بكري المدني يكتب : كثرة البنادق لا تعني فشل الانقلاب !

السودان

رصد:الرآية نيوز

الطريق الثالث – بكري المدني

كثرة البنادق لا تعني فشل الانقلاب !

(نجاح اي مشروع انقلابي يحتاج بندقية واحدة تستطيع فرض إرادتها على الجميع
عدد البنادق السياسية المتعددة في الخرطوم اليوم يجعل من خيار الانقلاب الناجح أمرا مستحيلا عصي التحقق
لا توجد قوة سياسية او عسكرية بامكانها فرض إرادتها على الجميع
الصورة الاوضح
مراكز القوى متعددة و متقاربة من حيث عوامل القوة والضعف
لا يوجد واحد صحيح في المعادلة السودانية بمقدور بندقيته ان تعلو على بنادق الآخرين )

أعلاه منشور للعزيز ضياء الدين بلال على صفحته الخاصة ولعله اراد من خلاله تنبيه البعض داخل الميدان وتحت المقصورة و إجابة آخرين على المدرجات تتراوح أسئلتهم ما بين الحذر والرجاء !

من الناحية الفنية اتفق مع الصديق ضياء الدين بالكامل اذ لا توجد قوة عسكرية في الخرطوم اليوم قادرة على فرض إرادتها على بقية البنادق وفوق ان الانقلاب مرفوض لأنه يعطل الحياة السياسية كما فعل كثيرا بالسودان وهذا في الحالات الناجحة طبعا أما في حال الفشل في الحاضر فهو سيحول الخرطوم الى نسخة من بيروت الثمانينات حينما تعددت البنادق وضاقت العقول

نعم لن ينجح انقلاب عسكري اليوم في الخرطوم اعتمادا على البندقية ولكن هل تعدد البنادق يمنع الانقلاب وهل من ناحية أخرى مع تتعدد البنادق تتسع العقول في الخرطوم حتى لا يفشل وتتحول إلى نسخة من بيروت في الثمانينات ؟

اعتقد ان الانقلابات في أفريقيا عموما سوف تظل قائمة وذلك لسبب مهم في نجاحها غير البندقية وهو اعتمادها على التأييد الشعبي !

ان شعوب أفريقيا ليست مثل شعوب روسيا وتركيا ستخرج لتقطع الطريق على الدبابات بل العكس فهي تخرج مع الموسيقى العسكرية والبيان الأول مؤيدة دائما الانقلابيين على الحزبيين وللشعوب الافريقية في ذلك أسباب وأسباب يضيق المجال عن ذكرها وان امكن اجمالها في (عجز الأحزاب )!

نجح قبل أيام انقلاب دولة مالي وقبله نجح انقلاب النيجر بل ونجح قبل ذلك انقلاب الجيش المصري بقيادة المشير عبدالفتاح السيسي والعامل المشترك بين كل تلك النجاحات هو التأييد الشعبي !

السودان لم يكن استثناءا عن دول افريقيا في الماضي ولن يكون استثناءا عنها في الحاضر

في الماضي نجحت انقلابات عسكرية لما وجدت تأييدا شعبيا وفشلت انقلابات وتحركات عسكرية لم تجد ذات التأييد

نجح عبود وجعفر نميري وسوار الذهب و عمر البشير وفشل هاشم العطا وقوات الجبهة الوطنية (المرتزقة)وحركة 28رمضان بل وعملية الزراع الطويلة لحركة العدل والمساواة

بعيدا عن عامل البندقية وحدها وبناءا على التأييد الشعبي معها فإن القوة العسكرية التى تضمن التأييد الشعبي يمكن ان تنجح في الانقلاب على السلطة في الخرطوم اليوم

اي قوة عسكرية لا تضمن التاييد الشعبي لن تنجح في الانقلاب وان كانت تملك الأفضلية العددية و المهارة القتالية

وحدها القوة العسكرية الضامنة للتأييد الشعبي في الخرطوم هي القادرة على الانقلاب بنجاح وبأقل الخسائر

ستنجح إذا القوة العسكرية التى تعتمد على قبول الشعب ولكنه نجاح مؤقت سيضر بالعملية السياسية في البلد كما قلت ويقطع كما فعل كثيرا تطورها الطبيعي

اترك رد