لحفظها في ثلاجة موز بطريقة لا تمت للآدمية بصلة.

فليعلم الثوار أن حكومة حمدوك شريك أصيل في قتلهم لذا عليهم الا يعشموا في عدالة منها ولا من شركائها وأن النحيب السنوي بذكرى فض الاعتصام وإعلان تسيير المواكب صوب القيادة واغلاقها من قبل الجيش ماهو إلا تخدير من الأحزاب التي وصلت للسلطة على جماجمهم.

اترك رد