هيثم محمود يكتب : شورى الوطني هدف في الزمن القاتل!!

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

رؤى
هيثم محمود يكتب :
شورى الوطني هدف في الزمن القاتل!!

حينما حذرنا قحت وفلولها من معاداة الإسلاميين واستهدافهم كنا نعي مانقول، وحينما نبهنا (قحت) من خطورة لجؤ عضوية المؤتمر الوطني للعمل تحت الأرض كنا نعلم أن الكيزان إذا أرادوا فعلوا ولو كرهت (قحت) ومن شايعها من من الأقزام الذين قادتهم الصدفة للوصول لسدة الحكم!!.

فجر السبت الماضي انعقدت شورى حزب المؤتمر الوطني بكامل عضويتها ولم يغب عنها سوى السجناء الذين تحتجزهم (قحت) لأكثر من عامين دون محاكمات، أو من قتلتهم قحت بدم بارد أثناء الإعتقال التعسفي بالسجون بأمر الخائب العام، أو بعض الذين هاجروا لتقديرات خاصة.

فاجأ المؤتمر الوطني الساحة السياسية بعقده لمجلس شوراه وسط أجواء سياسية ملبدة بالغيوم، وطقس سياسي حار كحرارة الجو في فى الأيام. طقس سياسي تشهد فيه أروقة الأحزاب الحاكمة تجاذبات سياسية تكاد تعصف بها من الوجود.

في الوقت الذي يشهد فيه تحالف (قحت) الحاكم إنشقاقات وتصدعات كبيرة جعلت الوثيقة الدستورية في حكم العدم بسبب سحب الثقة عن المجلس المركزي للحرية والتغيير الموقع على الوثيقة.. وتعجز بقية الأحزاب عن عقد مؤتمراتها لعقود، فحزب الأمة الذي غاب رئيسه الدائم الإمام الصادق المهدي بسبب الموت يعجز قادته عن مجرد الحديث عن المؤتمر العام الذي سيشتت الحزب ويجعله شيعا وجماعات، أما أحزاب الفكة فهذه تفشل في عقد الإجتماع الدوري لمكاتبها التنفيذية خصوصا بعد وصولها للسلطة!!.

عقد المؤتمر الوطني شوراه في هدوء تام وبطمأنينة لم تشهدها الشورى التي انعقدت إبان وجود الحزب في السلطة وتداول أعضاء الشورى مستجدات الساحة السياسية وواقع حزبهم وكيفية التعاطي مع الأحداث وخرجوا بتوصيات منها ماتم نشره في البيان الختامي وما لا يصلح النشر وهو ماستراه قحت واقعا أمامها لا ما ستطالعه أوتسمعه!!.

انعقاد شورى الوطني والتداول الذي تم فيه يؤكد أن الحزب استطاع الاستفادة من تجربة المعارضة خلال العامين الماضيين وأصبح بإمكانه العمل في كل الظروف وباستخدام الأساليب التي تناسب كل مرحلة.

أكد المؤتمر الوطني انه ليس حزب سلطة وأن غيابه عن الحكم لم يؤثر في وجوده بين القواعد وتمسك عضويته به وأن قرار الحل لا يعنيهم خاصة وأنهم قطعوا شوطا بعيدا في المراجعات جعلتهم يعتذرون بشجاعة عن الإخفاقات التي لازمت فترة حكمهم.

يمكن القول أن الوطني تاقلم على طقس المعارضة وأكمل الاستعداد لمرحلة جديدة من المعارضة يمتلك ادودتها ومطلوباتها.
العضوية التي حضرت إجتماع شورى الوطني تتجاوز عضوية حزب وجدي صواميل والفاشل محمد ضياء الدين لذا ترتجف جميع أحزاب قحت من الإنتخابات ومجرد الحديث عنها يجعل مناع يهرول لعقد مؤتمر صحفي للجنة التمكين لتقديم علف لقطيع (قحت) الذي تجاوز شعار (الحل في البل) لأن البل أصبح من نصيب كل الشعب السوداني وليس الكيزان وحدهم.

شورى الوطني تعتبر هدفا ذهبيا في الزمن القاتل أربك حسابات (قحت) وجعلها بين مكذب ومشدوه وخائف، وجعل قادة (قحت) يتهمون كوادرهم الأمينة بالتقصير والتواطؤ.

اترك رد